قال رئيس البرلمان
الباكستاني، سردار أياز صادق، إن بلاده بأسرها اتحدت من أجل وضع استراتيجية جديدة لمكافحة
الإرهاب، عقب حادث الهجوم على مدرسة الشهر الماضي، الذي أودى بحياة 150 شخصا.
وأوضح أن بلاده لا تنتظر دعم الولايات المتحدة الأمريكية في مكافحة الإرهاب، "لأنها هي التي أوجدت هذا الإرهاب".
جاء ذلك في حوار أجراه على هامش مشاركة "صادق" في المؤتمر العاشر لاتحاد برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وأوضح فيه أن بلاه فقدت 65 ألفا من مواطنيها في الحرب التي فرضت عليها عبر أفغانستان، عقب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، إلا أن المجتمع الدولي لم يقدم العون لها.
وأفاد صادق بأن بلاده، خلال تلك الفترة، تدهورت كثيرا من الناحية الاقتصادية، فيما اكتفت دول التحالف بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية بتقديم بضعة ملايين من الدولارات، مضيفا أنهم لا ينتظرون العون بعد الآن من أحد، وأنهم سيحاربون الإرهاب بأنفسهم.
ومضى رئيس البرلمان قائلا: "لا ننتظر من الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص أي دعم، هم أصل هذا الإرهاب، وهم من أوجدوه، عندما احتل الاتحاد السوفيتي أفغانستان هم من قدّم الدعم للمسلحين، ونتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في إطار الاحترام المتبادل، وسنواصل التعاون معها، لكن لن تسيّرنا أي دولة".
التعاون مع أفغانستان
وحول التعاون مع الجارة أفغانستان في مجال مكافحة الإرهاب، قال صادق إن الاتفاقيات بين البلدين مستمرة، وإن الاستقرار لن يتحقق في أي منهما ما لم يتحقق في الآخر، مشيرا إلى تعاونهم مع الحكومة الباكستانية الحالية في الكثير من المجالات.
ولفت إلى أن رئيس هيئة الأركان الباكستاني، ورئيس جهاز الاستخبارات، توجها إلى أفغانستان لاستلام ستة أشخاص معتقلين هناك، للاشتباه بعلاقتهم بالهجوم على المدرسة.
المفاوضات مع طالبان
وأكد رئيس البرلمان الباكستاني أن المفاوضات، التي كانت جارية مع حركة طالبان قبل الهجوم على المدرسة، لن تستأنف حتما، موضحا أن "التفاوض مع القتلة هو مضيعة للوقت".
وأضاف: "إذا كانت طالبان تريد التفاوض فعليها إلقاء السلاح والتسليم".
واقتحم عدد من مسلحي طالبان، الشهر الماضي، مدرسة في مدينة بيشاور غرب باكستان، واحتجزوا طلابها رهائن، وبدأت قوات الأمن إثر ذلك بعملية لتحريرهم، أدت إلى وقوع اشتباكات بين الجانبين داخل المدرسة، التي تقع تحت إدارة الجيش الباكستاني، ويدرس فيها أبناء الموظفين من عسكريين ومدنيين، ما أسفر عن وقوع 150 قتيلا من بينهم 132 طفلا، وجرح 128 شخصا.