حاول تنظيم
الدولة الإسلامية تبرير مشهد القتل حرقاً الذي أثار غضباً واسعاً واستياءً في العالم بأكمله، بما في ذلك العالم العربي والاسلامي، فيما يبدو أن عناصر وقيادات في التنظيم ذاته الذي اشتهر بقطع الرؤوس استنكرت القتل حرقاً بحق الطيار الأردني
معاذ الكساسبة.
وحاول قيادي في "
داعش" تفسير وتبرير تبني الحرق طريقةً استثنائيةً لقتل الطيار الأردني، بالقول إنه –أي الطيار الكساسبة- كان "يحرق أطفال المسلمين ونساءهم ورجالهم بنيران قاذفات طائراته"، مشيراً الى أن بعض الفقهاء يذهب الى أنه "لا يجوز ابتداء العقوبة بالنار، إلا في حالات المعاملة بالمثل، والقصاص"، وهو ما حدث بالنسبة للطيار الأردني.
وكان
تنظيم الدولة قد بث فيلماً من 25 دقيقة تحت اسم "شفاء الصدور" يوثق عملية إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً بالنار داخل قفص مغلق، وهو الفيلم الذي تضمن مقابلة مع الكساسبة يدعو فيها الأردنيين الى عدم المشاركة في الحرب ضد التنظيم.
ويظهر في الفيلم أن عملية إعدام الكساسبة حرقاً تمت في مكان تعرض للقصف من قبل قوات التحالف الدولي، حيث يقف العشرات من مقاتلي تنظيم الدولة على أنقاض المباني المهدمة والمدمرة، ويوضع الكساسبة داخل قفص وسط الأنقاض، وبعد قتله وحرقه تقوم جرافة كبيرة بإهالة التراب والأنقاض على جثمانه.
وفي التبرير الذي نشره القيادي في تنظيم الدولة أبو خطاب اليماني يشرح اليماني لماذا تم الحكم على معاذ بأنه "مرتد"، مؤكداً أن قتله للمسلمين ليس السبب، وإنما السبب في ذلك هو: "الدخول تحت راية الصليب"، في إشارة الى القتال ضمن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
ويقول اليماني إن "النظام الأردني وكل من شارك في التحالف الدولي بلا استثناء"، ويضيف: "حتى ولو كان معاذ يشهد الشهادتين، حتى ولو كان يصلي الفجر، فإن الدخول تحت راية الصليب وإعانتهم على قتل المسلمين "فعل" يخرج صاحبه من الإسلام.. وإننا لا نقول هذا الكلام من غل أو غضب، فهذا ما قرره الأئمة الأعلام، وكبار الفقهاء -بلا خلاف- قبل أن أُولد، ويولد أبي! ولمن شاء فليراجع كلامهم في كتب الفقه المقررة قديماً وحديثاً".
وتابع اليماني: "هل تعلمون أن طائرة معاذ سقطت صباح ليلة قُصف فيه مكان، وقتل فيه أكثر من 36 مسلما.. وجاء القصاص في ذات المكان!".