أكدت شذى بركات، إحدى قريبات المواطن الأمريكي من أصل سوري،
ضياء بركات، الذي قتل في أمريكا مع زوجته وأختها قبل أيام، أنهم تلقوا رسائل من بعض المحجبات الأمريكيات يتساءلن: "هل يمكن أن يقتلن مثل يسر أبو صالحة وأختها رزان لأنهن محجبات؟ وهل يجب أن يخفن على أنفسهن من أجل ذلك؟ فالجميع يشعر بأنه في خطر، خاصة النساء اللاتي تضعن
الحجاب على رأسهن".
وفي حوار لها مع الأناضول، شددت بركات على أن "ضياء مواطن أمريكي ولد هناك، وكان ضحية العنصرية لأنه مسلم، ولا يهم أنه أمريكي أو غيره".
واستنكرت بركات "القضية التي تثيرها الولايات المتحدة بأن الحادثة وقعت بسبب الاختلاف على موقف السيارة، فهل يمكن أن يكون الأمر بهذه السخافة؟ أن تقتل عائلة كاملة بسبب خلاف كهذا، وفي ساعات الفجر الأولى؟ فلِم لم تحدث المشادة في وقت الذروة مثلًا، عندما يخرج الناس إلى أعمالهم؟إذن فالقضية مبيتة، وهو مصمم على ذلك، ومن المؤكد أنه لن يذهب إلى عمله في الساعة الرابعة فجرًا".
وتابعت بركات سرد قضية مقتل الضحايا بأن "ضياء انتقل للسكن بعد زواجه من يسر، حيث إنه كان يدرس في السنة الأخيرة من طب الأسنان، ويريد أن يبدأ حملة لمساعدة السوريين اللاجئين، ويدعو من أجلها من هم في الأردن، لجمع بعض التبرعات لمساعدة الأطفال المصابين بالحرب، لأنه كان دائمًا يساعدهم في مخيم الزعتري، ويجري عمليات لهم، أو للاجئين سوريين آخرين".
ولفتت بركات إلى أن "ضياء شخص لطيف خدوم، لا يكره أحدًا، ويسعى لخدمة الناس من خلال مهنته، ولكن الجار كان يراقبهم، ويرى زوجته وأختها محجبتين، ما حرك عنده مشاعر العنصرية، فدفعه ذلك لأن يكيل لهما الشتائم مرتين في الشارع بسبب الحجاب".
وأوضحت بركات أن "القاتل اختار ساعات الفجر الأولى لتنفيذ جريمته، إذ إنه دق الباب، ودخل ليضرب ضياء بكعب المسدس على فمه، كاسرًا أسنانه، فوقع الشاب على الأرض، رغم أنه رياضي، فهو يلعب كرة السلة، وأطلق رصاصة على رأسه مباشرة، فسمعت الزوجة وأختها الصوت، فأقبلتا ليطلق القاتل الرصاص عليهما بدم بارد".
وأفادت بركات بأنه "إذا كانت أمريكا تزعم بأنها تقود العالم الحر، فيجب أن تخضع لقوانين الإنسانية، وكما أن البعض تضامنوا مع ضحايا تشارلي إيبدو، فيجب أن يتضامنوا مع القتلى المسلمين، فإذا كان الذين قتلوا الرسامين في باريس إرهابيين، فإن من قتل أبناءنا أيضا إرهابيون، فضياء لم يؤذ جاره القاتل، ولم يغتصب بيته، أو يقتل أخته أو ابنه.. إذن: لماذا يقتله هذا الإرهابي في ساعات الفجر الباكر؟".
وقالت بركات: "الغرب يضايقه الحجاب، ولا يضايقه منظر الدماء على أجساد أطفال المسلمين، فالقضية في الأساس أن المسلم في الدول الغربية يواجه كثيرًا من التحديات للتعامل مع المجتمع الغربي بدعوى الإعلام الغربي الموجه ضد المسلمين، ونشر الخوف منهم.. وكل مسلم، وامرأة محجبة، ورجل ملتح في نظر الغرب قاتل، رغم أن المسلمين بشر وشركاء على هذا الكوكب، فكيف يمكن أن يكونوا قتلة؟ بل إنهم يستخدمون الاستعداء سياسيًا لتحقيق مصالحهم، وتنفيذ خططهم".
