دأب الشاعر (الشاب) عبد الرحمن يوسف على عدم إكمال اسمه القرضاوي، بل وأعلن راية أنه لن يعيش في جلباب أو عمامة فضيلة الشيخ العالم
يوسف القرضاوي، وحكى إعلام دولة مبارك، وطبّل وزمر وهلل للخلاف بين الابن (الشاب) وأبيه (الشيخ)، وبعيداً عن المبالغات الوقحة الإعلامية، والتدخل في خصوصيات الشيخ بخاصة بعد وفاة زوجته، والدة الشاعر، فإنه عُرٍفَ عن عبد الرحمن حبه الشديد للبعد الجارف عن أبيه، ويوما استضافه عمرو أديب في إحدى القنوات الخاصة، وعرّفه بأنه نجل الشيخ القرضاوي، وأكمل اسمه: عبد الرحمن يوسف القرضاوي، مزدوج الجنسية
مصري قطري، بلغ الغيظ بعبد الرحمن منتهاه لدرجة أنه قال للمذيع، تابع الراقصات سابقاً:
ـ اجمع لي فريق الإعداد التابع للبرنامج كي أعلمه..
وكان جلّ المشكلة أن مُعدّي البرنامج أرادوا مفاجأة عبد الرحمن بتقرير خاص عنه بعد انتهاء ثورة يناير 2011م، وكان عمرو في مرحلة التحول الأولى من محبة مبارك الجارفة ولعق حذائه للانقلاب عليه، عقب نجاح الثورة المدعاة، أو من آسف شديد المُتوهم الأول، ولأن عمرو أراد الإمساك بالعصاة من المنتصف فقد زجّ بلقب القرضاوي الجد في اسم عبد الرحمن الابن، وهو الزج الذي طالما أدمن الإعلام اللعب عليه، وعلى خلافات أسرية بين الشاعر المحب للتجديد ضد الأب الكاره له، ولم يكن من مانع أن يزج بذكرى عزيزة على الابن تناساها الشيخ، وكأنه أول رجل في العالم على مداره يتزوج بعد وفاة زوجته، ولكن الوقاحة ربطت بين (انقلاب) الابن على أبيه وبين رفضه لزواجه من معيدة جزائرية، بل إعلان صور الزفاف، وهو الزواج الذي لم يعمر، أما أسوأ ما كان في الأمر فربط موهبة عبد الرحمن الشعرية بالموقف السابق .. وإن كان السابق كله من نافلة القول في علاقة الشيخ والشاب فإن استشعار الأخير أن أديب يوعز من بعيد لعلاقة خفية بين (أبوة) الشيخ لعبد الرحمن، ودور الأخير في الثورة، ثم لجنسيته القطرية، وكانت كلمات عبد الرحمن قوية متداخلة وهو يغادر الاستوديو تجهر بأنه جاء إليه بنفسه لا لأنه نجل القرضاوي، ولذلك فهو لا يحب أن يكمل اسمه، ومع مكانة أبيه فإنه منفصل عنه متجاوز، بل متنازل عن الجنسية القطرية..
الكلمات أفهمت الكثيرين أن الخلاف بين الأب والابن ينطوي تحت عنوان رواية إحسان عبد القدوس:(لن أعيش في جلباب أبي)، وبخاصة لما خرج نجل قيادي في حزب الحرية والعدالة منادياً بحل الجماعة منذ أيام، وعلق كاتب معروف بيساريته، ومنطوٍ تحت لواء الثورة مع ذلك، ذاكراً تاريخ الصراع بين الآباء والأبناء خاصة عبد الرحمن يوسف بأول الذكر ..
ولكن الشاعر أثبت أنه ابن حلال كما نحب نحن معاشر المصريين القول.. فإن الابن، مهما كان بينه وبين أبيه.. لما يتعرض الأخير لأدنى خطر تهب المحبة في مسام الدماء متدفقة مدافعة عن أصل وجوده المباشر، وهو ما فعله عبد الرحمن مؤخراً في مقال بالغ الرهافة، يذكر لأبيه، الفقيه الطائر، على حد وصف أحد أحبابهما فضله على الأمة، وعلمه وأدبه الجم ومن قبل تاريخه في مؤازرة وحدتها والحفاظ على الإسلام الوسطي، بل المنافحة عن مكانة وحرمة العلماء، والحزن الشديد لمواقف شيخ الأزهر المخزية لما كان أمن الدولة يحرص على إهانته، وفي المنتصف حرص الشيخ على إبداء عزة وأنفة العالم المسلم التي هي من عزة وأنفة الإسلام.. وإن الانقلاب ككل نظام فاسد يكره الشيخ لكثرة أحبابه ونفاذ كلماته، وتعلم العلماء منها ومنه..
حمداً لله على وضوح ازدياد إطار المحبة (المعلن) بين الشيخ والشاعر، وإن كان تعالى لا يحمد على مكروه سواه، فقد جاء الأمر ضمن (طقوس) الانقلاب ..