أطلق مستخدمو تويتر، وخصوصا في
بريطانيا، حملة ساخرة تجاه محطة "
فوكس نيوز" الأمريكية التي قدمت ما قالت إنه "خبير" ادعى أن سكان مدينة
بيرمنغهام البريطانية مسلمون بالكامل، وأن غير المسلمين لا يستطيعون دخولها.
وتحت ضغط الحملة، اضطر ستيفن إميرسون، الذي يصف نفسه بأنه "خبير" في الإرهاب، إلى الاعتذار، قائلا إنه ارتكب "خطأ فظيعا" وإن تعليقاته كانت "خاطئة تماما".
وكان إميرسون الذي أسس "المشروع الاستقصائي حول الإرهاب"؛ قد زعم الأحد أن سكان ثاني أكبر مدينة بريطانية من حيث عدد السكان هم جميعهم مسلمون، وأن غير المسلمين لا يدخلون المدينة مطلقا، لأن هناك، بحسب زعمه "شرطة دينية إسلامية" تقوم بجلد أي شخص لا يرتدي "الزي الديني الإسلامي".
لكن إميرسون قال خلال اعتذاره تحت ضغط الحملة عليه: "لا أنوي التبرير أو التقليل من خطأي بقولي إنني اعتمدت على مصادر أخرى، لأنه كان عليّ أن أكون أكثر حذرا".
وتأتي التعليقات التي بثتها فوكس نيوز بعد تغريدات لمالك القناة روبرت مردوخ الذي قال إن المسلمين مسؤولون عن خروج "الإرهابيين" من بينهم، وهو ما استدعى ردا قويا من شخصيات بريطانية بينها "جي كاي رولينغ"، مؤلفة سلسلة قصص "هاري بوتر" الشهيرة.
من جهته، وصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إميرسون بـ"الأحمق". وقال كاميرون الاثنين: "اعتقدت أنني أسمع كذبة نيسان. واضح أن هذا الرجل أحمق تماما".
وبينما وصف كاميرون اعتذار إميرسون بأنه "بداية جيدة"، تابع قائلا: "لكن ما يجب عليه فعله هو أن ينظر إلى بيرمنغهام ليرى مثالا رائعا للتعايش بين الناس من مختلف الأديان ومختلف الأصول، وبناء مدينة رائعة بمستوى عالمي وذات اقتصاد عظيم وقوي".
واحتل الهاشتاغ الذي أطلقه الساخرون من التعليقات التي بثتها فوكس نيوز، وهو #FoxNewsFacts (حقائق فوكس نيوز)، المركز الأول في ترتيب تويتر، ليتقدم على الوسومات الخاصة بالهجوم على مجلة "شارلي ايبدو" أو تلك الخاصة بجوائز "غولدن غلوبز" في هوليود.
وتقوم فكرة الحملة على تويتر على نشر معلومات مضحكة تتعلق بأسلمة بريطانيا، ثم وضع الوسم الذي يقول إن هذه من حقائق فوكس نيوز.
ومن بين أبرز التغريدات الساخرة، صورة للملكة إليزابيت الثانية وهو تغطي رأسها بغطاء تضعه نسبة كبيرة من النساء البريطانيات الكبيرات في السن في الشتاء، مرفقة بتعليق: "ملكة بريطانيا تحولت للإسلام. شوهدت وهي تضع الحجاب".
وفي تعليق آخر على ذات الصورة، كتُب: "الملكة أجبرت على ارتداء الحجاب الإسلامي بسبب قوانين الشريعة في بريطانيا".
كما نُشرت صور لسلسلة مشهورة لنوادي القمار تدعى "Mecca"، ولفظ الاسم يشبه مكة باللغة العربية كما أن كتابتها بالانكليزية هي ذات الطريقة التي يكتب بها اسم مكة المكرمة. وكتب المعلقون بسخرية على الصورة: "هذا دليل على أسلمة بريطانيا".
ونشرت أيضا صورة للاعب مسلم بلحية كثيفة وهو يلعب الكريكت، مع تعليقات مثل: "صورة مخيفة لمسلم مثالي من بيرمنغهام يحرس مداخل المدينة من الكفرة".
كما انتشرت صورة لبرج اتصالات يبلغ ارتفاعه 152 مترا في المدينة، مع تعليق بأن "هذه أطول مئذنة في العالم".
وفي سياق الحملة ذاتها، كتب المحرر السياسي في "بي بي سي" نيك روبرسن ساخرا: "خبير الإرهاب في فوكس نيوز يقول إن بيرمنغهام مسلمة بالكامل وأن غير المسلمين لا يذهبون إليها. شيء لا يصدق. أوصي بـ #FoxNewsFacts". ووضع روبنسون كلمة خبير بين مزدوجين.
وقال آخر: "ثبت علميا أن المعايير الصحفية في فوكس نيوز يمكن أن تتطور مع توظيف ثعالب حقيقية"، في إشارة ساخرة إلى اسم القناة.
ولاقت التعليقات التي بثتها فوكس نيوز صدى واسعا وانتقادات في وسائل الإعلام البريطانية، بما فيها تلك اليمينية المعروفة بعدائها للمسلمين.
وفي رد مباشر على ما أوردته فوكس نيوز، نشرت "بي بي سي" إحصائية لتوزيع الأديان في بيرمنغهام التي يقطنها 1.075 مليون نسمة، حيث ظهر أن عدد المسيحيين يبلغ 494 ألف شخص، والمسلمين 234 ألف شخص، والسيخ 34 ألفا، والهندوس 22 ألفا، والبوذيين نحو 4.7 آلاف، واليهود نحو 2.2 ألف، وديانات أخرى 5.6 آلاف. وبلغ عدد اللادينيين نحو 206 آلاف، ومن لم يكشفوا عن ديانتهم 70 ألفا. وأتبعت بي بي سي منشورها بالهاشتاغ #BBCNewsFacts.