اتجهت أرتال من تنظيم "
الدولة الإسلامية" إلى محيط بلدتي "صوران" و"دلحة" القريبتين من مدينة
اعزاز الحدودية مع تركيا في الشمال السوري، حيث قالت مصادر ميدانية إن عناصر من المشاة وعدد كبير من العربات المدرعة التابعة للتنظيم توجهت إلى محيط البلدتين اللتين تسيطر عليهما كتائب في الجبهة الإسلامية.
وأشار ناشطون في حديث خاص لـ"عربي21"، إلى نية التنظيم التقدم عبر هذه المناطق باتجاه مدينة اعزاز، التي تضم عند معبر باب السلامة الحدودي، معتبرين أن هذه الحشود لم يكن ليستقدمها التنظيم لولا هذه الغاية.
ويُعتقد أن معبر باب السلامة يعني للتنظيم الكثير من حيث السيطرة والنفوذ والاقتصاد والمال أيضاً، فلو تمت سيطرة التنظيم على المعبر سيتم حرمان جبهة النصرة والجبهة الإسلامية من مصدر مهم من مصادر التمويل، التي يعتمد عليها التشكيلان العسكريان، اللذان يحاربان النظام منذ سنوات.
كما أكدت المعلومات الواردة أن تعزيزات ضخمة تتضمن عدداً من السيارات المحملة بالرشاشات الثقيلة وقوات عسكرية، تقدر بمئات المقاتلين التابعين لجبهة النصرة والجبهة الإسلامية، بالإضافة إلى مقاتلين من حركة نور الدين الزنكي، توجهت إلى المواقع التي يتمركز فيها مقاتلو الجبهة الإسلامية، والتي من المحتمل أن يستهدفها تنظيم "الدولة الإسلامية" خلال وقت قريب، حسب ما قاله ناشطون.
حندرات:
من جهة أخرى، اشتعلت جبهة حندرات مجدداً بعد هدوء دام أياماً، حيث تجددت الاشتباكات بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة وقذائف الهاون، بين النصرة وحزم وجيش المهاجرين والأنصار من جهة وقوات النظام من جهة أخرى، وترافقت تلك الاشتباكات بقصف نفذته قوات النظام من تلة الشيخ يوسف على المواقع المجاورة لمناطق الاشتباكات.
كما جرت اشتباكات محدودة على جبهة "نبل والزهراء"، حيث شنت النصرة هجوماً قوياً منذ أيام قبل أن تتراجع حدته، في حين بدأت مروحيات النظام السوري، بالتزامن مع الاشتباكات، بإلقاء المظلات التي تحمل بعض المؤن والذخائر للبلدتين الشيعيتين، اللتين تعتبران من أهم معاقل النظام في الشمال السوري.
وعلى الرغم من أن المروحيات التابعة لنظام الأسد تقوم بذلك منذ أكثر من عام، إلا أنه لم تتوفر لدى الثوار حلول ناجعة لهذا الأمر، وهو ما يقلل من جدوى حصار نبل والزهراء.
وبيّن ناشطون أن البرود الملاحظ في مختلف جبهات
حلب أصبح سمة عامة، حتى أن طيران التحالف قلص من ضرباته الجوية لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في مدينة عين العرب (كوباني)، فيما نفذ في وقت سابق ضربتين جويتين لمواقع التنظيم دون أية معلومات عن نتهائجهما.
وفي خضم هذه الأحداث، أعلن "لواء أحرار
سوريا" عن التوصل إلى تصنيع مدفع جديد أطلق عليه اسم "مدفع عمر بن الخطاب". وحسب اللواء، فإن هذا المدفع يتميز عن المدفع المعروف باسم "جهنم" في بعض الجوانب، حيث يعمل المدفع الجديد بنفس مبدأ عمل المدفع الذي سبقه، إلا أن بإمكانه أن يطلق قذيفتين معاً في لحظة واحدة. وحسب ما نقل عن قائد اللواء، فإن هذا المدفع جهز لــ"مسح القرى التي تسيطر عليها قوات النظام"، مشيراً إلى بلدتي "نبل" و"الزهراء".