"سنبقى صامدين، حتى يأتي اليوم الذي ندخل فيه المسجد
الأقصى، لنرابط من جديد".. بهذه الكلمات عبّرت المقدسية لطيفة عبد اللطيف التي تبلغ من العمر 24 عاما عن رفضها لقرار الاحتلال إبعادها عن الأقصى لمدة ثلاثة أشهر.
وقالت عبد اللطيف التي تقيم في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، إنها تعشق المسجد الأقصى منذ الصغر، وتحرص على الوجود والمرابطة فيه دوماً، مشيرة إلى أن الاحتلال حرمها من ذلك، بعدما تسلمت وثلاث مرابطات أخريات قراراً بإبعادها عنه.
وأضافت لـ"عربي21" أن تهمتها هي "الوجود المبكر في المسجد الأقصى، ما يتسبب بوقوع المشاكل، وإزعاج الزوار والسائحين والمستوطنين، كما تقول محكمة الاحتلال"، مشيرة إلى أن القوات الخاصة الإسرائيلية كثيراً ما تعتدي على المرابطين والمرابطات بحجة حماية قطعان المستوطنين التي تقتحم الأقصى يومياً.
وتابعت عبد اللطيف التي تنتهي فترة إبعادها بعد يومين: "الأقصى جزء من عقيدتنا، وسياسات الاحتلال لن تزيدنا إلا ثباتا، فنحن أصحاب الحق".
وتأتي
المبعدات بشكل شبه يومي للرباط على أبواب المسجد الأقصى، ترافقهم المبعدة زينة عمرو التي تبلغ من العمر 50 عاما التي تسلمت قراراً بالإبعاد عن الأقصى بتاريخ 7 كانون ثان/ يناير 2015.
وقالت عمرو: "اليوم نحاكم على حبنا وعشقنا للأقصى؛ بأن نبعد عنه، ويُزج بنا في السجون، ونضرب من قبل قوات الاحتلال، التي تسعى إلى أن يكون الأقصى عامراً باليهود وليس بالمسلمين".
وأضافت لـ"عربي21" أن "سياسة إبعاد المرابطين خطيرة، ولا بد للعالم أن يوقفها، فالرجال والنساء يبعدون عن الأقصى بشكل يومي"، لافتة إلى أنها "سياسة مكشوفة، تهدف لإقامة مشاريع تهويدية داخل باحات المسجد الأقصى، بدءاً بتقسيمه زمانياً، كخطوة على طريق تقسيمه مكانياً".
ودعت عمرو الأمة العربية والإسلامية "لتدارك موقفها، والتنبه لخطورة ما يقوم به الاحتلال، وإلا أصبح الأقصى أثراً بعد عين" على حد تعبيرها.
وبصيحات التكبير؛ تتصدى المرابطات في المسجد الأقصى، خلال تواجدهن في مساطب العلم، لاقتحامات المستوطنين اليومية، التي تتخللها تصرفات شاذة من قبلهم تنتهك حرمة المسجد.
من ناحيته، أفاد مدير الإعلام في مؤسسة الوقف والتراث محمود أبو العطا لـ"عربي21"، أن عدد المبعدين عن المسجد الأقصى يصل إلى حوالي 70 مبعداً، أغلبهم من النساء المرابطات.
وكان الاحتلال قد قرر إبعاد مرابطتين الأحد الماضي لمدة (15 يوماً) بعد التحقيق معهما في مركز شرطة القشلة بالقدس المحتلة.