أعلنت رئاسة الجمهورية في
مصر أن الرئيس عبد الفتاح
السيسي اعتمد حركة تغييرات واسعة في صفوف المحافظين، وأن المرشحين لتولي هذه المناصب سيؤدون
اليمين القانونية السبت المقبل.
وعلى الرغم من مرور أكثر من سبعة أشهر على تولي السيسي منصبه، إلا أن هذه الحركة اتسمت بالارتباك الشديد حتى إن المرشحين للمناصب الجديدة سيتوجهون إلى قصر الرئاسة لأداء اليمين، دون أن يعرفوا المحافظات التي سيديرونها.
الارتباك سيد الموقف
وأثار هذا الارتباك انتقادات وسائل الإعلام المؤيدة للنظام الحاكم، التي قالت إن الفوضى وعدم التنسيق ساد أروقة مجلس الوزراء والرئاسة، مما دفع المحافظين الجدد إلى استقاء معلوماتهم من الصحف.
وقال لواء الجيش المتقاعد ياسين طاهر إنه أبلغ من رئاسة الجمهورية، بأنه سيؤدي اليمين القانونية السبت المقبل أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، دون أن يعرف اسم المحافظة التي سيتولى مسؤوليتها.
وأكد طاهر في تصريحات صحفية أنه سمع من وسائل الإعلام ترشيحه لتولي منصب محافظ بني سويف، مؤكداً استعداده لخدمة البلاد في أي مكان أو تحت أي ظروف.
وأكد العميد علاء أبوزيد أنه يتوقع تولي منصب محافظ مرسى مطروح، في ظل عدم وجود معلومات لديه حول المحافظة التي سيتم تكليفه بها.
ولجأت وسائل الإعلام إلى محاولة تخمين المحافظة التي سيتولاها كل مرشح من خلال سيرته الذاتية، والمناطق التي خدم بها في الجهاز الإداري للدولة من قبل.
وقال وائل نبيه مكرم إنه عرف بتعيينه محافظاً من وسائل الإعلام، مشيراً إلى وجود أنباء عن توليه مسؤولية محافظة كفر الشيخ في الدلتا، وأنباء أخرى تقول إنه سيكون محافظاً للفيوم في الصعيد.
لكن جهل المرشحين جميعهم بالمحافظات التي سيتولون مسؤوليتها، لم يمنعهم من التعهد بحل أزمات المواطنين والعمل على تنفيذ سياسة الحكومة في المحافظة، على الرغم من اختلاف طبيعة ونوعية المشكلات التي تعاني منها محافظات مصر المختلفة.
شفافية مفتقدة
وفي غياب الشفافية، تسابقت الصحف المحلية في محاولة استنتاج أسباب استبعاد كل محافظ، في ظل تردي عام بالخدمات في كل المحافظات تقريباً.
وتولى اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية إبلاغ المحافظين المستبعدين من مناصبهم بهذا القرار، دون إطلاعهم على أسباب ذلك.
وبعد تأخير نحو شهرين عن الموعد الذي أعلنته الحكومة سابقاً لإجراء تغييرات كبيرة للمحافظين الحاليين، أعلنت رئاسة الجمهورية أن عدد المحافظين الجدد سيبلغ 17 محافظاً.
وأشارت تقارير صحفية إلى أن سبب تأخر إعلان التغييرات، هو كثرة الاعتذار عن تولي تلك المناصب بسبب تفاقم المشكلات، وعدم وجود أي أفق سياسي لحل الأزمات التي تعاني منها البلاد في ظل تردي الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية.
وضمت الحركة الجديدة الدكتور خالد زكريا إمام أستاذ الاقتصاد في جامعة القاهرة، والدكتور أيمن عبد المنعم، واللواء علاء فتحي، ومحمد بدر هشام عبد الباسط عبد الرحمن رئيس مركز مدينة السادات، واللواء ياسين حسام الدين طاهر نائب محافظة القاهرة، والمستشار وائل نبيه مكرم، والدكتور محمد علي سلطان رئيس مكتب وزير الصحة، والمستشار محمد حنفي سليم، ورضا عبد السلام، ومجدي نصر الدين أمين، ومحمد سيد بدر رئيس مركز المعلومات، والدكتور أيمن عبد المنعم سيد مدير مديرية الصحة بالإسكندرية، وسعيد مصطفى كامل رئيس شركة مصر للبترول، وإسماعيل عبد الحميد طه، وياسر الدسوقي عطية، وعادل محمد نصر عجور، والدكتور خالد زكريا العادلي، والدكتور أسامة حمدي عبد الواحد أستاذ الإنشاءات بجامعة عين شمس.
الخوف من الانتقادات
واستقبل السيسي الخميس إبراهيم
محلب رئيس الوزراء لمراجعة القائمة النهائية للمحافظين الجدد، وعقب اللقاء أكد محلب أنه تم مراعاة الخبرة والكفاءة في اختيار المحافظين، وأن من بينهم شباباً في الثلاثينيات من عمرهم.
ولوحظ في الحركة الجديدة تضمنها عدداً قليلاً من لواءات الجيش، بعكس ما تردد من قبل، في محاولة على ما يبدو لتجنب الانتقادات المتزايدة بعسكرة الدولة.
وجاءت الحركة دون إشارة للتقسيم الإداري الجديد للمحافظات الذي أعلنه السيسي منذ توليه الحكم بزيادة 6 محافظات جديدة، وإعادة ترسيم حدود المحافظات الحالية، بعد موجة من الاحتجاجات على تغيير طبيعة عدد من المحافظات واستقطاع أراض وموارد طبيعية منها لحساب محافظات أخرى.
كما جاءت تغييرات المحافظين قبل شهرين فقط من الانتخابات البرلمانية المقبلة، الأمر الذي أثار انتقادات من بعض الأحزاب التي رأت أنه كان من الأفضل الانتظار لحين انتخاب برلمان وحكومة جديدين، يقومان بتعيين المحافظين الجدد ومراقبة أدائهم.