لم تؤدِ محاولات باراك أوباما الرامية لإبعاد الولايات المتحدة عن صراعات الشرق الأوسط المتعددة إلا إلى اشتداد حدة هذه الخصومات. فمن منظورٍ خاص، تمثل الفوضى في العراق والحرب بين الثورة و النظام في سوريا والتفكك المتسارع في ليبيا وسقوط حسني مبارك إخفاقاتٍ للقيادة الأمريكية.
وبالتالي، وصل حلفاء واشنطن الإقليميون لاستنتاج أنهم قد تُركوا بشكلٍ أساسي للعمل من تلقاء أنفسهم، وسعوا لتشكيل الشرق الأوسط لمصالحهم واحتياجاتهم الجيوسياسية الخاصة. الأمر الذي كان من شأنه إثارة نيران الصراع في ساحاتٍ مختلفة - لا سيما مصر وسوريا وفلسطين، والآن ليبيا - حيث تدور هذه المنافسة.
ففي الشرق الأوسط، كما في الولايات المتحدة، دخل الرئيس باراك أوباما البيت الأبيض و كانت لهم آمالهم وتطلعات. أما اليوم، فإن أولئك الذين احتفوا به حينذاك يشاطرون الناخب الأميركي حكمه على باراك أوباما. فهم يرون أن هذا الرجل الساحر بوعوده وشخصيته حينذاك بات اليوم مخيّباً للآمال، لا ثقة به ولا شعبية له، وكل هذا بفعله.
إن الحقيقة هي أن الولايات المتحدة لم يعد لديها اليوم شركاء متفعاليين مع سياسات الولايات المتحدة . مصر بها دكتاتورية عسكرية بأبعاد قاتمة، ونظام أردوغان من حزب العدالة والتنمية في تركيا يتجه إلى حكم الحزب الواحد، بينما سياستها الخارجية الطموحة خرجت عن مسارها بشدة. العمل مع نظام الأسد في سوريا غير وارد – لكن معظم خصوم الأسد ليسوا أفضل منه أيضا. السعودية بها ملكية مسنّة تتعامل مع سكانها في قضايا الحرية كمواطننين من الدرجة الثانية (في أفضل حال). إيران صورة أخرى من الدولة الدينية التي تتمحور مصالحها مع هذا الطابع الديني و قد يكون لديها بعض المميزات الشبه ديمقراطية، لكن أيضا لديها سجل حقوق إنسان سيء للغاية وطموحات إقليمية ليس لها حدود.
المشهد لا يتحسن أينما ننظر. المملكة الهاشمية في الأردن كانت شبة حليف لأمريكا لعقود، لكنها تظل معتمدة بشدة على الدعم الخارجي البريطاني تحديداً وهي أضعف وأهش جدا من أن تكون مركز مشاركة الولايات المتحدة. والمثل صحيح بالنسبة للبنان. ليبيا ليس لديها حتي حكومة، فلن يمكن الحديث حتى عن دولة ترغب الولايات المتحدة في أن تكون قريبة منها.
قد يقول قائل و أين قطر هذه الدولة التي تتحرك يميناُ و يساراً , قطر ليست دولة محورية في الشرق الأوسط هي مجرد يد تلعب لمصالحة الأوربيين و ما تواجد الأمريكان هناك إلا كقاعدة عسكرية , و ليست إلا بنك للأموال للخداع للحصول علي مكاسب لمصلحة العائلة الحاكمة غالباً.
وهكذا، تقف الولايات المتحدة أمام خيارات بائسة في سوريا مثلاً باعتبارها القضية المحورية الآن، فما زال إعلان الإدارة الأمريكية عن جهود لتدريب 5000 مقاتل من قوات المعارضة وتسليحهم، ينتظر تمويل الكونغرس - حتى أنّ عملية التدقيق لم تبدأ بعد. كما أنّ ثمة حدود لما يمكن أن تحققه الزيادة الكبيرة لبرنامج التسليح السري من قبل "وكالة المخابرات المركزية" - حيث أنّ هذه القوات نفسها التي يسلّحها البرنامج تعرضت للهزيمة مؤخراً على يد «جبهة النصرة»، فإما خسرت أسلحتها أو تم تسليمها لمقاتلي الجماعة التي هي ذراع تنظيم «القاعدة». ويبدو مسار الولايات المتحدة الراهن في سوريا مثيراً جداً للتهكم ومن الواضح أنّه يواجه خطر خسارة المعركة التي تراهن فيها الولايات المتحدة علي أطراف لا تستطيع حسم الأمر و ربما دائما ستظل تجري في مكانها لن ترواحه!
الرئيس أوباما فشل في صناعة حدث يذكره له التاريخ فيها لة أنه حقق السلام الفلسطيني – الإسرائيلي في عهده. وكان ذلك أول امتحان له كرئيس أميركي إذ أثبت أنه لا يعرف حقيقة النسيج السياسي في الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل.إن الولايات المتحدة عليها أن توقف جهودها غير المجدية لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. لكنه واضح الآن لي أنه لن يتمكن أي رئيس من تحدي داعمي إسرائيل في الولايات المتحدة ويجعل دعم الولايات المتحدة لإسرائيل مشروط بإنهاء الاحتلال ، حتي يحدث ذلك، حتي الجهود حسنة النية للتوسط في السلام ستظل تفشل. بدلا من الاستمرار في تبديد وقت ثمين و طويل في مسعي غير مثمر، يجب على حكومة الولايات المتحدة أن تنسحب من هذه المهمة غير المجدية حتي تكون جاهزة لتقوم بما هو أكثر من التملق والمناشدة فقط.
