سلطت صحيفتا "هآرتس" و"يديعوت" في افتتاحيتهما، الضوء على مشاركة رئيس وزراء الاحتلال
الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، في مسيرة التضامن الدولية مع
فرنسا ضد الإرهاب، وانتقدت كلتا الصحيفتان سلوك نتنياهو غير المبرر في هذه المسيرة، فوصفته "هآرتس" بالضيف الثقيل، وقالت "يديعوت" إن نتنياهو جلب لإسرائيل العار بقفزاته وحشر نفسه بين زعماء العالم في باريس.
"هآرتس" وصفت في افتتاحيتها، الثلاثاء، نتنياهو بالضيف غير المرغوب فيه في مظاهرة فرنسا.
وقالت الصحيفة إنّ نتنياهو حشر نفسه بالقوة بين صف الزعماء الديمقراطيين والطغاة على حد سواء.
وأشارت الصحيفة إلى أن سبب الانزعاج من نتنياهو هو تصريحاته التي دعا فيها مواطني فرنسا اليهود إلى الهجرة إلى إسرائيل، ولسان حاله يقول: "لا دولة قادرة على مكافحة الإرهاب مثل إسرائيل".
وانتقدت "هآرتس" تصريحات نتنياهو بالقول، إنّها لا تخدم سوى المنظمات الإرهابية الإسلامية.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ "أقوال رئيس الوزراء المغرورة فقط هي التي ثبتت طلب فرنسا للامتناع عن زيارته. فإسرائيل هي دولة تثير الخلاف في العالم، وهي المحتلة الوحيدة المتبقية في العالم الغربي، الاحتلال الذي يغذي جزءا من منظمات الإرهاب".
أما افتتاحية "يديعوت"، فقد عنونت لمشاركة نتنياهو بالقول: "عار في باريس".
وأكدت الصحيفة أن سلوك نتنياهو الفظ في المسيرة في باريس، يشير إلى ظاهرتين ترتبطان الواحدة بالأخرى.. "الأولى، أن رئيس وزرائنا أصبح شخصية مكروهة من زعماء أوروبا. وعلى هذه الخلفية لم يرغب الفرنسيون في أن يكون حاضرا في الحدث؛ والثانية، أن سلوكه لم يأتِ لتعزيز الشرف الإسرائيلي بل لتسويق نفسه بأي ثمن".
وعلقت الصحيفة على مشاركة نتنياهو بالقول: "كنا نتوقع من رئيس الوزراء أن يمثلنا بشرف لا أن يوقع عليها الخجل. لا توجد كلمة أخرى".
وأضافت: "نشعر بالخجل لرؤية الزعيم الإسرائيلي يتدافع نحو الباص أول الزعماء، وبعد ذلك يشق بمرفقه لنفسه مكانا في الصف الأول بين رؤساء الدول الذين ساروا بصمت، بينما كان يلوح بيديه نحو الواقفين على الشرفات على طول الطريق".
وتساءلت الصحيفة عما كان سيحصل لو أنه قرر السير في الصف الثاني أو الثالث؟ فبعض التواضع، يمثل بعض الاعتراف بمشاعر الدولة المضيفة.
وأضافت الصحيفة أنه "لشدة المفارقة، كلما ضغط نتنياهو على حكومة فرنسا، شدد لديهم الرغبة في الانتقام منه".
سارع الفرنسيون فقط في أن يجلبوا إلى الحدث أبا مازن، الذي حظي باستقبال موازٍ للاستقبال الذي حظي به نتنياهو. وهكذا، فإن الزعيم الفلسطيني، الذي وقف على رأس القيادة المشتركة مع "حماس"، سار متشابك الأذرع مع رؤساء الدول الهامة في الصف الأول، إلى جانب رئيس وزراء إسرائيل.
واستدركت بالقول، إن نتنياهو لم يكتفِ باستغلال تهكمي للمصيبة لأغراضه الشخصية، بل إنه استغلها أيضا كي يلقن الأوروبيين بشكل عام والفرنسيين بشكل خاص درسا في ما هو مطلوب منهم الآن، مكافحة الإسلام المتطرف.
وتهكمت "يديعوت" على نتنياهو بالقول: "خسارة أن شهادة علاماته في هذه المسائل تقترب من الراسب".
وذكّرت الصحيفة بما فعله نتنياهو سابقا قائلة: "يكفي أن نتذكر أنه هو الذي حرر زعيم حماس الشيخ أحمد ياسين، وحرر أكثر من ألف مخرب مقابل جلعاد شاليط، وفي الصيف الماضي حجز دولة بأكملها ممن تعلم أطفال الروضات فيها كيف ينحون في أماكن الاختباء عندما يستلقي الراشدون على قارعات الطرق، ومن فوقهم تتفجر الصواريخ التي أطلقتها حماس من غزة".
وقالت: "في ورديته اختطف وقتل ثلاثة فتيان من مؤسسة تعليمية في غوش عصيون، و(السيد آمن) عندنا لم ينجح في منع الفظاعة".
وختمت "يديعوت" بالقول، إن "نتنياهو يقف الآن عند اختبار الناخب، ومن حقنا أن نشير إلى مصادر قراراته. على وسائل الإعلام واجب وضع مرآة أمام القارئ في الدولة التي تريد أن تكون عضوا في نادي الدول التي تتمتع بالحرية والأخوة والمساواة".