قالت مراجعة مدعومة من
الحكومة البريطانية الخميس، إنه ينبغي إنشاء
صندوق عالمي للإسراع في ابتكار مضادات حيوية جديدة، تشتد الحاجة إليها لمواجهة الخطر المتزايد للجراثيم المقاومة للعقاقير.
وقالت المراجعة برئاسة الاقتصادي البارز ورئيس "غولدمان ساكس" السابق جيم أونيل، إنه يجري الآن استثمار أقل مما يلزم في الأبحاث التي يمكن أن تؤدي إلى إنتاج عقاقير جديدة لمكافحة العدوى البكتيرية والفيروسية المقاومة للأدوية.
وقال التقرير: "هناك قدر كبير من الفكر الابتكاري في أبحاث الأمراض المعدية في الوقت الراهن. تحتاج هذه الأفكار النيرة إلى تطويرها"، مضيفا أن "نقص التمويل يعني أنه وإن كان الناس والأجهزة والمختبرات على استعداد لمواجهة التحديات المقبلة فهم غير قادرين على القيام بذلك".
كانت مشكلة اكتساب
الجراثيم المعدية القدرة على مقاومة العقاقير سمة من سمات الطب منذ اكتشاف المضاد الحيوي الأولي "البنسلين" في عام 1928، لكنها تزايدت في السنوات الأخيرة حيث إن الجراثيم المقاومة للأدوية تطورت في الوقت الذي خفضت فيه شركات الأدوية الاستثمار في هذا المجال.
وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من أنه إذا لم يتم القيام بعمل جذري، فإن عصر انتهاء أثر المضادات الحيوية يمكن أن يأتي خلال هذا القرن حين تصبح الرعاية الصحية الأساسية مهددة للحياة بسبب خطر العدوى أثناء العمليات الروتينية.
وقال أونيل -الذي طلب منه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون العام الماضي إعداد رؤية اقتصادية عالمية للقضية- في تقريره الأولي، إن ما يسمى بـ"المقاومة المضادة للميكروبات" قد تقتل 10 ملايين شخص إضافيين سنويا، وتصل تكلفتها إلى 100 تريليون دولار بحلول عام 2050 إذا لم يتم وقف الانتشار العالمي المستشري للجراثيم.
وفي التقرير الأخير، دعا أونيل الممولين الدوليين، سواء من الجهات الخيرية أم الحكومية، لتخصيص الأموال لصندوق "
دعم واحتضان الأفكار الأكثر نضجا".
وقال: "تستغرق العقاقير الجديدة من 10 إلى 15 سنة لتدخل السوق، لذا فإن وقت العمل قد حان الآن".