نشرت صحيفة التايمز تقريرا لمحرر الشؤون الأميركية دايفيد تيلور، قال فيه إن الولايات المتحدة وضعت السفارات الأميركية في أنحاء العالم في حالة تأهب الليلة الماضية؛ بسبب نية نشر تقرير اليوم عن أساليب
التعذيب التي استخدمتها وكالة
الاستخبارات المركزية في حربها على
الإرهاب.
ويشير التقرير إلى أنه قد تم وضع 6000 جندي أميركي في حالة تأهب؛ تحسبا لردة فعل ضد أميركا بسبب التقرير، الذي يتوقع أن يوجه النقد الشديد، والذي تنشره لجنة
الكونغرس التي حققت في الموضوع.
وتبين الصحيفة أن باراك أوباما قبل أن يصبح رئيسا انتقد أساليب المخابرات المركزية في التحقيق، وقد أوقفها حال وصوله إلى منصب الرئيس. وفي آب/ أغسطس أعاد انتقاداته، واستخدم كلمة التعذيب ليصف تلك الأساليب.
وتذكر "التايمز" أن العمل في هذا التقرير استمر على مدى ثلاث سنوات، وكان موضوع صراع مُرٍّ بين المخابرات المركزية والكونغرس.
ويتوقع الكاتب أن يقول التقرير إن الوكالة أخفت تفاصيل أساليب التعذيب البشعة، وبالغت في أهمية المعلومات التي تحصل عليها من خلال اتباع هذه الأساليب في ذروة حرب أميركا على الإرهاب.
ويُتوقع أن يكشف التقرير ولأول مرة عن شبكة المواقع "السوداء"، والسجون السرية التي تمت التحقيقات فيها.
وتجد الصحيفة أنه بينما تضمنت تلك الأساليب الحرمان من النوم والإيهام بالغرق، التي كانت من قائمة الأساليب التي أجازتها وزارة العدل الأميركية، فإن التسريبات الأولية تتحدث عن أساليب أخرى؛ فالسجناء في سجن سري في أفغانستان كانت تُغمَس رؤوسهم في تنكات مملوءة بماء بدرجة حرارة الثلج، بحسب المسؤولين.
ويفيد تيلور أن التقرير أوضح أن المعلومات المهمة ضد القاعدة، بما في ذلك المعلومات التي أوصلت إلى أسامة بن لادن، لم تكن لها علاقة بالأساليب "المطورة" للتعذيب.
وتلفت الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش دافع عن موقف الوكالة خلال مقابلة في عطلة نهاية الأسبوع، وقال: "نحن محظوظون بأن لدينا رجالا ونساء يعملون بإخلاص في وكالة الاستخبارات المركزية لخدمتنا، هؤلاء وطنيون، ومهما سيقول عنهم التقرير، إنْ قلل من قيمة إسهامهم لبلدنا، فسيكون خارجا عن السياق".
وتذكر الصحيفة أن عدد صفحات التقرير تتجاوز 6000 صفحة، وكان هناك صراع طويل بين الوكالة والكونغرس عن حجم المساحة التي يمكن نشرها.
ويوضح تيلور أن مدير الوكالة الحالي واجه اتهامات بأن وكالته تجسست على مساعدي الشيوخ لدى مناقشتهم لمواد التقرير سطرا بسطر، ويعتقد بأن مختصرا من 480 صفحة سيتم نشره اليوم.
ويضيف الكاتب أن التسريبات تقول إن المعلومات المهمة التي حُصل عليها من السجين المسمى "أبو زبيدة" تم الحصول عليها بينما كان يتعافى في المستشفى في باكستان، وذلك قبل بكثير من تعذيبه بالإيهام بالغرق 83 مرة.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول قوله: "إن الوكالة تعمدت خلط ما حصلت عليه ومتى؛ وذلك لتزوير مدى فعالية برنامج (التعذيب)".
وتورد "التايمز" أن جون ريزو المستشار البارز لـ"
سي آي إيه" طوال فترة الحرب على الإرهاب، أخبر الصحيفة أنه كان بإمكانه وقف نظام الإيهام بالغرق وتعزيز أساليب التعذيب قبل بدايتها.
ويختم الكاتب تقريره بالإشارة إلى وصف ريزو، كيف كان يمضي وقته في ساحات وكالة الاستخبارات الأميركية في لانغلي- فيرجينا، وهو يدخن سيجاره باحثا عن خطة مثل "حبكات إدغار ألن بو". فقد كان بإمكانه وقف الأساليب قبل بدايتها، ولكنه قرر دعم الأساليب؛ لاعتقاده أن من واجبه حماية الأميركيين "فقد كانت الأمة تعيش فوق صندوق بارود من الخوف".