أعلنت النيابة العامة في
تونس الأربعاء فتح تحقيق في "تبييض أموال" إثر
تسريبات "
سويس ليكس" التي كشفت أن رجال أعمال ومقربين من الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي فتحوا حسابات بنكية سرية في سويسرا.
وقال سفيان السليطي الناطق الرسمي باسم النيابة العامة بمحكمة تونس الابتدائية: "تم مساء الثلاثاء فتح تحقيق من أجل تبييض الأموال، سيتعهد به قاضي تحقيق في القطب القضائي المالي".
وتمنع تونس مواطنيها غير المقيمين في الخارج من فتح حسابات بنكية خارج البلاد.
وأظهرت وثائق سرية سربها موظف سابق في الفرع السويسري للمصرف البريطاني العملاق "
إتش إس بي سي" أن المصرف ساعد زبائن في أكثر من 200 دولة على التهرب الضريبي بعدما فتح لهم حسابات بنكية سرية تصل قيمة ودائعها المالية إلى 119 مليار دولار (104 مليار يورو).
وتتضمن الوثائق التي تعود للفترة بين 2005 و2007 معلومات حول أكثر من مئة ألف صاحب حساب بالمصرف.
وسرق مهندس المعلوماتية الفرنسي الإيطالي إيرفيه فالشياني، وهو موظف سابق بالبنك، الوثائق في العام 2007 وسلمها إلى السلطات الفرنسية، بينما بقيت تلك المعلومات على مدى سنوات حكرا على القضاء وعلى بعض المصالح الضريبية.
وحصلت صحيفة "لوموند" الفرنسية على المعطيات المصرفية، ووضعتها تحت تصرف الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين في واشنطن، الذي تقاسمها بدوره مع أكثر من 45 وسيلة اعلامية حول العالم.
ونقلت وسائل الإعلام المذكورة تحقيقا حول الفضيحة المالية أطلقت عليه اسم "سويس ليكس".
وبحسب المجلة الالكترونية التونسية "اينكيفادا"، فإن 256 زبونا مولودين في تونس او يقيمون فيها او يحملون الجنسية التونسية، فتحوا 679 حسابا في الفرع السويسري للمصرف البريطاني.
وقالت المجلة إن من بين هؤلاء بلحسن الطرابلسي (الهارب في كندا) وهو شقيق ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، ومحامي الأعمال سمير العبدلي الذي ترشح للانتخابات الرئاسية التونسية الأخيرة، ورجل الأعمال طارق بوشماوي شقيق وداد بوشماوي رئيسة المنظمة الرئيسية لأرباب العمل في تونس.
ويوجد في حساب طارق بوشماوي نحو 49 مليون دولار خلال الفترة التي شملتها التسريبات، بحسب المجلة.
وتتضمن تسريبات "سويس ليكس" أسماء سياسيين سابقين وحاليين من بريطانيا وروسيا والهند، ومن عدد من الدول الأفريقية، إضافة إلى أسماء من الأسر المالكة من السعودية والبحرين والأردن والمغرب، وقطب الصحافة الأسترالية الراحل كيري باكر.