أكد رئيس وحدة دراسات الشرق الأوسط في الكلية الأكاديمية في الجليل الغربي، الدكتور رونين إسحاق، أن تجربة الماضي في الأردن تبين أن الأعمال
الإرهابية التي وجهت باتجاه المدنيين في المملكة ساعدت على توحيد المواطنين، ومكنت قوات الأمن من العمل بحرية أكبر لاجتثاث الإرهاب.
وأضاف إسحاق في مقاله لصحيفة "إسرائيل اليوم" الأحد، أن "الرد على تصفية الطيار سيكون حاسما وقويا"، هذا ما قاله وزير الإعلام الأردني الدكتور محمد المومني.
ونوه إلى أن هذا التصريح جاء على خلفية الاضطرابات التي انتشرت في مدينة الكرك – مدينة الطيار الأردني
معاذ الكساسبة – بعدما تم الإعلان عن حرقه من قبل
الدولة الإسلامية.
وأشار إلى أن انتشار الاضطرابات في مدن أخرى في المملكة إلى درجة الفوضى وانعدام الاستقرار السياسي كان جزءا من الاحتمالات التي تم أخذها في الحسبان في الأردن، بعدما هدد رجال الدولة الإسلامية بإعدام الطيار الأسير إذا لم يتم إطلاق سراح ساجدة الريشاوي من السجن.
وتابع بالقول إنه رغم ذلك فإنه يبدو أن الدولة الإسلامية أخطأت حينما قررت أن يعدم الطيار الأردني الأسير.
وقال إسحاق، نقلا عن تقارير المخابرات، إنه عشية العمليات الإرهابية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2005، كان الدعم لتنظيم القاعدة في الأردن الأكبر في العالم العربي، ووصل إلى نحو 70 بالمئة. لكن، بعد العملية، هبط الدعم الأردني للتنظيم إلى 20 بالمئة فقط. معارضة السكان للقاعدة بعد تنفيذ العملية الإرهابية ضد المواطنين في الأردن والاشمئزاز منها والرغبة في إبعادها عن الأردن، مكنت قوات الأمن الأردنية من العمل ضدها بصورة حاسمة، وهي متحررة من أي ضغوط سياسية داخلية. وأشار إلى أن نشاطات أجهزة الأمن الناجحة وتعزيزها التعاون مع أجهزة الاستخبارات الغربية، أديا إلى تصفية الزرقاوي وإلى إحباط عمليات إرهابية أخرى من مدرسة القاعدة، وإلى إعادة الأمن والهدوء للمملكة.
ونوه إلى أن الحكومة الأردنية قد تضطر إلى أخذ الرأي العام في الحسبان عندما ستقرر بشأن الرد المناسب ضد الدولة الإسلامية، لأن الدعم له في الأردن يعدّ من أعلى المستويات في العالم، ونسبة المتجندين لصفوفه تجاوز الألفي رجل.
كما أن مظاهرات السبت من الأسبوع الماضي في الكرك كانت تهدف إلى الضغط على النظام الأردني لإلغاء دعمه للتحالف الدولي لئلا يصطدم ثانية مع الدولة الإسلامية، وإن من شأن ذلك التأثير على النظام الهاشمي.
واستدرك إسحاق بأنه ليس من المستبعد أن حرق الطيار الأردني يمكنه أن يخلق مع خمود الاضطرابات والمظاهرات تأثيرا سلبيا ضد الدولة الإسلامية، ويخفض نسبة الدعم له في أوساط الأردنيين، الأمر الذي سيمكن الجيش الأردني من الدخول بكامل قوته إلى المعركة ضد التنظيم وأن يأخذ دورا أكثر فاعلية.
وختم بالقول إن القرار الأردني بإعدام الريشاوي فورا، بالتوازي مع ناشط آخر من القاعدة خطط لعملية في الأردن، ليعبر عن بداية المعركة المتوقعة ضد الدولة الإسلامية، مشددا على أن القدرة التنفيذية إلى جانب المستوى الاستخباري العالي للأردنيين من شأنه أن يساهم كثيرا في إنهاء الدولة الإسلامية واجتثاث الإرهاب، الذي يمكن أن يوجه للأردن في المستقبل، على حد قوله.