تجددت الاشتباكات العنيفة بين الثوار وقوات النظام السوري في شمال
حلب، تمكن الثوار على إثرها من السيطرة على موقع استراتيجي في منطقة البريج، في حين حاولت قوات النظام التقدم شرق مدينة حلب انطلاقا من اللواء 80 باتجاه الأحياء الشرقية للمدينة.
وتدور منذ أشهر
معارك في الريف الشمالي المتاخم لمدينة حلب، حيث تسعى قوات بشار الأسد لقطع آخر طريق رئيسي (طريق
الكاستيلو) لإمداد الثوار في حلب باتجاه الريف الشمالي وصولا إلى الحدود التركية، بهدف حصار المدينة، إضافة إلى محاولتها التقدم شمالا باتجاه بلدتي نُبّل والزهراء الشيعيتين اللتين يحاصرهما الثوار.
وقال نشطاء إن الثوار سيطروا على مجبل البريج ونقاط أخرى في المنطقة بحلول مساء الأربعاء، فيما أشارت معلومات إلى مقتل ما لا يقل عن عشرين من قوات الأسد في هذه المعارك.
كما قصف الثوار مواقع النظام في قرى حندرات وسيفات والملاح والبريج، وتزامن ذلك مع اشتباكات متقطعة بين الثوار ومليشيات الشبيحة في محيط بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في الريف الشمالي.
وتشهد المعارك في المنطقة حالات كر وفر، حيث يتبادل الجانبان السيطرة على النقاط الموجودة فيها، دون أن يتمكن أحد منهم من حسم المعركة لصالحة، ما سبب استنزافًا للجانبين، وخسارة كبيرة في الأرواح والعتاد، وخاصة في قوات النظام الذي يقاتل في صفوفه ميليشيات شيعية من جنسيات مختلفة، بينها أفغانية وعراقية ولبنانية وإيرانية، بحسب ما تفيد مراصد حقوقية وناشطون على الأرض.
في الأثناء، تستميت قوات المعارضة لمنع حصار حلب، وقد أكد قادتها مرارًا على أنه "بالرغم من الهجمات العنيفة التي تشنها قوات النظام والميلشيات المساندة له، فإن حلب لن تقع تحت الحصار"، في حين يزداد القتال صعوبة مع البرد الشديد في المنطقة.
وتقدمت قوات المعارضة في منطقة الملاح الثلاثاء، وسيطرت على بعض النقاط في المزارع، وتمكنت من قتل عدد من عناصر النظام، إلا أن قوات النظام عادت وسيطرت على تلك النقاط مجددا.
وأفاد أبو صهيب القائد الميداني في تجمع "فاستقم كما أمرت"، وكالة الأناضول، أن قوات النظام في منطقة الملاح تبعد عنهم حوالي كيلومتر واحدا، موضحا أن هذه القوات تتمركز في نقطة يطلق عليها اسم "عرب سلوم"، وهي عبارة عن تجمع مكون من 20 مزرعة صغيرة". لكن أبا صهيب أشار إلى أن "همة المقاتلين في فصائل المعارضة عالية، ويحققون تقدمًا يومًا عن يوم، ومصممون على دحر قوات النظام إلى المكان الذي أتت منه".
من جهة أخرى، اندلعت معارك في محيط حي كرم الطراب شرق مدينة حلب، بعد محاولة قوات النظام التقدم من اللواء 80 باتجاه الحي.
وذكرت وكالة "مسار برس" من جهتها، أن الثوار قصفوا تجمعات لقوات الأسد بقذائف الهاون وصواريخ محلية الصنع في حي سليمان الحلبي وثكنة هنانو شرق حلب، ومبنى المخابرات الجوية غرب المدينة، إضافة إلى معمل الأسمنت في الشيخ سعيد.
من جهتها، أعلنت "كتائب أبو عمارة/ سرية المهام الخاصة" التي تنشط في مناطق سيطرة النظام في حلب، أنها نفذت عملية ناجحة حيث تم "استهداف رتل عسكري خرج من المدرسة الفنية الجوية بثلاثة ألغام أرضية". وقالت إن الرتل التابع للنظام السوري كان مكونا من أربع سيارات بيك أب "وقد تم تدمير اثنتين منها، ولم يعرف بعد عدد الضحايا"، بحسب ما أعلنته الكتائب على صفحتها على الفيسبوك.
وكان نحو 15 جنديا من قوات النظام السوري قد قتلوا الثلاثاء عندما فجر الثوار نفقين تحت مواقع للنظام السوري قلب القلعة في المدينة القديمة.
وتشهد حلب اشتباكات عنيفة بين الجانبين على العديد من جبهاتها في الريف والمدينة، حيث يسعى النظام للتقدم من جبهتي البريج قرب المدينة الصناعية، وحندرات، في حين تحاول فصائل المعارضة الضغط على قوات النظام، في جبهتي البحوث العلمية في الراشدين، والمخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء.