أثارت زيارة رئيس حزب
مصر القوية، الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، للأردن، جدلا بين أوساط الإخوان المسلمين وذلك بعد استضافة رئيس مجلس الشورى السابق في الجماعة، الدكتور عبد اللطيف عربيات، له على الغداء.
وحضر الغداء عدد من الشخصيات في جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، حيث تم التطرق خلال الغداء إلى الشأن المصري وجماعة الإخوان المسلمين في مصر الأردن.
ونقلت وسائل إعلام أردنية ومصرية أن تطرق أبو الفتوح إلى شرعية الرئيس مرسي في مصر، والتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، أثار لغطا، ولقي رفضا من بعض "الإخوان" الحاضرين.
من جهته أوضح عربيات لـ"عربي21" أن اللقاء لم يكن مرتبا، وإنما كان على هامش لقاء للجنة الإغاثة العربية التابعة لاتحاد الأطباء العرب والتي شغل أبو الفتوح منصب أمينها العام لفترة طويلة، وكان من بين المدعوين.
وأضاف عربيات أن أبو الفتوح اتصل به هاتفيا، بصفته صديقا قديما، فدعاه لتناول طعام الغداء الذي دعا له بعض الأصدقاء.
ونفى أن يكون اللقاء تطرق إلى جماعة الإخوان المسلمين في مصر أو الأردن، أو إلى التنظيم الدولي للإخوان، مشيرا إلى أن ما دار من حديث هو إجابات على أسئلة بعض الحضور حول الشأن المصري.
ولفت إلى أن ما تم تداوله في الإعلام عارٍ عن الصحة ويفتقر للدقة والمسؤولية.
وأثارت زيارة أبو الفتوح لعربيات جدلا بين أوساط الجماعة ظهرت على صفحات التواصل الاجتماعي.
وفي حين هاجم عدد من الإخوان الزيارة التي قام بها من وصفوه بـ"محلل سفك الدماء"، دافع آخرون عن الزيارة ونفوا ما أشيع حولها.
عضو المكتب التنفيذي لجماعة الإخوان في الأردن أحمد الزرقان كتب مقالا تحدث فيه عن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين مشيرا إلى أنه "صيغة ائتلافية تنسيقية تشاورية، تلتقي على فترات متباعدة تبحث في تبادل الخبرات والتجارب والمعلومات والمساعدة في حل بعض الإشكالات لا أكثر ولا أقل".
ونفى الزرقان أن يكون للتنظيم الدولي أي "سلطة على التنظيمات الإخوانية في البلدان، وأن لكل تنظيم استقلالية كاملة ولا يتدخل بشؤونه الداخلية أي جهة أخرى وهو مستقل في طرح سياساته ورؤاه وخططه وقراراته السيادية".
وقال ردا على دعوات حل التنظيم العالمي إن "الاستسلام للانقلابات العسكرية الدموية التي انقلبت على الربيع العربي وحطمت الشرعيات التي أنتجتها الانتخابات الحرة النزيهة بحجة الرضوخ للأمر الواقع والتعامل معه والاستسلام له للحفاظ على الأمن والاستقرار وحفظ الدماء ومقدرات الشعب فهو نكوص وارتداد على المبادئ والقيم، وهو جبن وخور من أهل الحق لكي يتجبر أهل الباطل ويستمروا في طغيانهم وإجرامهم، وهذا الاستسلام هو شرعنة لشريعة الغاب وتحطيم لنضالات أهل الحق على مدار التاريخ".
كما وصف أصحاب هذه الدعوات بأنهم "أصحاب النفوس الضعيفة المهزومة الخانعة التي من أول كف لا تصمد وتنهار وتبكي وتستسلم وتعترف بكل ما في جعبتها بل تتبرع بإعطاء العدو كل ما كانت تحلم به وتفكر به لن تكون هذه النفوس المريضة يوماً مع المقاومة والجهاد والتضحية والبذل والعطاء".
أحمد إمام، المتحدث باسم
حزب مصر القوية الذي يرأسه أبو الفتوح أوضح لـ"عربي21" أن الزيارة كانت شخصية وأن اللقاء في منزل الدكتور
عبداللطيف عربيات لم يكن مرتبا.
وأشار إمام نقلا عن أبو الفتوح إلى أن "معظم ما تم تسريبه عن فحوى الجلسة مغلوط".
كما نفى عضو المكتب السياسي في الحزب محمد المهندس لـ"عربي21" أن يكون حزب مصر القوية ناقش أي أمر يتعلق بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، مشددا على أن زيارة أبو الفتوح شخصية ولا علاقة للحزب بها.
في ذات السياق رأى مدير معهد الفكر السياسي الإسلامي في لندن الدكتور عزام التميمي، أن ما صدر عن رئيس المكتب السياسي السابق لإخوان الأردن الدكتور رحيل غرايبة، بخصوص حل التنظيم الدولي للإخوان، وما قد يكون صدر عن آخرين، هو مجرد آراء شخصية، وأن الحديث عن حل التنظيم الدولي أمر غير منطقي؛ لأن هذا الكيان مجرد مظلة تنسيقية وليست لديه سلطات تنفيذية على التنظيمات القطرية.
وأشار "التميمي" في تصريحات نشرها، الاثنين، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إلى أن المطالبة بحل التنظيم الدولي هو مجرد تعبير عن احتقانات وإحباطات موجودة لدى بعض رموز الإخوان في بعض التنظيمات القطرية، لما تمر به الحركة قطريا وعالميا من محنة ليست غير مسبوقة. ومن يدرس تاريخ الجماعة يجد أن مثل هذه المطالبات كانت تتكرر في ظروف مشابهة.
وكان غرايبة، قد دعا الجماعة الأم في مصر إلى إعلان حل التنظيم الدولي للإخوان، مؤكداً أن الحركة الإسلامية معنية بالإقدام على خطوات استثنائية كبيرة تتناسب مع حجم الخطورة التي تحيق بها وبأمتهما وبلدها على مستوى مصر أولا، وعلى مستوى الإقليم بأكمله.
وتابع التميمي: "أرى أن مظلة التنظيم الدولي اليوم في غاية الأهمية، وبدلاً من الدعوة إلى حلها ينبغي أن يدعى لتفعيلها؛ لأنها ضعفت وتراجعت تلقائيا منذ ما بعد أحداث الربيع العربي وانشغال كل تنظيم قطري بهمومه المحلية. فنحن في حاجة إلى تفعيل المظلة الدولية اليوم أكثر من أي وقت سابق للتنسيق والتعاون في صد الحملة الشرسة التي يقودها الصهاينة وحلفاؤهم في بعض الأنظمة العربية ضد الإخوان في كل مكان".