أفادت شبكة إعلامية مختصة بشؤون الأسرى والمعتقلين في
سجون الاحتلال الإسرائيلي بأن الساعات القادمة ستشهد تصعيداً ملحوظاً في الخطوات الاحتجاجية التي شرعت بها الحركة الأسيرة مؤخراً، تنديداً بظروفهم الاعتقالية.
وكانت "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" التابعة لحكومة التوافق
الفلسطينية، قد ذكرت في وقت سابق أن الأسرى ينوون خوض
إضراب جماعي في كافة السجون، بعد سلسة عقوبات فرضتها سلطات الاحتلال عليهم مؤخراً.
وأوضح الناطق باسم شبكة "أنين القيد" عبد الله شتات أن إدارة المعتقلات الإسرائيلية فرضت على الأسرى الفلسطينيين جملة من العقوبات تمثلت بحرمانهم من الزيارات وتقليص عدد ساعات "الفورة" والتقليل من مخصّصات "الكانتينا"، إضافة إلى سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى المرضى الذين تجاوز عددهم 1700 مريض، على حد قوله.
وحذّرت الشبكة من تداعيات أي خطوة قادمة من قبل الأسرى إذا لم تستجب إدارة سجون الاحتلال لمطالبهم، داعية جميع المؤسسات الحقوقية العربية والدولية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه ما يعانيه الأسرى من وضع إنساني متدهور. وأشارت إلى أن الحركة الأسيرة تعكف على صياغة بيان موحد من داخل السجون بإجماع كافة الفصائل عدا حركة فتح، يتبين من خلاله شكل خطوات التصعيد المنوي البدء بها.
من جانبه، دعا مركز "أسرى فلسطين" للدراسات الشعب الفلسطيني والمؤسسات إلى مساندة ودعم الأسرى الذين قرروا البدء في "برنامج نضالي تصعيدي" ضد سلطات الاحتلال احتجاجاً على ظروفهم القاسية والعقوبات التي فرضت عليهم منذ شهر حزيران/ يونيو الماضي، وما زالت مستمرة حتى اللحظة.
وأوضح المركز، في بيان صحفي الأحد، أن الأسرى قرروا البدء بخطوات نضالية خلال الساعات الـ 48 القادمة، للدفاع عن أنفسهم بعد أن استنفذوا كل الوسائل السلمية من جلسات حوار مع إدارة السجون ورسائل تحذيرية ومطالبات بوقف العقوبات، مشيرا إلى أن إدارة المعتقلات الإسرائيلية نكثت بوعودها للأسرى بوقف تلك العقوبات أكثر من مرة، بل وضاعفت من تلك العقوبات في الشهر الأخير، وفرضت العدد الليلي على الأسرى، ما ضاعف من معاناتهم، وفق البيان.
وأشار المركز الحقوقي إلى أن الاحتلال، بعد حادثة اختفاء ومقتل مستوطنيه الثلاثة في الخليل، فرض سلسلة من العقوبات التعسفية على الأسرى تتمثل في اقتصار زيارة الأهل على مرة واحدة كل شهرين، إضافة إلى حرمان عدد كبير من الأسرى من الزيارة بشكل كامل، وفرض عملية التفتيش عند الخروج إلى "الفورة"، ووقف إدخال الصحف وبث معظم القنوات التلفزيونية، وتصعيد عقوبة العزل الانفرادي للأسرى.
وقال "أسرى فلسطين"، في بيانه، إن "الاحتلال يسعى لإذلال الأسرى بكل الطرق والوسائل، ولا يتورع عن ارتكاب كل ما يخالف القانون الانسانى فيما يتعلق بحقوقهم"، مشيراً إلى أن وحدات عسكرية إسرائيلية خاصة عمدت مؤخراً إلى اقتحام زنازين الأسرى وتفتيشها وتصعيد إجراءاتها القمعية بحقهم وحق ذويهم خلال الزيارة، إضافة إلى اعتقال زوجات وشقيقات الأسرى بحجج فارغة.
الأسير غوادرة يعلن الإضراب بسبب اعتقال زوجته
وفي سياق متصل، أعلن الأسير المحكوم بالمؤبد مرتين و32 عاما، معمر غوادرة الإضراب عن الطعام وذلك بعد نقله إلى العزل الانفرادي واعتقال الاحتلال زوجته نهال أثناء توجهها لزيارته.
وذكرت "إذاعة صوت الأسرى" الأحد أن إدارة مصلحة السجون الاحتلال قامت بنقل الأسير غوادرة إلى العزل الانفرادي، حيث أعلن عقبها خوض إضراب مفتوح عن الطعام خطوةً احتجاجيةً على استمرار اعتقال زوجته.
يشار إلى أن الأسير غوادرة هو أحد الأسرى المفرج عنهم في صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011 وتم اعتقاله مؤخرًا ضمن حملة الاعتقالات التعسفية التي طالت قيادات فلسطينية وأسرى محررين بالضفة الغربية المحتلة.