كشف بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، البابا
تواضروس الثاني، النقاب عن أن هناك ثلاثة قوانين في طريقها إلي الكنيسة
المصرية، وأنها سترى النور قريبا، وهي قوانين "الأحوال الشخصية، وانتخاب البابا، وبناء
الكنائس".
وقال -في حوار مع صحيفة "وطني" القبطية- إن الكنائس المسيحية انتهت من وضع مشروع
قانون لبناء الكنائس، وأرسلته إلى وزارة العدالة الانتقالية، مشيرا إلى أن القانون من أوائل القوانين التي سينظرها البرلمان الجديد.
وأضاف تواضروس -البطريرك الـ118 في عداد بطاركة الكنيسة القبطية- أن القانونيين في الرئاسة على تواصل مع الكنيسة، وأن لائحة انتخاب البابا أُرسلت للرئاسة بعد اعتمادها من المجمع المقدس، وأن لجنة التشريع تدرسها حتى لا تتعارض مع النظام العام للدولة، على حد تعبيره.
وحول القانون الأول، قال تواضروس الثاني إن "إصدار قانون الأحوال الشخصية طال انتظاره لأكثر من ثلث قرن، وتسبب تأخير صدوره في تراكم كثير من المشكلات لآلاف من الأسر المسيحية. ونشكر الرب أن الظروف صارت الآن مواتية بعد صدور الدستور الجديد، الذي نص في مادته الثالثة على أن للمسيحيين الاحتكام إلى شرائعهم الخاصة في اختيار قياداتهم الروحية، وشؤونهم الدينية، وأحوالهم الشخصية".
وتابع: "صارت الظروف مواتية الآن بهذا النص الدستوري في إعادة الحياة إلى مشروع قانون الأحوال الشخصية، الذي وقعت عليه -في شباط/ فبراير 1971- جميع الكنائس المسيحية في مصر (الأرثوذكسية - الكاثوليكية - الإنجيلية)، ومندوبو الكنائس التي فيها رئاسات خارج مصر، إذ أعادته وزارة العدالة الانتقالية إلى الكنيسة منذ أسابيع، لإعادة النظر فيه، وتحديثه بما يتفق ومقتضيات الحياة الآن".
وقال إنه "تم على الفور تشكيل مجموعة عمل من القانونيين والآباء الأساقفة المعنيين بالأحوال الشخصية في الكنائس المسيحية، وقد انتهت اللجنة من مراجعة مشروع القانون القديم -المسودة- وتعديله، بالصورة التي تحقق الاستقرار الاجتماعي للأسر المسيحية".
وحول الجديد في القانون، قال إنه أضيف إلى أسباب الطلاق الإدمان، فحتى عشر سنوات مضت لم يكن موضوع الإدمان بالصورة الحادة التي نراها الآن، ولم تكن التحاليل للمقبلين على الزواج تتضمن الكشف عن مدمني المخدرات، ولكن الآن انتشر هذا المستحدث".
وأضاف: "من هنا رأينا أن يكون هذا سببا للتطليق، لأن الزواج بهذا يكون مبنيا على غش، وما بُني على غش فهو باطل. وبالتالي كل ما شابهه من أسباب بُني الزواج فيها على غش. مثل العجز الجنسي قبل الزواج، وليس بعده".
لائحة جديدة لانتخاب البابا
وحول إصدار لائحة جديدة لانتخاب البابا، حيث سيتحقق للأقباط اختيار راعيهم، قال تواضروس الثاني: "لائحة انتخاب البطريرك فيها من العيوب الكثير، وكانت تحتاج إلى تغيير من قبل انتخاب البابا شنودة الذي جلس على كرسي البطريرك 41 عاما".
وقال: "عندما تم البدء في إجراء الانتخابات تكشفت كل الثغرات والعيوب، حتى إن نيافة الأنبا باخوميوس القائمقام البطريركي، حصل من المرشحين الثلاثة الذين وصلوا إلى التصفية النهائية، وقبل إجراء القرعة الهيكلية على إقرار، وأنا واحد منهم، بالالتزام بتغيير اللائحة في العام الأول لمن يصل إلى الكرسي البابوي".
