11 زعيماً ومسؤولاً عربياً وغربياً، التقاهم العاهل السعودي
الملك سلمان بن عبدالعزيز، في غضون 34 يوماً، بحث معهم 10 قضايا تهم المنطقة.
فيما يُرتقب أن يلتقي، غداً السبت، الرئيس التركي رجب طيب أروغان، وبعد غدٍ عبدالفتاح السيسي، ليرتفع بذلك عدد القادة والمسؤولين الذين التقاهم العاهل السعودي منذ 27 يناير/كانون الثاني الماضي (نحو 5 أسابيع) إلى 13 زعيماً ومسؤولاً من مختلف دول العالم.
وشملت قائمة اللقاءات، التي بدأت في ذلك اليوم، بلقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والأخرى المرتقبة حتى 1 آذار/ مارس المقبل، 5 قادة ومسؤولين خليجيين، هم: أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، إلى جانب ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس وزراء عمان فهد بن محمود آل سعيد، و3 زعماء عرب، هم: العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وعبد الفتاح السيسي، و رئيس السلطة الفلسطينية محمد عباس.
كذلك شملت قائمة اللقاءات: الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستانية الفريق أول ركن راشد محمود نشان امتياز.
وجرت جميع اللقاءات خلال زيارات للعاصمة
السعودية الرياض، حيث كانت هي الأولى للزعماء والمسؤولين العرب والغربيين للسعودية، بعد تولي الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في البلاد يوم 23 كانون الثاني/ يناير الماضي، مع استثناء زياراتهم التي جرت يومي 23 و24 من الشهر ذاته، لتقديم التعازي في وفاة العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
واستهدفت الزيارات في مجملها تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين تلك الدول والسعودية، بعد تولي الملك سلمان مقاليد الحكم، وإجراء تعارف مع الملك الجديد، إلى جانب محاولة استجلاء توجهات السياسة الخارجية السعودية في عهد العاهل الجديد.
وبقراءة للبيانات الرسمية التي صدرت في أعقاب تلك اللقاءات، وجد أنها ركزت على 10 قضايا رئيسية، هي: تعزيز العلاقات الثنائية، ومكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة، والوضع في اليمن، والأزمة السورية، والقضية الفسطينية، والوضع في العراق، والوضع في ليبيا، والملف النووي الإيراني، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، والإعداد للقمة العربية القادمة.
ويمكن أن يضاف لتلك القضايا بحث العلاقات الخليجية المصرية عموماً، والقطرية المصرية خصوصاً، وإن لم يتم التصريح بهذا في أي من البيانات الرسمية الصادرة في أعقاب تلك المباحثات، إلا أن مراقبين قالوا إن ملف العلاقات المصرية القطرية، في ضوء التواترات بين البلدين، جرى بحثه خلال مباحثات العاهل السعودي مع قادة دول الخليج.
ويرى مراقبون أن السياسة الخارجية للعاهل السعودي الجديد تتسم حتى اليوم "بالغموض"، حيث لم تظهر مؤشرات واضحة على تغييرات في السياسة الخارجية للمملكة، ويرون أن تلك المباحثات قد تسهم بشكل أو بآخر في تشكيل ملامح السياسة الخارجية للمملكة في الفترة القادمة.
وفي هذه السطور التالية،تم رصد اللقاءات والمباحثات التي أجراها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، منذ توليه الحكم:
27 كانون الثانيL يناير: عقد العاهل السعودي والرئيس الأمريكي باراك أوباما، اجتماعاً مطولاً، قدم فيه الأخير تعازيه في وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين والاستمرار في تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة بما يدعم المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما.
كما تم خلال المباحثات، حسب بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس)، استعراض عدد من الموضوعات الاقتصادية والإقليمية والدولية بما في ذلك أهمية حل النزاع العربي الإسرائيلي استناداً إلى القرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، كما تم بحث الملف النووي الإيراني في إطار المفاوضات الجارية بين مجموعة دول (5 + 1) وإيران، وأهمية الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب والتطرف بأشكاله وصوره كافة، وبحث الأوضاع في المنطقة بما في ذلك الأزمة السورية وتداعيات الوضع في اليمن، كما تطرقت المباحثات إلى أهمية العمل على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي الجانب الاقتصادي، بحث الجانبان أهمية الاستثمارات والتبادل الاقتصادي بين البلدين، معربين في ختام اجتماعهما عن حرصهما على استمرار الجهود المشتركة والتنسيق المكثف بين البلدين الصديقين في المجالات كافة؛ خدمة لشعبيهما وللأمن والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع.