وتساءلت بركات، في معرض إجابتها عن تأثير أحداث شارلي إيبدو في باريس، وممارسات تنظيم الدولة في المنطقة على دوافع القاتل بالقول: "هل نستطيع تبرير مقتل الناس من قارة لأخرى والحكم عليهم؟ هل نحن قضاة لقتلهم بالتخمين؟".
وحملت بركات المسؤولية للإعلام الغربي والسياسة الأمريكية والغربية، التي تحمل المسلمين صفات ليست منهم، قائلة: "فقط بمقاييس أمريكا نصبح إرهابيين، ولا يمكن أن نحمل هذه الصفات فجأة، ولا يمكن أن تكون هناك مقاييس للإنسانية، نحن شركاء في كوكب واحد، وتحكمنا هذه الأرض بقوانينها، لذا يجب أن يكون هناك قانون إنساني واحد يحكمنا".
وانتقدت بركات مواقف الدول الإسلامية بالقول: "الدول الإسلامية لم تقف موقفًا واحدًا إلى جانب المسلمين، للأسف الدول الإسلامية لم تحركها دماء المسلمين في
سوريا، أو الأطفال في غزة ودمشق والغوطة وحلب وحمص، بل إنهم يرسلون طائرات التحالف لقتل الأطفال، وإن كان ضياء سيحرك المياه الراكدة فأرجو ذلك، ولينر دم ضياء هذه العتمة".
وعبرت بركات عن سرورها "بكلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي انتقد صمت الرئيس الأمريكي باراك أوباما والإدارة الأمريكية"، مبينة أنه "ليس غريبًا على أردوغان ذلك، لأنه إنسان حر، لا يخضع للتكتلات العالمية، ويدافع عن المظلومين، فهو نقطة بيضاء في هذا العالم".
يذكر أن شذى بركات، من مدينة إدلب، وتعمل في المجال الإغاثي منذ الحرب على العراق، وشاركت في قافلة "أسطول الحرية" لفك الحصار عن غزة. وبعد الثورة خرجت مع عائلتها من سوريا، وعملت في تركيا مدرسة لغة عربية، كما أنه استشهد ابنها على يد قوات النظام.
وعن صلة القرابة، أوضحت شذى أن والد ووالدة ضياء هما أبناء عمومتها، غادرا سوريا منذ نحو 23 عامًا، حيث إن ضياء ولد في أمريكا من عائلة مثقفة وناشطة في الإغاثة، وكان مثالًا للإنسان، ولم يكن متفوقا فقط في الجانب الدراسي، بل إن ضياء كان يحب كل الناس.. وهو صغير السن لم يتجاوز عمره 23 عامًا، تزوج قبل شهرين فقط، مشيرة إلى أنها لم تلتق بعائلة ضياء منذ الحرب السورية في 2011.
وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الجمعة، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" بدأ تحقيقًا يوم أمس في جريمة قتل 3 مسلمين أمريكيين يحملون جنسيات عربية في ولاية نورث كارولاينا، وذلك في بيان صدر عنه قال فيه إن مكتب التحقيقات الاتحادي افتتح قبل يومين بحثًا في قضية جرائم القتل الوحشية والمخزية لـ"ضياء شادي بركات" وزوجته "يسر محمد أبو صالحة"، وأختها "رزان" في مدينة
تشابل هيل، بولاية نورث كارولاينا.
وكان ثلاثة أمريكيين مسلمين قتلوا الثلاثاء بتوقيت نورث كارولاينا عندما فتح عليهم النار كريغ ستيفن هيكس، الذي اعترف لاحقًا بجريمته، في مجمع سكني بالقرب من جامعة نورث كارولاينا في مدينة تشابل هيل.
والضحايا الثلاث هم زوجان مرتبطان حديثًا، ضياء شادي (طبيب سوري 26 عامًا) وزوجته يسر (21 عامًا)، وأختها رزان محمد أبو صالحة (19 عامًا)، وهما فلسطينيتان تحملان الجنسية الأردنية.
وتقول الشرطة المحلية إن سبب الحادثة قد يكون خلافًا بين الجيران، رغم أن التحقيق لا يزال مستمرًا لمعرفة ما إذا كانت الحادثة مرتبطة بجرائم الكراهية لكون القتلى من المسلمين أم لا.