يعيش حي
الحجر الأسود، في جنوب دمشق، تحت الحصار الشديد من جانب
النظام السوري الذي فرض حصارا على المنطقة الجنوبية كلها، ومن
تنظيم الدولة الذي أحكم حصاره على الحي بعد سيطرته عليه.
ويشتكي أهالي الحجر الأسود من شح المواد الغذائية والطبية، وصعوبة وصول الجمعيات والمؤسسات الإغاثية إلى الحي، بسبب الحصار المزدوج المحكم عليه من النظام والتنظيم.
وقال أهالي الحي إن المنطقة الجنوبية تعاني من الحصار والجوع، لكن هناك نشاطات لمؤسسات إغاثية تساهم في تخفيف الحصار على المواطنين، الا أن عمل هذه المؤسسات الخيرية لا يمتد إلى الحجر الأسود، خوفا من بطش تنظيم الدولة وغدره.
الحشائش والشوربة
وقال الصحفي الميداني مطر إسماعيل، من جنوب دمشق المحاصر، في حديث لـ"عربي21"، إن "عمليات الإغاثة شبه متوقفة في حي الحجر، بسبب تواجد تنظيم الدولة، الذي وعد الناس بأنه سيقدم لهم مبالغ مادية لدعمهم، وسجل أسماءهم، لكن لم يقدم شيئا لأحد".
وأضاف مطر أن الوضع في الحي سيئ جدا، بل وفي الجنوب كله، وأغلب الأهالي يعيشون على "الحشائش والشوربة"، فلا توجد حياة بالمعنى الحقيقي.
200 عائلة يعيشون في وضع سيئ
وقال مطر إن حي الحجر الأسود يتواجد فيه عدد قليل من العائلات، التي لم تغادره، وإنه قد يصل عددها لـ200 عائلة، وكان من المفترض أن يحتضنهم تنظيم الدولة، ويقدم لهم الطعام على الأقل، وينشئ لهم مطبخا ميدانيا لتوزيع ما يتوفر من طعام، كما تفعل بقية المناطق، ولكن تنظيم الدولة لا يهتم بالناس، وجل اهتمامهم بعناصر التنظيم فقط.
وحول التعليم في الحي المحاصر، قال مطر إسماعيل "إن هناك مدرسة واحدة عرض تنظيم الدولة على القائمين عليها التكفّل بها بالكامل، ولكن اشترط أن تدرس مناهج خاصة بـ"داعش"، وقدم إغراءات مالية وتجهيزات للقائمين عليها، لكنهم رفضوا، وقالوا إن المدرسة تابعة لتجمع المعلمين الأحرار".
وبين مطر أن أعداد تنظيم الدولة في الحجر الأسود، تتراوح بين 200 لـ300 عنصر، معظمهم من أهالي المنطقة، الأمر الذي لم يدفع التنظيم لإجبار نساء الحي على ارتداء لباس معيّن.
رواتب عناصر تنظيم الدولة
وأوضح أن رواتب عناصر التنظيم تتراوح ما بين 40 -60 ألف ليرة سورية، فيما عناصر الفصائل الأخرى قد لا يستلمون رواتب إلا كل عدة أشهر مرة واحدة، وبأرقام بسيطة لا يتجاوز راتب الواحد 10 آلاف ليرة، ولعناصر تنظيم الدولة نقاط رباط في محيط الحجر الأسود، من جهة سبينة، والبويضة الملاصقة لمناطق يسيطر عليها التنظيم.
أما عن معارك التنظيم مع باقي الفصائل، فيقول مطر: "دامت المعارك بين الطرفين عدة أشهر، ولكنها انتهت بهدنة غير معلنة".
يشار إلى أن تنظيم الدولة قام مؤخرا بصرف مئات آلاف الليرات لطلاء الشوارع باللون الأسود، وتهيئة دوار رئيسي في الحي لتحسين صورته، في الوقت الذي يعاني السكان من فقر شديد وانقطاع مياه الشرب عنهم.