30 كانون الثاني/ يناير: استقبل الملك سلمان بن عبدالعزيز في مزرعته بالدرعية، العاهل البحريني، حيث وصفت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية الزيارة بـ"الأخوية".
3 شباط/ فبراير الجاري: استقبل الملك سلمان بن عبدالعزيز، رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستانية، الفريق أول ركن راشد محمود نشان امتياز، حيث جرى خلال اللقاء، وفق "واس"، تأكيد عمق العلاقات القائمة بين البلدين الشقيقين، بالإضافة إلى استعراض عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
8 شباط/ فبراير الجاري: استقبل العاهل السعودي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حيث جرى خلال اللقاء استعراض مجمل الأحداث التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية، وجهود الأمم المتحدة بشأنها، وفق "واس".
10 شباط/ فبراير الجاري: استقبل العاهل السعودي الأمير تشارلز، ولي عهد المملكة المتحدة أمير ويلز، والوفد المرافق له؛ حيث جرى خلال اللقاء تبادل الأحاديث الودية، واستعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وفق "واس".
15 شباط/ فبراير الجاري: أجرى العاهل السعودي مباحثات رسمية مع صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، تم خلالها استعراض روابط التعاون بين البلدين والسبل الكفيلة بدعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين ، بالإضافة إلى بحث المستجدات على الساحات الخليجية والعربية والدولية، وفق "واس".
16 شباط/ فبراير الجاري: عقد العاهل السعودي ، جلسة مباحثات رسمية مع محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات استعرض خلالها آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.
وقالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إن الجانبين اتفقا على أن المرحلة التي تمر بها المنطقة تتطلب التنسيق المكثف والتشاور المستمر في إطار خليجي جامع، يضمن الأمن والاستقرار والازدهار المشترك.
وتناولت المباحثات تطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة، وفي مقدمتها التطورات في اليمن، وسوريا، والعراق، وليبيا، وأهمية تنسيق ودعم الجهود الإقليمية والدولية، وتفعيل العمل المشترك لمواجهة مختلف التحديات وفي مقدمتها مخاطر العنف والتطرف وأعمال التنظيمات الإرهابية المقوضة لدعائم الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وأهمية مواجهتها والتصدي لها بكل "حزم وحسم".
واتفق الجانبان على أن المخاطر والتهديدات التي تواجه المنطقة مشتركة، وأن التعامل معها من خلال التنسيق والتعاون هو السبيل لحفظ المنجزات والمكاسب التي تحققت لدول
الخليج العربية.
وبينت الوكالة الإماراتية أن مباحثات الجانبين تركزت أيضاً حول سبل دعم العلاقات الأخوية المتينة التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية الشقيقة، وآليات تنميتها بما يخدم المصالح المشتركة، إضافة إلى استعراض آخر التطورات والمستجدات في المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
17 شباط/ فبراير الجاري: عقد العاهل السعودي، جلسة مباحثات رسمية، مع تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، حيث جرى خلال الجلسة استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها في شتى المجالات، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع على الساحات الخليجية والعربية والدولية.
وقالت وكالة الأنباء القطرية، إنه تم خلال المباحثات بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية، ذات الاهتمام المشترك، لا سيما آخر تطورات الأوضاع في المنطقة، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول كل ما من شأنه أن يحقق استقرار المنطقة وأمنها.
وجاءت زيارة أمير قطر للسعودية، بعد أسبوع من زيارة الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي، إلى قطر يوم 10 شباط/ فبراير الجاري.
23 شباط/ فبراير الجاري: عقد العاهل السعودي اجتماعاً مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، جرى خلاله استعراض الأوضاع الراهنة في الأراضي الفلسطينية.