وأضاف: "لقناعتي بهذا لم أنتظر حتى ما بعد التجليس، وفوضت بعد ساعات من إعلان نتيجة القرعة الهيكلية لجنة الانتخابات التي يرأسها نيافة الأنبا باخوميوس، وتضم في عضويتها تسعة من الآباء الأجلاء المطارنة والأساقفة، وتسعة من الأفاضل أعضاء المجلس المحلي وهيئة الأوقاف القبطية، بوضع مشروع لائحة جديدة، وقد انتهت اللجنة من إعداد المسودة، وكان لابد من عرضها على المجمع المقدس".
وتابع: "وفي جلسة استثنائية للمجمع المقدس في فبراير الماضي عُرض مشروع اللائحة الجديدة، وبعد مناقشتها أقرها المجمع بإجماع الآباء الموقرين المطارنة والأساقفة، وأُرسل المشروع إلى رئاسة الجمهورية التي أحالتها بدورها إلى اللجنة التشريعية لدراستها قانونيا، حت لا تتعارض في بنودها مع النظام العام للدولة".
وقال: "أعتقد أن الأمر لن يأخذ وقتا طويلا، وأتوقع أن تصدر اللائحة الجديدة خلال أيام. فالكنيسة عندما أرسلتها إلى رئاسة الجمهورية لاعتمادها، كان هذا انطلاقا من المادة الثالثة في الدستور، التي ترسّخ علاقة المسيحيين بالدولة. ولا صحة لما تردد من أن الرئاسة أعادت مشروع اللائحة للكنيسة، ولجنة التشريع الرئاسية تتواصل معنا".
قانون بناء الكنائس
وحول قانون بناء الكنائس، قال إن مشكلة بناء الكنائس مزمنة، فمنذ عام 1934 كلما فكرت الكنيسة في بناء كنيسة اصطدمت مع الدولة بالشروط العشرة التي تضمنها الخط الهمايوني، الذي صدر أيام الحكم العثماني".
وأكد أنه مع "المناخ الديمقراطي" الذي تعيشه البلاد بعد ثورتي "25 يناير" و"30 يونيو"، وما تولد عنهما من دستور جديد أعطى للمسيحيين وضع التشريعات المنظمة لشؤونهم الدينية، عقدت الكنائس المسيحية في مصر (القبطية والكاثوليكية والإنجيلية) عدة اجتماعات انتهت إلى وضع مشروع قانون لبناء الكنائس أُرسل إلى وزارة العدالة الانتقالية، على حد قوله.
وأضاف أن مشروع القانون جاء في خمس مواد، تضمنت أن قرار الترخيص ببناء كنيسة يكون من المحافظ، بناء على طلب يقدمه الأب الأسقف، مرفقا به مذكرة شارحا فيها حاجة الطائفة لبناء كنيسة جديدة في الموقع الذي وقع عليه الاختيار، ويحدد فيها الأب الأسقف عدد الكنائس الموجودة في المنطقة
ومساحتها، ومساحة الكنيسة المطلوب الترخيص ببنائها، وفقا لحاجة المسيحيين في الحاضر والمستقبل.
وقال: "يستثنى من تقديم تلك المذكرة الكنائس التي تُقام في أحد المجتمعات العمرانية الجديدة، أو في مجتمع سكاني صحراوي أو أحد الأديرة، ويتعين على المحافظ الموافقة على طلب الترخيص خلال ثلاثين يوما، ويعدّ انقضاء هذه المدة بمثابة موافقة ضمنية للترخيص في البناء".
واختتم حواره بالقول، إن "مشروع القانون بالصورة التي قُدِّم بها سيجد استجابة سريعة من الدولة، وعلى أقصي تقدير سينظره البرلمان المقبل في أولى جلساته، وبهذا تكتمل ثلاثية القوانين التي تنتظرها الكنيسة"، على حد قوله.