توسعت أجهزة الأمن
المصرية في الآونة الأخيرة في
اعتقال أسر كاملة مكونة من الزوج والزوجة والأبناء، بدعوى مشاركة أفرادها جميعا في المظاهرات المناوئة للسلطات، وذلك مع اتهامات أخرى لتلك الأسر بمحاضر الضبط والتحريات، كادعاء العثور مع أفرادها على أسلحة، أو ضبطها متلبسة بالتحريض على العنف.
أحدث تطور في هذا الملف ما قامت به أجهزة الأمن بالقاهرة، الاثنين، إذ ألقت القبض على أسرة طبيب مكونة من ستة أشخاص بتهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان.
وقالت أجهزة الأمن في مذكرتها، المبنية على تحريات المباحث، إن المتهمين اشتركوا مع صيدلي بمنطقة السلام في المسيرات وأحداث الشغب والتحريض على العنف وتكدير الأمن، وتم ضبط الأول أثناء استقلاله سيارته.
وضبطت القوات بحوزة الصيدلي قميصا أصفر اللون مدونا عليه من الأمام كلمة "لا إله إلا الله"، و"الشعب يريد"، وعددا من المطبوعات الخاصة بالانتخابات الرئاسية للرئيس محمد مرسي، وكتابا محظورا، وجهازي لاب توب، وهاتفا محمولا.
وبمناقشته، اعترف الصيدلي بأنه يشارك مع الطبيب البشري محمود حنفي (58 عاما)، ونجليه أحمد وصلاح الدين، وأزواج نجلتيه محمد عاشور (مساعد صيدلي)، ومحمد محمود (مدرس)، ما أدى لتوجه قوة من المباحث إلى منزل الطبيب حيث اعتقلته، وأفراد الأسرة المشار إليهم جميعا، بتهمة المشاركة في المسيرات وأحداث الشغب والتحريض على العنف وتكدير الأمن.
وفي واقعة سابقة حدثت قبل أسابيع، ألقت قوات الشرطة القبض على الدكتور عبد الله شحاتة، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، ورئيس اللجنة الاقتصادية لحزب الحرية والعدالة، كما ألقت القبض على زوجته ونجله من منزل الأسرة بالهرم فى محافظة الجيزة.
وأوضح الحزب، فى بيان له، أن الشرطة أفرجت عن زوجة شحاتة، وألقت القبض على شقيقه لاحقا، مشيرا إلى أن الأمر تم فى إطار حملة أمنية موسعة صبيحة انتفاضة 28 نوفمبر، وفق وصفه.
وفي المنوفية، ألقت قوات الأمن القبض على ثلاثة أفراد من أسرة الطالبة بكلية الآداب شيماء الحديدي والمفرج عنها حديثا، عقب نشوب اشتباكات بينهم وبين الأهالي أثناء الاحتفال بالإفراج عنها أمام منزلهم .
وشهد الاحتفال ترديد هتافات منهاضة للقوات المسلحة والشرطة، فضبط كل من والد الطالبة وشقيقها وابن عمها، وتم تحرير محضر بالواقعة بمركز تلا، وإحالتهم للنيابة لمباشرة التحقيقات.
وأثناء الاستفتاء على الدستور في أوائل العام الجاري، ضبطت وحدة مباحث قسم شرطة الشيخ زايد عاملا وزوجته ووالدته، بدعوى تورطهم في القيام بأعمال شغب، أمام إحدى اللجان الانتخابية بأكتوبر.
وكان الثلاثة يستقلون سيارة أمام المدرسة الفندقية الثانوية (المركز الانتخابي للجان دائرة القسم). وعقب تقنيين الإجراءات، تم استهداف مسكنهم، وألقي القبض على كل من: يسري محمد، وزوجته ووالدته، بتهمة إثارة الشغب أمام المقر، والإشارة بعلامة رابعة، وترديد هتافات مناهضة للقوات المسلحة والشرطة.
وفي سياق متصل، قالت أسرة القيادي في جماعة الإخوان المسلمين نجيب الظريف إنه تم اختطاف نجلها حمزة، وتدمير محتويات منزله، معلنة أن ضابط الأمن الوطني قام بوضع جهاز صغير مجهول داخل جيبه بعد اعتقاله، مهددا إياه إذا أقدم على التخلص منه.
وفي بورسعيد، ضبطت مديرية الأمن إحدى الكوادر "النسائية" بجماعة الإخوان مع زوجها، متهمة إياها بنشر تهديدات لعدد من القيادات الأمنية وضباط مديرية أمن بورسعيد، على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وفق الرواية الأمنية.
وفي قسم شرطة الشيخ زايد، ألقت قوات الأمن القبض على سيدة خلال قيامها بزيارة زوجها (جنح قسم الشيخ زايد (تظاهر) وبحوزتها مبالغ مالية بهدف تجنيد عدد من المحجوزين "لإثارة الفوضي والشغب داخل القسم"، وتحرر محضر بالواقعة وأحيل إلى النيابة التي تولت التحقيق.
وبمواجهتها اعترفت بانتمائها لتنظيم الإخوان، وأنها مكلفة بنقل تعليمات إلى زوجها والمبلغ المضبوط، "بغرض تجنيد عدد من المحجوزين لإثارة الفوضى والشغب داخل الحجز"، وأقرت بحيازتها لهاتفين وأنكرت صلتها بالثالث.
وفي مدينة نصر، ألقت قوات الأمن المركزى القبض على سيدة وابنها وهرب الأب، أثناء مسيرة لجماعة "الإخوان" بشارع مكرم عبيد بمدينة نصر.
ويُذكر أن عائلة الدكتور محمد البلتاجي تضم البلتاجي المعتقل، ونجله أنس المعتقل أيضا، بينما قتلت ابنة البلتاجي (أسماء) برصاص الجيش والشرطة خلال الفض الدموي لمجزرة رابعة العدوية، في حين هاجر الابن الأخير إلى السعودية، وبقيت الزوجة فقط لتتابع أحوال أسرتها.
وهناك الدكتور (المعتقل) صلاح سلطان، ونجله محمد المضرب عن الطعام منذ 300 يوم، ويرفض محمد سلطان (26 عاما) تناول الطعام منذ 26 كانون الثاني/ يناير احتجاجا على اعتقاله دون محاكمة "لنشره معلومات خاطئة" من شأنها زعزعة استقرار مصر، وفقا لمنظمة العفو الدولية.