اختلفت الولايات المتحدة وكوبا، حول سياسة
الهجرة الأمريكية في الجلسة الأولى من
محادثات على مستوى عال تهدف إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية بين خصمي الحرب الباردة.
وتعهد الأمريكيون الأربعاء، بمواصلة تقديم ملاذ آمن للكوبيين مع حماية خاصة لا تمنح للجنسيات الأخرى، بينما شكت
كوبا من أن الولايات المتحدة تشجع الأطباء الكوبيين على الانشقاق، ووصفت تلك السياسة بأنها "ممارسة بغيضة لاستنزاف العقول".
وستستأنف المحادثات يوم الخميس، ومن المنتظر أن يناقش الجانبان استعادة العلاقات الدبلوماسية وتحرير روابط التجارة والسفر في نهاية المطاف.
وكرس اليوم الأول من المحادثات للهجرة وهي الجولة الثانية والعشرين من المحادثات الثنائية بين البلدين بشأن هذه المسألة.
إلى جانب 20 ألف كوبي يحصلون على تأشيرات كل عام وصل 25 ألفا آخرون من أنحاء العالم بدون تأشيرات في 2014 ورحبت بهم الولايات المتحدة بموجب القانون الأمريكي المسمي قانون التعديل الكوبي.
وعلى الرغم من اعتراضات هافانا تعهد الجانب الأمريكي بمواصلة سياسة "القدم المبتلة/ القدم الجافة" والتي بمقتضاها تعيد السلطات الأمريكية الكوبيين الذين تعترضهم في البحر بينما يسمح لأولئك الذين يصلون إلى بر الولايات المتحدة بالبقاء.
وتعترض كوبا على هذا القانون بدعوى أنه يشجع على الهجرة غير القانونية وتهريب الأشخاص ورحلات خطيرة عبر مضيق فلوريدا في قوارب بدائية.
واعترضت الولايات المتحدة 3722 كوبيا في البحر في 2014 أو حوالي ضعفي العدد في 2012.
وقال اليكس لي المسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية والذي رأس الفريق الأمريكي في محادثات الهجرة: "شرحنا للحكومة الكوبية أن حكومتنا ملتزمة تماما بتطبيق قانون التعديل الكوبي، وان حزمة السياسات المرتبطة بالهجرة والمعرفة بالقدم المبتلة/ القدم الجافة تبقى سارية".
وقالت جوزفين فيدال رئيسة الوفد الكوبي إن تلك السياسة تنتهك اتفاقا ثنائيا لتشجيع هجرة آمنة وقانونية ومنظمة.
وهاجمت أيضا برنامجا أمريكيا يشجع الأطباء والممرضين الكوبيين العاملين في دول ثالثة على الفرار إلى الولايات المتحدة.
وقالت "هذه سياسة لا تنسجم بالمرة مع السياق الثنائي الحالي" ووصفتها بأنها "ممارسة بغيضة لاستنزاف العقول".
والمحادثات التي تعقد على مدى يومين هي الأولى منذ أعلن الرئيسان الأمريكي باراك أوباما والكوبي راؤول كاسترو في 17 ديسمبر/ كانون الأول عن تحقيق انفراجة تاريخية بعد مفاوضات جرت سرا على مدى 18 شهرا.
ومهد أوباما الطريق أمام رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على كوبا والحظر التجاري الأمريكي المستمر منذ 53 عاما، وقال أمام الكونجرس في خطاب حالة الاتحاد يوم الثلاثاء الماضي: "نحن ننهي سياسة تجاوزت تاريخ صلاحيتها بفترة طويلة".
ومن المتوقع أيضا أن يناقش الجانبان أهدافا أبعد مدى. وفي حين ستسعى كوبا لرفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية وحذف الجزيرة من قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب سيضغط الأمريكيون على كوبا فيما يتعلق بحقوق الإنسان.
وترأس الوفد الأمريكي في المحادثات روبرتا جاكوبسون مساعدة وزير الخارجية لشؤون أمريكا اللاتينية وذلك في أول زيارة يقوم بها مساعد لوزير الخارجية الأمريكي إلى كوبا منذ 38 عاما.