على الرغم من عدم كشف
الدولة الإسلامية عن توقيت
إعدام الطيار الأردني
معاذ الكساسبة عبر الحرق، وخوضها عملية تفاوضية انتهت ظاهريا بالفشل، وتبين أن الكساسبة لم يكن على قيد الحياة وقتها، إلا أن الحالة الجوية التي ظهرت في إصدار الإعدام "شفاء الصدور" كشفت عن توقيت التنفيذ.
وعززت الدلائل التي ظهرت في الإصدار المرئي لعملية الإعدام ما أعلنته السلطات الأردنية من أن الكساسبة أعدم في الأسبوع الأول من بداية العام الحالي.
وبالعودة إلى هذا التاريخ وتلك الفترة من بداية السنة الجديدة، نرى أنها كانت تشهد دخول العاصفة الثلجية التي أطلق عليها "هدى"، وشهدت درجات حرارة متدنية، وهو ما أكده الشريط.
الطيار الكساسبة في إحدى اللقطات التي يقف فيها، وخلفه صف من جنود الدولة، خرج من فمه بخار كثيف، وهو ما لا يمكن أن يحصل إلا في ظل درجات حرارة متدنية لم تكن في الأيام الأولى لأسره.
وبالعودة إلى مواقع الطقس العالمية يتبين أن درجات الحرارة في الأيام الأولى لأسره في مدينة الرقة السورية في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2014 لم تكن متدنية، وكانت تتراوح ما بين 10 – 13، بينما في الفترة ما بين الأول من كانون ثاني/ يناير 2015 وحتى الثامن من الشهر ذاته كانت درجات الحرارة تتراوح ما بين 7- 3 درجات مئوية، وهو ما يسمح بظروف البخار بهذا الشكل الكثيف، علما بأن الموقع المرجح لإعدامه هو مقر الأمن السياسي في مدينة الرقة.
وهناك دليل آخر يعزز هذا الافتراض بإعدامه في تلك الفترة وهو ظهور أقنعة عناصر الدولة وهي مبلولة عند الفم والأنف من أثر التنفس خلال البرد الشديد، وانحباس البخار على القماش، وهو ما يدعم وقوع الإعدام في الفترة شديدة البرودة.
اللقطات الأولى كذلك التي ظهر فيها الكساسبة يمشي بين ركام المبنى المدمر، وأمامه صف من عناصر الدولة يظهر في خلفيتها ضباب كثيف، وهو ما تكرر في أكثر من زاوية، ثم ما لبث في اللقطات التالية أن تحسن الطقس، وظهرت الشمس بشكل ساطع انعكس على أجسام الظاهرين في التسجيل بالإضافة إلى ظل المباني والأجسام المحيطة.
ويؤشر سطوع الشمس بعد حالة الضباب الكثيفة نسبيا إلى طول فترة التصوير خلال طقس شديد البرودة لأخذ لقطات فنية، علما بأن الكساسبة كان ملزما بارتداء البدلة البرتقالية الخفيفة في جو شديد البرودة.
وبحسب مختصين بصناعة الأفلام والمونتاج، فإن تسجيل الاعترافات تم في الأيام الأولى لاعتقال الكساسبة، أي بعد الـ 24 كانون أول /ديسمبر 2014، والجزء الثاني، مستدلين على ذلك بآثار التورم الكبير في العين جراء كدمة تلقاها، ولقطات الإعدام جرت في وقت آخر كان التورم فيه شفي نسبيا.
يذكر أن أحد النشطاء السوريين من مدينة الرقة كتب تغريدة يوم 8/1/2015 على حسابه الرسمي في موقع تويتر تشير إلى "فرحة عناصر داعش في الرقة بإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا"، وأنه غير متأكد من الخبر.