اهتمت الصحافة
الإسرائيلية، الإثنين، في هجوم طائرات بلادها على مناطق في الأراضي
سوريا، واستبعدت أن يكون بُعدها انتخابي، فيما أكدت على أهمية
الغارات التي قصفت "صواريخ كانت تنقل إلى حزب الله في لبنان".
كما اعتبر محللون إسرائيليون أن غارات التحالف الدولي الذي تتزعمه أمريكا، على المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، منع رئيس النظام من الرد على الضربات الإسرائيلية.
"كابينت ضعيف"
وقال المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت" إليكس فيشمان، إنه من غير المحتمل أن يكون هناك بعد انتخابي للهجوم في سوريا. "فالكابنيت مخصي ويسكنه المتطرفون أساسا وواجبهم الضبط الزائد للنفس بعد اختلال التوازن بخروج المعتدلين منه".
وأكد فيشمان في مقالته، أن الجيش الإسرائيلي هو الذي يعرض الأهداف، والتهديدات والخطط الملموسة، والقيادة السياسية، بما فيها الكابنيت يصادق أو يرفض".
وتساءل "هل من المحتمل أن يكون أحد ما فكر بمحاولة تسخين الحدود في الشمال من أجل خلق أجندة سياسية للانتخابات القريبة القادمة؟ هذا بالتأكيد ليس مناسبا لوزير الدفاع موشيه يعلون، ومشكوك أن يكون هناك رجل عسكري يساعد في ذلك".
واتفق مع فيشمان، الصحفي يوسي يهوشع، وقال في مقالته: "خلافا لما يمكن الاعتقاد، فليس هذا هجوما انتخابيا. ومن يحاول ربط الهجوم المنسوب لاسرائيل أمس في سوريا بمؤامرة سياسية هدفها الحصول على مقاعد انتخابية يبدو أنه لا يعرف الجيش الاسرائيلي في العصر الحالي".
وبين أنه "في الواقع الذي تسود فيه قوى أقل من دولة، وفي ضوء حقيقة أن سوريا وجيشها فقدا السيطرة، فإن اسرائيل ملزمة بالحفاظ على قدرة الطيران، الهجوم وجمع المعلومات الاستخبارية مثلما في لبنان".
وأكد يهوشع أن على إسرائيل أن تحافظ على مصالحها ولا سيما في وجه تهديد تسلل وسائل قتالية متطورة تجعل الحرب القادمة أكثر تعقيدا. واذا كانت صحيحة التقارير، فمن ناحية اسرائيل تعد هذه عملية عسكرية ضرورية لإزالة أو تقليص التهديد الذي سيلحق ضررا دراماتيكيا في المستقبل.
وشن سلاح جو الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، غارتين قرب العاصمة السورية
دمشق دون وقوع "خسائر بشرية"، حسب ما أعلنت الأحد وكالة الأنباء السورية الرسمية. وأضافت أن "لا خسائر بشرية" في الغارتين.
"حق الرد" الممنوع
وأما بشأن الرد السوري على الغارات، فاعتبر الكاتب عاموس هرئيل أن الهجوم الامريكي على داعش يدفع الاسد الى ضبط النفس تجاه اسرائيل، "لكن حزب الله قد يقوم بالرد".
وقال في مقالته الإثنين، إنه قد يكون هذا سببا جيدا للأسد للامتناع عن الرد على القصف الاسرائيلي. اذا كانت الولايات المتحدة تقوم بالعمل من أجله وتحارب داعش، فليس لديه سبب للدخول في مواجهة جانبية مع اسرائيل.
وأضاف: "يصعب أكثر التنبؤ برد حزب الله حيث أن هذه المنظمة تبث في السنة الاخيرة ثقة بالنفس وتتحرش باسرائيل".
فيما قال فيشمان أن "الشكل الذي سيرد به السوريون على ما يصفونه كهجمات لسلاح الجو الاسرائيلي على هدفين في منطقة دمشق، هو ما سيملي العناوين الرئيسة والانشغال الجماهيري في الاسابيع وفي الاشهر القريبة القادمة".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي وسلاحه الجوي شنا عدة غارات على مواقع في سوريا منذ بداية الثورة على النظام في آذار/ مارس 2011.
وقبل غارتي الأحد شن سلاح جو الاحتلال الإسرائيلي غارة في آذار/ مارس الماضي استهدفت مواقع عسكرية في منطقة القنيطرة قرب الجولان المحتل من "إسرائيل" منذ 1967.
أهمية الهجوم
أما الكاتب إيلي مروم فاعتبر أن هجوم إسرائيل بمثابة إعلان "بانها لن تسمح بنقل سلاح نوعي من سوريا الى حزب الله".
وقال في مقاله في صحيفة "معاريف"، إن قائمة السلاح المستهدفة فيها صواريخ مضادة للطائرات، صواريخ أرض – أرض دقيقة وصواريخ "ياخنت" ضد اهداف بحرية.
وبين أن من شأن سلاح من هذا النوع يقع في أيدي حزب الله، ان يشكل صعوبة هامة على قدرة اسرائيل العمل ضده في يوم الامر. ولهذا فقد قررت اسرائيل ان توضح بان نقل سلاح من هذا النوع هو تجاوز لخط احمر.