أثارت مجموعة من الصور الفاضحة يتداولها نشطاء على الإنترنت باعتبارها تخص قاضيا مصريا، حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويقول نشطاء إن
القاضي "
ناصر عبد الرحمن"، يشغل حاليا منصب نائب رئيس مجلس الدولة، وإن هذه الصور التقطت له أثناء جولة سياحية في إحدى الدول الآسيوية.
وتظهر الصور القاضي
المصري في
أوضاع مخلة في نواد ليلية، مع عدد من السيدات، ويبدو من مظهرهن أنهن من "بنات الليل"، كما إنه يظهر في صور أخرى وهو ويدخن ويشرب الخمر.
وبينما نشر كثيرون الصور لإثبات أن القضاة المصريين فاسدون، رفض آخرون نشرها، واعتبروا ذلك مخالفة شرعية وسقطة أخلاقية.
المنطق انتحر
وقال الناشط " أحمد صقر": "إما أن نرتقى لنصرة العدل وإما أن ننزلق كلنا فى مستنقع الرذيلة، هذا بالتشفي وذاك بالنشر، ونترك المجرم الأساسي يغمسنا جميعا في الوحل".
وتساءل "وائل صلاح": "لا أعلم كيف يستسيغ إنسان مسلم أن ينشر صورا عارية تحت أي ذريعة؟ ربما تحدث البعض عن شرعية
التشهير بالمجرمين، لكن التشهير به شيء ونشر الفاحشة شيء آخر تماما".
وأضاف "صلاح": "التشهير به - حتى لو سلمنا بجوازه - لا يستلزم أبدا نشر الصور العارية. في الفقه يتحدث بعض الفقهاء عن تعيير الزاني وفضحه - وفي هذا أصلا نظر واجتهادات مخالفة - لكن الفضح لا يتجاوز وصفه أمام العامة بالزاني، وليس بتصوير فيديو لعملية الزنا ونشره".
وانتقد "إسلام عبد المقصود" تورط عدد من المتدينين في نشر هذه الصور، فكتب يقول: "الإخوة بطلوا يشتموا وبقوا يشيروا صور، إرجعوا اشتموا أحسن وكفاية صور.. ارحمنا يارب".
واستنكر "أسامة أبو العباس" نشر صفحات إسلامية على "فيسبوك" لصور القاضي، فقال: "شبكة إسلامية ناشرة الصور الإباحية؟ وبتقولك نعتذر عن الصور لبشاعتها! لقد انتحر المنطق فعلا!".
وكتب "خالد فريد سلام" يقول: "أنت تبحث عن الصور العارية للمستشار، لماذا؟ أنت لا تختلف عنه بالمناسبة، أنت تبحث عن الصور لترضي شهوتك، وهو أيضا يفعل ما يفعله إرضاء لشهوته، الفرق بينكما هو أنك لا تملك المال ولا الجرأة.. فقط! أنت مثله، فلا تخدع نفسك ودع لافتات (مقاومة الفساد وفضحه) فلن تخدع بها أحدا! ما تشغلش نفسك".
سننشر المزيد من الفضائح
أما الناشط "محمدي محمد" فقال: "الناس اللي عمالة تقول إن اللي بيشير صور القاضي دول ناس مريضة، ده قاضي - القاضي ده احنا عيناه شخص من وسطنا عشان يحكم بينا بالعدل، وممكن بكلمة واحدة يضيع مستقبل إنسان".
وتابع: "دلوقتي لما نلاقي قاضي مقضيها بالليل شرب خمرة ونسوان وقلة أدب وسفالة منفضحوش؟ نسكت ونقول معلش بكرة ربنا يهديه ويبطل يدينا أحكام كبيرة؟! احنا عارفين إن الحكم بيجلهم بالتليفون بس مش لدرجة قاضي يشرب خمرة ويسهر في الكابريهات ويقضيها ويجي الصبح يحكم علينا! بطلوا سلبية بقي، لازم الأشكال الوسخة دي تتفضح دنيا وآخرة".
من جانبه، وافق "سامي كمال الدين" الإعلامي بقناة "الشرق" ضمنيا على نشر الصور، وهدد بنشر المزيد منها إذا لم تفرج السلطات عن السيدات في السجون المصرية.
وكتب كمال الدين" على فيسبوك" قائلا: "في حالة عدم إفراج النظام عن المعتقلات من كل التيارات السياسية، فإن القناة ستذيع تسريبات جديدة فاضحة لعدد من القضاة".
الغاية لا تبرر الوسيلة
لكن "زين العابدين توفيق"، الإعلامي بشبكة "الجزيرة مباشر مصر"، اتخذ موقفا وسطا في هذه القضية، حيث أيد نشر ما أسماها "فضائح" المسؤولين الظالمين" وفقا لشروط محددة.
وقال "توفيق" عبر صفحته على "فيسبوك": "الصور المنشورة لشخص يقال إنه "ناصر عبد الرحمن" نائب رئيس مجلس الدولة المعار لقطر لا تصح، فلم يقل لنا أحدهم ماذا صنع الرجل وما علاقته بعصابة الحكم وما هي القضايا التي حكم فيها، واعتبر ذلك تتبعا لعورات لا وجه لتتبعها".
وأضاف: "لا أمانع في نشر فضائح المسؤولين الظالمين طالما أنهم في موضع مسؤولية، وطالما ثبت بغيهم وظلمهم، أما عموم الناس فلا وألف لا، وحتى المسؤولون فلا تصح نشر فضيحة لابنه أو ابنته أو أخته أو زوجته أو قريب له، إلا بقدر تأثير ذلك على أداء وظيفته. وما أقوله ليس حكما شرعيا، ولكنها ضوابط تلتزم بها الصحافة المحترمة في الغرب اللي بعضنا بيقول عليه كافر أو فاجر".
ووافقه الرأي "عصام عبد الشافي" أستاذ العلوم السياسية، حيث أكد أن معارضة النظام تتم عبر فضح الفساد في الحكم والسلطة، وليس عن طريق التجاوزات الأخلاقية.
وقال عبر "فيسبوك": "للمرة المليون، شرف الغاية لا يغني عن شرف الوسيلة، افضحوا فسادهم في الحكم والسلطة، دون تتبع العورات الشخصية والحياة الخاصة، نحن نحاكم فاسدين سياسيا وعسكريا وقضائيا وإعلاميا، أما حياتهم الشخصية فبينهم وبين ربهم".