كشفت مجلة "نيوزويك" أن مهاجم المحل التجاري اليهودي في العاصمة الفرنسية باريس أميدي كوليبالي التقى الرئيس الفرنسي السابق نيكولاي
ساركوزي.
ويبين التقرير أن مسؤولا أمنيا سابقا كشف أن خطأ أمنيا "مجنونا" ارتكبه المسؤولون الأمنيون الفرنسيون في عام 2009، سمح بلقاء كولبالي بساركوزي.
ونقلت مجلة "نيوزويك" الأمريكية عن كلود مونكيوت، العميل الأمني السابق، قوله إن لقاء كوليبالي بساركوزي كان جزءا من برنامج لترفيع المتدربين في شركة تجارية، ويظهر نقصا في التنسيق بين الأجهزة الأمنية الفرنسية.
ويشير التقرير إلى أنه في الوقت الذي حصل فيه اللقاء كان كوليبالي، الذي قتلته الشرطة الفرنسية يوم الجمعة بعد قيامه باحتجاز رهائن في المتجر اليهودي، عضوا في عصابة اسمها "بوت شمون"، وكان له سجل إجرامي فيه عملية سرقة مسلحة.
وتذكر المجلة أن شركة "كوكا كولا" في منطقة "غرينغي" جنوب باريس هي التي نظمت اللقاء، حيث كان كوليبالي واحدا من العمال الشباب الذين التقوا الرئيس السابق، وناقشوا معه مشاكل العمل.
ويفيد التقرير أن صحيفة "لاباريسيان" قد أخذت تصريحا منه قبل لقاء الرئيس ساركوزي، حيث عبر عن فرحته باللقاء.
ويقول مونيكوت، وهو المدير المشارك للمركز الأوروبي للدراسات الأمنية والاستراتيجية، إن اللقاء يبدو وبشكل مطلق "مجنونا". ويضيف: "لا أستطيع تخيل كيف حدث هذا الخطأ، هذا أمر لا يصدق. هذا خطأ فظيع، لا أستطيع تخيل أن يقوم مجرم مدان بجرائم منها جريمة سطو مسلح وجرائم مالية، وعضو عصابة متطرفة بلقاء رئيس
فرنسا"، بحسب المجلة.
ويرى مونيكوت أنه "من الواضح أن مشكلة في التواصل قد حصلت بين الوكالات الأمنية. هذا الحادث يؤكد غياب تبادل المعلومات، وأعتقد أن المخابرات الداخلية لم تكن جيدة في ذلك الوقت".
وتلفت المجلة إلى أن المسؤولين الأمنيين في فرنسا يقولون إن قلة العناصر الأمنية كانت وراء عدم منع كوليبالي وزميليه سعيد وشريف كواشي من
الهجوم على المجلة الساخرة والمتجر اليهودي، حيث قاموا بقتل عدد من الأشخاص.
ويجد مونيكوت أنه "لدينا اليوم وضعان، حيث يقول المسؤولون إننا كنا غير موفقين، فيما يلوم البعض الآخر النظام؛ لأنه لم يكن لدينا العدد الكافي من الأشخاص، ولا نستطيع التصدي للمشاكل كلها في الوقت ذاته، ويجب أن يكون لدينا نظام فاعل".
ويضيف مونيكوت للمجلة: "من الواضح أن أخطاء وقعت، ولم يتم التأكد من ملفات الأشخاص وفهم طبيعة المشتبه بهم. فعندما غادر شريف كواشي السجن لم يعد مراقبا بعد عام أو عامين، واعتقدوا أن كل شيء انتهى بالنسبة له".
ويواصل قائلا: "نفتقد التنسيق بين الجهات الأمنية، ترى كيف سُمح لكولبالي بمقابلة ساركوزي عام 2009، وربما كانت لدينا طريقة سيئة في التعامل مع المعلومات، فإن لم تكن لديك قائمة بأسماء الممنوعين من السفر مكونة من 500 ألف اسم، فلن يكون لديك 500 ألف شخص مشتبه به"، حيث كان شريف وسعيد على قوائم الممنوعين من السفر.
ويورد التقرير اعتقاد المسؤول الأمني السابق أن الأخطاء التي ارتكبت تشبه ما حدث قبل هجوم محمد مراح، عندما قتل سبعة أشخاص في مدينة تولوز، ويقول: "إن هذا يؤكد أننا لم نتعلم منذ مراح، فلدى المؤسسة مشكلة في الاعتراف بالأخطاء وتصحيحها".
وتختم "نيوزويك" تقريرها بالإشارة إلى أنه رغم ذلك فالتهديد الأمني الجديد يصعب التكهن به أو وقفه، "حتى بوجود نظام أمني جيد فمن الصعوبة بمكان تجنب هذا النوع من الهجمات، فعندما تكون لديك شبكة مكونة من 20 -30 شخصا فمن السهل اكتشافهم؛ لأنهم يسافرون ويتصلون مع بعضهم، وهذا يختلف عن وضع تكون لديك فيه خلايا صغيرة مثل هذه، أو أشخاص يتصرفون بطريقة فردية مثل ما جرى في سيدني، فمن الصعوبة بمكان تجنب هجمات كهذه، طبعا هذا ليس عذرا، ولكنه جزء من توضيح المشكلة".