وخلال اللقاء، أكد العاهل على "المواقف الثابتة" لبلاده "تجاه القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وتحقيق السلام العادل والدائم لهم"، مهيباً بالمجتمع الدولي أن "ينهضَ بمسؤولياته لتأمين حماية الشعب الفلسطيني من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة"، وفق "واس".
24 شباط/ فبراير الجاري: عقد العاهل السعودي مع نائب رئيس الوزراء العماني فهد بن محمود آل سعيد ، اجتماعاً، جرى خلاله، وفق "واس"، استعراض العلاقات الأخوية وآفاق التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، بالإضافة إلى بحث مجمل الأحداث على الساحات الخليجية والإقليمية والدولية.
25 شباط/ فبراير الجاري: عقد العاهل السعودي جلسة مباحثات رسمية مع نظيره الأردني الملك عبد الله الثاني، تم خلالها بحث أوجه التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات وسبل تعزيزها بما يخدم مصالحهما، كما تم مناقشة مستجدات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط.
وذكرت وكالة الأنباء الأردنية أن "الزعيمان أكدا على ضرورة تكثيف الجهود المبذولة عربياً وإسلامياً لمكافحة خطر الإرهاب والتصدي للتنظيمات المتطرفة، والعمل على نبذ كل ما من شأنه تشويه صورة الإسلام ومبادئه السمحة".
والمملكتان منخرطتان، منذ شهور، في تحالف غربي - عربي، بقيادة الولايات المتحدة، يشن غارات جوية على ما يقول إنها أهداف لتنظيم "داعش" في مناطق يسيطر عليها في الجارتين العراق وسوريا. وترتبط السعودية بحدود مع العراق، فيما يرتبط الأردن، المجاور للسعودية، بحدود مع كل من العراق وسوريا.
28 شباط/ فبراير الجاري: يعتزم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التوجه إلى السعودية، في زيارة رسمية، تستغرق ثلاثة أيام.
وورد في بيان صادر عن المركز الإعلامي للرئاسة التركية، أن زيارة أردوغان تستمر من 28 شباط/ فبراير، وحتى الثاني من آذار / مارس المقبل.
وأفاد البيان أن أردوغان سيلتقي خلال الزيارة، العاهل السعودي، في العاصمة الرياض، حيث من المقرر أن يتضمن اللقاء مباحثات بشأن العلاقات الاستراتيجية "الأخوية المتجذرة تاريخياً" بين البلدين، بحسب وصف البيان، كما سيتبادل الزعيمان وجهات النظر بشأن آخر التطورات الإقليمية والعالمية.
1 آذار / مارس القادم: يعتزم عبد الفتاح السيسي، زيارة السعودية ، في أول زيارة رسمية للمملكة منذ تولي الملك سلمان، مقاليد الحكم.
ووفق بيان للرئاسة المصرية، "يقوم السيسي الأحد المقبل، بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية"، دون الإشارة إلي مدة الزيارة.
وأضاف البيان، أنه "من المقرر أن يلتقي السيسي مع الملك السعودي، والأمير مقرن بن عبدالعزيز، ولي العهد، و الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد ووزير الداخلية".
ونقل البيان عن علاء يوسف، المتحدث باسم الرئاسة، أن الزيارة "تهدف إلى تعزيز ودعم العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين في شتى المجالات السياسية والاقتصادية، في ضوء المواقف المشرفة للمملكة التي ساندت من خلالها الإرادة الحرة للشعب المصري".
وأشار المتحدث إلي أن "الزيارة تعد مناسبة للتباحث بشأن مستجدات الأوضاع ومختلف القضايا الإقليمية في المنطقة، ولاسيما فيما يتعلق بتدهور الأوضاع في اليمن وضرورة تداركها تلافياً لآثارها السلبية على أمن منطقة الخليج العربي، والبحر الأحمر".
وأضاف المتحدث أن "الرئيس يولي اهتماماً خاصاً للتواصل والتنسيق المشترك بين البلدين على الأصعدة كافة، في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الأمة العربية وسعي بعض الأطراف والجماعات المتطرفة، لاستغلال الفراغ الذي خلفه الاقتتال الداخلي وحالة الضعف في بعض الدول للتوسع والإضرار باستقرار ومستقبل شعوب المنطقة".