كشف نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، عبد الغفار شكر، النقاب عن
تنظيم سري أنشأه جمال عبد الناصر، في عام 1965، للتدخل في شؤون الدول العربية، تحت اسم "
الطليعة العربية"، وأنه تواجد في 15 دولة عربية، واستمر في العمل حتى أواخر الثمانينيات.
ونقلت صحيفة "الشروق" عن شكر، الثلاثاء، قوله إنه أرسل مخطوط كتاب من 600 صفحة، إلى مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت، قبل ساعات من دخوله مستشفى السلام الدولي في المعادي، على خلفية إصابته بجلطة في الدماغ.
وقال شكر، وهو أيضا رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، إن الكتاب يحمل اسم "الطليعة العربية.. التنظيم السرى لجمال عبد الناصر في الوطن العربي".
وأشار إلى أن الكتاب -المزمع صدوره خلال شهرين- يكشف عن العديد من المعارك والأسرار التي من المتوقع أن تثير ضجة، باعتبارها تنشر لأول مرة، موضحا أنه اعتمد في دراسته التوثيقية حول التنظيم السري، على أرشيف فتحي الديب، وهو أحد مؤسسي جهاز المخابرات العامة
المصرية، بالإضافة إلى شهادات 30 شخصية عربية.
ودخل شكر العناية المركزة في المستشفى منتصف الشهر الحالي، فور إصابته بجلطة في الدماغ، تسببت في إصابته ببطء في حركة الذراع والساق اليمنى، ثم انتقل إلى مركز علاج طبيعي تابع للقوات المسلحة لاستكمال العلاج، وذلك في بداية الأسبوع الحالي.
وروى نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان في الكتاب تفاصيل إنشاء التنظيم، الذي قال إنه "كان سريَّ الوجود والعضوية والحركة، ولم يكن ينشط في المجتمع باسمه، وإنما يتحرك تحت أغطية سياسية وثقافية واجتماعية"، ما اعتبره أحد عوامل الأمان للأعضاء، موضحا أن التنظيم لم يصدر بيانات باسمه.
وكشف الكتاب أسماء عدد من أعضاء التنظيم السري، الذى تولي فتحي الديب الأمانة العامة له، وبينهم أحمد صدقي الدجال، وأديب الجادر، وعبد الرحيم مراد، ومحمد فائق، وصلاح الدسوقي.
وأوضح شكر أن عددا من أعضاء التنظيم حازوا مراكز عليا في أقطارهم، على رأسهم كل من "رئيس الجمهورية اليمنية الأسبق، إبراهيم المحمدي، وقائد سلاح المظلات في اليمن عبد الله عبد العالم، ورئيس اتحاد الصناعات ومحافظ البنك المركزي فى العراق خيري الدين حسيب، ووزير الدفاع اللبناني الأسبق، عبد الرحيم مراد، والوزير الأردني محمد الحاموري، والوزير الأردني أيضا سليم الزعبي".
بالإضافة إلى عدد من المشايخ وكبار المثقفين في دول الخليج.
وأشار إلى أن قطر عيّنت 60 سفيرا لها في العالم من أعضاء "الطليعة العربية"، فور الحصول على استقلالها.
وهذه أول مرة يتم فيها الكشف عن وجود مثل هذا التنظيم السري لجمال عبدالناصر، الأمر الذي يوضح إلى أي مدى كانت الدولة في مصر تُدار بعقليات مخابراتية، وفق معلّقين.