قبيل ساعات من انطلاق مظاهرات دعت لها قوى ثورية في
مصر تدعو لإسقاط الانقلاب ورفضاً لبراءة الرئيس المخلوع حسني
مبارك ورموز نظامه، دعت الدكتورة مها عزام، رئيس المجلس الثوري المصري، "ثوار يناير إلى الوحدة في جميع ميادين التحرير"، مؤكدة أن الدعوة لتوحيد صفوف
الثوار الآن "ليست خياراً بل واجبا".
وقالت في بيان لها وصل "عربي 21" إن "التاريخ يحتم علينا الآن ألا نفكر في أنفسنا أو أجندات أحزابنا، ومصلحة الشعب تفرض علينا أن نتحرك الآن قوةً واحدةً من أجل الملايين من إخواننا وأخواتنا الذين عانوا ويعانون على مدى عقود من القمع والاستغلال والفساد، من أجل شعب مصر، ومن أجل أبنائنا، نحن بحاجة إلى تحرير بلادنا من طغيان الديكتاتورية العسكرية مرة واحدة وإلى الأبد".
ودعا التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب الشعب المصري لـ"اصطفاف الشعب والتظاهر في كل ميادين مصر عدا ميدان التحرير في أسبوع ثوري"، بدءًا من يوم الجمعة المقبل تحت شعار "القصاص والاصطفاف".
وأكد التحالف في بيان سابق له، أن دعوته للتظاهر ستكون بعيدة عن التظاهر بميدان التحرير، داعيا لترك "التحرير" لمن دعا للاعتصام فيه من أجل حقوق الشهداء، مؤكدا في الوقت ذاته أن "ميدان التحرير وغيره من ميادين الثورة ملك للجميع وسندعو له متى نشاء".
ودعا البيان لرفع صور الشهداء في كل مكان، وشعارات ولافتات الحق والقصاص وشارات رابعة، وإلى حرق "صور سيسي مبارك، وأعلام العدو الصهيوني والمتآمر الأمريكي والكفيل الخليجي".
وشدّدت مها عزام على أن النظام الانقلابي ضعيف، ولذلك لا يجب على الثوار الانتظار، بل يجب عليهم أن يتصرفوا الآن ويتوحدوا بسرعة.
وأوضحت أن الخلافات هي جزء من طبيعة أي مجتمع، مضيفة :"ما نحتاجه اليوم هو أن يتقبل الجميع بأن كل واحد منا يجب أن يكون جزءًا من النضال من أجل سقوط النظام، وأيضا جزءًا من الكفاح لبناء مصر الجديدة".
وتابعت :" دعونا الآن نبدأ بروح الوحدة والاندماج، نرفع رايات أننا سنسقط هذا النظام، وأننا سوف نشيد دولة العدل والعدالة الاجتماعية، وأننا سوف نحقق معا أهداف ثورة 25 يناير من أجل الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية".
بدورها، دعت حركة شباب 6 أبريل المعارضة لعبد الفتاح السيسي إلى التظاهر يوم الجمعة المقبل، تحت عنوان "حق الشهيد".
وأعلنت الحركة عن مشاركة ست حركات وأحزاب أخرى في التظاهرة، بينهم الاشتراكيون الثوريون وحزب مصر القوية، مناشدة كافة منظمات المجتمع المدني والمجلس القومي لحقوق الإنسان، مراقبة تلك
التظاهرات والتأكد من سلميتها.
ولفت المنسق العام للحركة، عمرو علي، في بيان له، إلى أن 6 أبريل وعدد من القوى الثورية المشاركة في تظاهرات الجمعة، تتشاور مع كافة القوى والأحزاب السياسية والشخصيات العامة؛ من أجل إعلان مشاركتهم في تلك الدعوات لحمايتها من بطش الأمن.
وطالب علي بفتح ميدان التحرير للشباب؛ لكي يعبر عن آرائه بحرية وبشكل سلمي، مضيفًا أن منع الطرق السلمية وقمعها يقود الشباب الغاضب إلى الانضمام لتحركات أخرى لا يفضلها الجميع.
وأضاف أن كل ميادين مصر "تنتمي إلى كل واحد منا، وكل من يقول خلاف ذلك سوف يكون (ولو لم يدرِ) ضمن المخطط الذي يريد أن يفرق بيننا وخلق فتنة بين جميع أولئك الذين ضحوا دون تفرقة".
واختتمت :" كلما طال الوقت حتى تتوحد صفوفنا، ضعفت انتفاضتنا وزادت معاناة شعبنا، دعونا نتحرك الآن قبل أن نندم، فنحن شعب واحد، والميدان يخص كل واحد منا، مصر تخص كل واحد منا.. حفظ الله مصر من كل سوء وثورة حتى تحقيق أهداف 25 يناير".
من جهته، دعا حزب الوسط كل المصريين المُشاركين غدًا بأن يُوحدوا شعاراتهم في هذا اليوم تحت راية حق الشهداء واستعادة الثورة، وتجنب كل ما يُمكن أن "يُعكِّر صفو التلاحم الشعبي في مواجهة أعداء ثورة يناير، والراغبين في القضاء عليها".
وثمّن الوسط كافة الدعوات التي خرجت من مختلف القوى الوطنية والسياسية والشبابية والداعية للتظاهر السلمي غدًا في كافة الميادين، بعدما تأكد لهم جميعًا ضراوة الحرب الشرسة التي تخوضها الثورة المضادة ضد ثورة يناير وأهدافها، بحسب قوله.
وأكد في بيان له وصل "عربي 21" أنَّ طريق استرداد الثورة طريق طويل وشاق يتطلب من كل القوى الوطنية والثورية المخلصة نبذ كل خلافات الماضي، وعدم التوقف كثيرًا أمام أخطاء كل طرف، لأنَّ ما يجمع المصريين في هذه اللحظات التاريخية أكبر بكثير مما يُفرقهم.