نشرت جريدة "الشروق" الجزائرية، الخميس، عددا كاريكاتوريا خاصا بمشاركة 12 رساما، ردا على ما نشرته مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة من رسوم "مسيئة للنبي محمد، خاتم المراسلين، وانتقادا لما اعتبرته الصحيفة "صمتا رسميا عربيا".
وتضمنت الصحيفة 42 رسما كاريكاتوريا قالت في افتتاحيتها إنها تأتي ردا على مجلة "شارلي إيبدو".
وعنونت صفحتها الأولى بـ"12 رساما في أكبر عمل كاريكاتيري عبر الشروق.. الريشة تتكلم"، أرفق برسمين كاريكاتوريين ينتقدان "الصمت الرسمي العربي إزاء ما نشرته المجلة الفرنسية، وكذا استغلال المجلة حرية التعبير للإساءة للمقدسات".
الرسوم الكاريكاتورية المنشورة في الصحيفة تنوعت بين السخرية من الصمت الرسمي العربي، وتلميحات إلى تورط "اللوبي الصهيوني" بفرنسا في تغذية الكراهية ضد المسلمين ومقدساتهم عبر دعم مجلة "شارلي إيبدو" ماديا وإعلاميا، وفقا للصحيفة الجزائرية.
كما تناولت الرسوم تشبيها لما حدث من هجوم على مقر المجلة، في السابع من الشهر الجاري، بأنه 11 سبتمبر/ أيلول 2001 جديد يستهدف التضييق على المسلمين في أوروبا.
وسخرت الرسوم من مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مسيرة باريس ضد الإرهاب مع أنه "يمارس ذلك ضد الفلسطينيين"، حيث صوره رسم وهو "ملطخ بالدماء ويتقدم المسيرة".
رسم آخر يصور ريشة "شارلي إيبدو" وقد تم شنقها باسم حرية التعبير، في تلميح لتجاوز المجلة الساخرة الخطوط الحمراء بالإساءة لمقدسات المسلمين.
فيما يصور رسم آخر شخصا وقد أفاق من كابوس، وهو يقول: "يا طليف حلمت أنني في
فرنسا"، في إشارة إلى حجم الرعب الذي يسكن المسلمين في فرنسا بعد الأحداث التي شهدتها.
وقال نائب رئيس تحرير صحيفة "الشروق" الجزائرية، رشيد ولد بوسيافة، لوكالة الأناضول، إن "هذه المبادرة جاءت في إطار الحملة التي قامت بها مؤسسة الشروق بكل فروعها من الجريدة إلى القناتين الإخبارية والعامة، إلى بوابة الشروق الإلكترونية ومجلة الشروق العربي.. اخترنا أن تكون الكلمة الأخيرة لرسّامي الكاريكاتور في الجزائر وخارجها، ليبدعوا بأناملهم ويردوا بطريقتهم الخاصة على الصحيفة الفرنسية، التي تجاوزت كل الحدود في الإساءة للمقدسات والشّتم باسم حرية التعبير".
ومضى ولد بوسيافة قائلا: "اتصلنا بعدد من رسامي الكاريكاتور في الجزائر، وآخر فلسطيني من غزة، للمشاركة في المبادرة، باستعمال الريشة، ردا على الإساءات المتواصلة من هذه الصحيفة الفرنسية، وقد لبوا الدعوة دون تردد وكانوا سعداء بذلك.. لقد ارتأينا الرد على هذه الصحيفة بلغتها الخاصة وهي الرسم الكاريكاتوري".
وعن الهدف من هذه المبادرة، قال إنها "رسومات انتقدت بصفة خاصة استغلال هذه الصحيفة الفرنسية مبدأ حرية التعبير للإساءة للمقدسات، وكذا الصمت الرسمي العربي إزاء هذه الإساءات المتواصلة".
فيما قال باقي بوخالفة، رسام الكاريكاتور في الجريدة، لوكالة الأناضول: "نحن كوننا رسامي كاريكاتور أردنا من خلال تلك المبادرة الرد بطريقة حضارية على هذه الإساءات لنبينا الكريم.. رسالتنا كانت للمجلة الفرنسية، أن الكاريكاتور يجب أن يوظف لنشر السلام وفيه أخلاقيات وجماليات؛ لأننا كلنا بإمكاننا استعماله باسم حرية التعبير للإساءة للآخرين، لكننا نعدّه فن إخاء".
وتابع بوخالفة: "أردنا أيضا تسجيل موقف كرسامي كاريكاتور مما نشرته المجلة الفرنسية، برفض السخرية من المقدسات، فضلا عن انتقاد الموقف الرسمي العربي الصامت إزاءها، وذلك بطريقة ساخرة".
وكانت "الشروق" الجزائرية خصصت، في الرابع عشر من الشهر الجاري، عددا للرد على الرسوم المسيئة للنبي محمد، وتضمن العدد مقالات رأي وتصريحات لدعاة وعلماء تنتقد "استغلال حرية التعبير للإساءة للأديان".
ونشرت مجلة "شارلي إيبدو" في أول أعدادها بعد الهجوم الدموي، الذي أودى بحياة عدد من صحفييها في السابع من الشهر الجاري، رسما كاريكاتوريا للنبي محمد، خاتم المرسلين، حاملا لافتة مكتوب عليها "أنا شارلي"، وعبارة ساخرة هي "الكل مغفور له".
وقتل 12 شخصًا، بينهم رجل شرطة و8 صحفيين، وأصيب 11 آخرون، في هجوم استهدف مقر المجلة في باريس، ضمن هجمات أخرى أودت بحياة 5 أشخاص، فضلًا عن مقتل 3 مشتبه بهم في تنفيذ تلك الهجمات.