طالب خبير في مجال
الصحة بالتحضير والاستعداد لمواجهة ظهور أزمات صحية وانتشار أوبئة، بدلا من الرد عليها.
جاء هذا في ضوء تحذيرات المبعوث الأمريكي للشؤون الصحية الخاص إلى منطقة الشرق الأوسط بيتر هوتيز، الذي قال إن انهيار الدولة في كل من العراق وسوريا يعرض مناطق شاسعة خاضعة لتنظيم
الدولة الإسلامية في العراق والشام لمخاطر ظهور
أمراض وأوبئة.
وتنقل صحيفة "إندبندنت أون صاندي" عن الخبير الصحي قوله إن ظهور مرض اللشمانيا، الذي تسببه حشرات نابعة من الرمل، أصبح خارجا عن السيطرة في سوريا، وحذر من تزايد مخاطر انتشار أعراض مرص الكورونا "أعراض ضيق التنفس الشرق أوسطي"، في منطقة أغلقت أبواب معظم المستشفيات فيها، ولم تعد هناك رقابة دائمة على الأمراض ومنع انتشارها.
ويضيف الخبير أن انتشار مرض إيبولا، الذي قتل حتى الآن 8500 شخص في غرب أفريقيا، ظهر في سيراليون وليبيريا اللتين خرجتا من حروب أهلية، ويجب في هذه الحالة أن يكون ما جرى هناك تحذيرا للعالم حول هشاشة الدول التي تعيش حروبا في المنطقة.
ويتابع هوتيز: "حقيقة ظهور إيبولا في مرحلة ما بعد
الحرب التي شهدتها دول غرب أفريقيا لا تثير الدهشة. نحن نعرف أنه في حالة معاناة جزء من العالم من الثنائي السام، أي الحرب والفقر، فهذا يعني أننا سنشاهد أوبئة من أمراض مدارية، وما أتوقعه الآن أن تقع الضربة على المناطق التي تحتلها الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، فهذا هو المكان القادم الذي نتوقع حدوث فيه مشكلة حقيقية".
وتذكر الصحيفة أن الدكتور هوتيز يترأس معهد سابين للقاحات، وعينه البيت الأبيض مبعوثا خاصا للمنطقة، من أجل بناء قدرات تطعيم الأطفال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويبين هوتيز أن على العالم "توقع" انتشار أمراض في سوريا والعراق. كما أنه يشعر بالخوف من وصول مرض "كورونا" إلى المنطقة، الذي ظهر أولا في السعودية قبل ثلاثة أعوام. ويتسبب بالمرض فيروس مثل "فيروس السارز". وبالرغم من أن المرض تم احتواؤه بشكل كبير في منطقة الجزيرة العربية، وأدى إلى وفاة 349 شخصا من بين 948 شخصا، أكدت الفحوص المخبرية إصابتهم بالمرض، بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية.
ويشير التقرير إلى أن النظام الصحي في سوريا تعرض للدمار الكبير بعد أربعة اعوام من الحرب، فقد أغلق أكثر من نصف المستشفيات الصحية، في بلد كان رائدا في مجال الرعاية الصحية في المنطقة، فيما تعرض الباقي للتدمير الجزئي، ما أجبر المرضى على السفر مئات الأميال كي يصلوا لأقرب مستشفى.
وتوضح الصحيفة أن المستشفيات في شمال العراق، الواقع تحت سيطرة الدولة الإسلامية، تعاني من مصاعب عدة، منها نقص الأطباء والممرضين والأدوية، ويعتمد النظام الصحي هناك على معونات المنظمات الإغاثية والصليب الأحمر العراقي، الذي لا يزال يعمل في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة في بغداد.
وينقل التقرير عن ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق، الدكتور سيد جعفر حسين، قوله إنه متأكد من قدرة الدولة على استيعاب أي
وباء، مستدركا بأن هناك "محدودية للنظام الصحي في مناطق الدولة الإسلامية".
ويضيف حسين للصحيفة: "عندما يكون هناك محور حرب لا تسيطر الدولة على الوضع فيه، فهناك محدودية للوصول إلى العناية الصحية وفي نوعية الخدمة المقدمة. وحتى هذا الوقت كنا قادرين على التأكد من توفر الأدوية التي تنقذ الحياة".
ويكشف الدكتور هوتيز عن أن هناك 100 ألف حالة إصابة بمرض اللشمانيا في سوريا، وهو مرض ليس قاتلا، لكن تنتج عنه تشوهات وإعاقات.
ويفيد هوتيز بأن "هناك مناطق في سوريا عرضة للمرض بسبب توقف جمع النفايات، ما يسمح بانتشار الذباب الذي يعيش في الرمل، ويضاف إلى هذا توقف إجراءات الرقابة الصحية، وهناك انهيار في إمدادات المياه وأساليب التنقية، وانهيار في النظام الصحي والحصول على خدماته، وكذلك نقص الأدوية. هذا كله حدث مرة واحدة، وهي عاصفة من الأحداث مناسبة لانتشار الأوبئة"، بحسب الصحيفة.
ويرى الخبير الصحي أن مرض اللشمانيا، الذي يسميه السكان "شيطان حلب"، ينتشر الآن؛ لأن البلاد تعاني منه دائما، ولكنه أصبح خارج السيطرة، ويقول: "لا نعرف حجم المشكلة؛ لأن منظمة الصحة العالمية لا تستطيع الدخول إلى المناطق بشكل آمن".
ويلفت هوتيز إلى أنه من الممكن تطوير لقاح ضد اللشمانيا ومرض كورونا، ودعا الجميع إلى التعاون من أجل تحقيق هذا.
ويعلق هوتيز: "لدينا أدلة داعمة، فكورونا أو مرض ضيق التنفس الشرق أوسطي، يشبه السارز، وهناك الكثير من اللقاحات بما فيها واحد نقوم بعمله، وهذا يشير إلى أن هناك أملا لتطوير لقاح ضد مرض اللشمانيا".
وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى دعوة هوتيز العالم إلى أن يكون جاهزا، و"على العالم توقع التغير، وألا ينتظر ظهور وباء، ولكن لننظر إلى الوضع ولنبحث عن اللقاح المناسب الذي سنحتاجه، وقبل ذلك بمدة".