انتقد مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، ما أسماه "التمييز العنصري" في الولايات المتحدة الأمريكية، داعيا الأخيرة إلى الاعتدال، وبذل جهود حثيثة من أجل اجتثاث "التمييز العنصري الممنهج"، على حد وصفه.
ولفت الحسين في بيان صدر عنه الأربعاء، تعقيبا على الاحتجاجات التي اندلعت عقب قرار هيئة المحلفين بتبرئة الشرطي "ويلسون" قاتل الشاب الأسود في
فيرغسون، إلى أن قرار عدم توجيه اتهام بحق الشرطي ويلسون، أفسح المجال أمام أعمال العنف والنهب، وإضرام النار، داعيا السلطات الأمريكية إلى تجنب استخدام العنف في مواجهة المحتجّين.
وقال الحسين إنه "ليس في وضع يسمح له بالحكم على قرار هيئة المحلفين الذي اتخذته وفقا للأدلة المتوفرة لديها، من حيث توافق القرار مع قوانين
حقوق الإنسان الدولية".
وأكد أن من حق الجميع معارضة قرار الهيئة، ولكن يتوجب على الجميع عدم إلحاق الضرر بالآخرين والممتلكات العامة.
وقال جاكسون (45 عاما)، وهو أحد سكان مدينة فيرغسون، إن "كل رجل أسود يقود سيارته في فيرغسون هو رجل عصبي، لأنه يخاف من عمليات تفتيش
الشرطة".
ووصف هذه المدينة الواقعة في وسط الولايات المتحدة بأنها من الأكثر تأثرا بالأحكام المسبقة
العنصرية في البلاد.
وأضاف الرجل الذي كان يقف أمام مبنى محترق بعد أسوأ ليلة في هذه الضاحية لمدينة سانت لويس منذ مقتل الشاب الأسود، مايكل براون: "نخاف أن نقتل أو أن نسجن أو أن تفرض علينا غرامة. نأمل أن نتمكن من انتهاء الأمر بغرامة فقط (...) أن تمضي يومك خائفا ليس أمرا مسليا".
ولم تكف الجالية السوداء في فرغسون عن التظاهر منذ مقتل الشاب الأسود الذي كان أعزلَ برصاص الشرطي الأبيض، دارن ولسون، في التاسع من آب/ أغسطس.
وأعرب الحسين عن قلقه البالغ إزاء مقتل عدد كبير من الشبان الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية، خلال مواجهتهم مع عناصر الشرطة، وإزاء "العدد غير المنطقي للشبان الأمريكيين من أصل أفريقي المحتجزين في السجون، والعدد غير المعقول للشبان الأمريكيين من الأصول الأفريقية الذين ينتظرون تنفيذ أحكام الإعدام".
وقال الحسين: "من الواضح أن هناك انعدام ثقة في صفوف المواطنين بالعدالة والنظم القانونية في عدد من القطاعات داخل الولايات المتحدة الأمريكية"، داعيا السلطات الأمريكية إلى إجراء تحقيق معمّق، حول كيفية تأثير المواضيع العرقية على طرق تنفيذ القوانين وتحقيق العدالة.
وذكّر الحسين بأن لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، والهيئات الوطنية سبق أن أعربت مرارا عن قلقها من "العنصرية الممنهجة في الولايات المتحدة الأمريكية"، مؤكدا أنه لا يحق للشرطة استخدام الأسلحة بغرض القتل، إلا وفقا للمبادئ الأساسية التي أقرتها الأمم المتحدة لاستخدام القوة.