وبالتالي، وصل حلفاء واشنطن الإقليميون لاستنتاج أنهم قد تُركوا بشكلٍ أساسي للعمل من تلقاء أنفسهم، وسعوا لتشكيل الشرق الأوسط لمصالحهم واحتياجاتهم الجيوسياسية الخاصة. الأمر الذي كان من شأنه إثارة نيران الصراع في ساحاتٍ مختلفة - لا سيما مصر وسوريا وفلسطين، والآن ليبيا - حيث تدور هذه المنافسة.
ففي الشرق الأوسط، كما في الولايات المتحدة، دخل الرئيس باراك أوباما البيت الأبيض و كانت لهم آمالهم وتطلعات. أما اليوم، فإن أولئك الذين احتفوا به حينذاك يشاطرون الناخب الأميركي حكمه على باراك أوباما. فهم يرون أن هذا الرجل الساحر بوعوده وشخصيته حينذاك بات اليوم مخيّباً للآمال، لا ثقة به ولا شعبية له، وكل هذا بفعله.
إن الحقيقة هي أن الولايات المتحدة لم يعد لديها اليوم شركاء متفعاليين مع سياسات الولايات المتحدة . مصر بها دكتاتورية عسكرية بأبعاد قاتمة، ونظام أردوغان من حزب العدالة والتنمية في تركيا يتجه إلى حكم الحزب الواحد، بينما سياستها الخارجية الطموحة خرجت عن مسارها بشدة. العمل مع نظام الأسد في سوريا غير وارد – لكن معظم خصوم الأسد ليسوا أفضل منه أيضا. السعودية بها ملكية مسنّة تتعامل مع سكانها في قضايا الحرية كمواطننين من الدرجة الثانية (في أفضل حال). إيران صورة أخرى من الدولة الدينية التي تتمحور مصالحها مع هذا الطابع الديني و قد يكون لديها بعض المميزات الشبه ديمقراطية، لكن أيضا لديها سجل حقوق إنسان سيء للغاية وطموحات إقليمية ليس لها حدود.
المشهد لا يتحسن أينما ننظر. المملكة الهاشمية في الأردن كانت شبة حليف لأمريكا لعقود، لكنها تظل معتمدة بشدة على الدعم الخارجي البريطاني تحديداً وهي أضعف وأهش جدا من أن تكون مركز مشاركة الولايات المتحدة. والمثل صحيح بالنسبة للبنان. ليبيا ليس لديها حتي حكومة، فلن يمكن الحديث حتى عن دولة ترغب الولايات المتحدة في أن تكون قريبة منها.
قد يقول قائل و أين قطر هذه الدولة التي تتحرك يميناُ و يساراً , قطر ليست دولة محورية في الشرق الأوسط هي مجرد يد تلعب لمصالحة الأوربيين و ما تواجد الأمريكان هناك إلا كقاعدة عسكرية , و ليست إلا بنك للأموال للخداع للحصول علي مكاسب لمصلحة العائلة الحاكمة غالباً.
وهكذا، تقف الولايات المتحدة أمام خيارات بائسة في سوريا مثلاً باعتبارها القضية المحورية الآن، فما زال إعلان الإدارة الأمريكية عن جهود لتدريب 5000 مقاتل من قوات المعارضة وتسليحهم، ينتظر تمويل الكونغرس - حتى أنّ عملية التدقيق لم تبدأ بعد. كما أنّ ثمة حدود لما يمكن أن تحققه الزيادة الكبيرة لبرنامج التسليح السري من قبل "وكالة المخابرات المركزية" - حيث أنّ هذه القوات نفسها التي يسلّحها البرنامج تعرضت للهزيمة مؤخراً على يد «جبهة النصرة»، فإما خسرت أسلحتها أو تم تسليمها لمقاتلي الجماعة التي هي ذراع تنظيم «القاعدة». ويبدو مسار الولايات المتحدة الراهن في سوريا مثيراً جداً للتهكم ومن الواضح أنّه يواجه خطر خسارة المعركة التي تراهن فيها الولايات المتحدة علي أطراف لا تستطيع حسم الأمر و ربما دائما ستظل تجري في مكانها لن ترواحه!
الرئيس أوباما فشل في صناعة حدث يذكره له التاريخ فيها لة أنه حقق السلام الفلسطيني – الإسرائيلي في عهده. وكان ذلك أول امتحان له كرئيس أميركي إذ أثبت أنه لا يعرف حقيقة النسيج السياسي في الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل.إن الولايات المتحدة عليها أن توقف جهودها غير المجدية لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. لكنه واضح الآن لي أنه لن يتمكن أي رئيس من تحدي داعمي إسرائيل في الولايات المتحدة ويجعل دعم الولايات المتحدة لإسرائيل مشروط بإنهاء الاحتلال ، حتي يحدث ذلك، حتي الجهود حسنة النية للتوسط في السلام ستظل تفشل. بدلا من الاستمرار في تبديد وقت ثمين و طويل في مسعي غير مثمر، يجب على حكومة الولايات المتحدة أن تنسحب من هذه المهمة غير المجدية حتي تكون جاهزة لتقوم بما هو أكثر من التملق والمناشدة فقط.
شارك
