قضت
محكمة بريطانية بالحكم على طالب مسلم كان يريد أن يرفع علم
الدولة الإسلامية على مقر الحكومة البريطانية 10
داونينغ ستريت، بالسجن لمدة ثلاثة أعوام ونصف، بعد أن أقر بخططه للذهاب إلى سوريا والانضمام للمقاتلين هناك.
وكانت محكمة في أولد بيلي- لندن قد أدانت
ديفيد صوان (20 عاما) في كانون الأول/ ديسمبر . وقال محامي النيابة إن صوان زار سوريا في كانون الأول/ ديسمبر 2013، وكان في طريق العودة إلى هناك للقتال، حيث أوقفته الشرطة في مطار هيثرو في لندن في أيار/ مايو العام الماضي.
وكان صوان، الذي ينحدر من أب سوري مسلم وأم صربية مسيحية، ويدرس في كلية بيركبيك التابعة لجامعة لندن، وينحدر من عائلة صربية ثرية، قد أنكر التهم الموجهة إليه، وأكد أن رحلته الأولى إلى سوريا كانت من أجل جمع ممتلكات جده، ولكن هيئة المحلفين قضت تسع ساعات، وهي تتداول في القضية، قبل أن تتوصل لقرار إدانته.
وسيقضي صوان مدة السجن في سجن الأحداث، وقال القاضي بيتر روك إن قضيته وإن جاءت على الطرف الأخير من الميزان، إلا أنها خطيرة.
وأخبر القاضي الطالب أنه بسبب عمره الشاب وعدم نضجه فإنه كان "عرضة للأفكار المتطرفة"، التي تعرض لها عندما سافر من بلاده إلى لندن. وقال القاضي إن ثناء صوان على الدولة الإسلامية جاء قبل أن تظهر حقيقة التنظيم ودوافعه.
ودعا محامي صوان، علي بواجة، في بداية المرافعات للتعامل مع موكله برفق، وقال إن المتهم كان "ساذجا وغير ناضج عاطفيا"، وكان عرضة للتأثير؛ "بسبب وحدته وعزلته"، التي يعاني منها الطالب الأجنبي في لندن بعيدا عن دعم عائلته.
ومن سوء حظه أنه تأثر بحربين أهليتين في البلقان، الأولى كان لم يتجاوز عمره الخامسة، وفي سوريا عندما كان عمره 16 عاما.
وقال المحامي بواجة إن أعضاء عائلة صوان الممتدة "تشردوا وتعرضوا للنفي والاغتصاب والتعذيب والقتل"، الأمر الذي أثر عليه.
وعلمت المحكمة أن صوان، الذي نشأ في بلد والدته ولكنه حافظ على علاقات جيدة مع عائلة والده في سوريا، حضر إلى
بريطانيا عام 2013 للدراسة لمدة ثلاث سنوات، في مجال العلوم السياسية والعلاقات الدولية في كلية بيركبيك – جامعة لندن.
وتم اعتقاله عندما بدأ زملاؤه يشعرون بالقلق حول أفكاره الراديكالية عن الإسلام، وأظهر صورا له في سوريا وهو يحمل البندقية. وعندما صادرت الشرطة جهاز حاسوبه الشخصي وهاتفه عثرت على صور وفيديو تظهر "تعاطفه مع المتطرفين"، وأنه لم يكن يقاتل في سوريا من قبل، ولكنه كان يخطط للعودة إلى هناك.
وقالت المدعية في المحكمة سارة وايت هاوس إن بعض لقطات الفيديو في حاسوبه مثيرة للصدمة، ولا يمكن عرضها أمام المحلفين.
وتقول وايت هاوس إن صوان صور تظاهرة شارك فيها، حيث سمع صوت يعتقد أنه صوته، وهو يقول: "راية التوحيد في لندن، الحمد لله رب العالمين".
ودافع صوان عن نفسه أمام المحلفين بقوله إنه رافق والده إلى مدينته في دير الزور، وقضى ليلتين في دمشق، وذلك في كانون الأول/ ديسمبر 2013. وقال إنه ذهب لأخذ ممتلكات جدة البالغ من العمر 82 عاما، بعد أن هرب من سوريا لا يملك إلا الملابس التي كانت عليه. وقال إنه التقط صورا لنفسه وهو يحمل البندقية؛ لأنه أراد أن يبدو بمظهر مثير.
وأكد صوان، الذي بنى والده ثروة من أعماله في البناء، أنه لم يحمل أي سلاح عندما في كان بلدة يسيطر عليها الجيش السوري الحر.