منعت السلطات الأمنية
التونسية، محمد عبد الوهاب رفيقي المعروف بـ"أبي حفص"، نائب أمين عام حزب النهضة والفضيلة
المغربي المعارض، وأحد شيوخ السلفية الجهادية السابقين المفرج عنهم في إطار عفو ملكي، من دخول تونس، للمشاركة في ندوة يعقدها معهد "كارينغي" حول
الإرهاب وطرق مواجهته، تحتضنها تونس هذه الأيام.
وأصدر محمد عبد الوهاب رفيقي، أبو حفص، بياناً الجمعة حصلت "
عربي21" على نسخة منه، أعلن فيه أن "الشرطة التونسية تمنعني من دخول تونس وتضعني في لائحة الإرهاب"، مضيفاً: "رغم حالتي المرضية السيئة بسبب حادثة اختناق الغاز، إلا أنني أصررت على تلبية دعوة معهد كارنيغي لندوة يقيمها بتونس، وكان مقرراً مشاركتي فيها بتدخل حول تجربتي الشخصية وتجربة الانخراط في العمل السياسي عند مجموعة من المعتقلين السابقين".
وأرجع أبو حفص رفيقي، في تصريح لـ"
عربي21"، سبب منعه من زيارة تونس "إلى حالة التشدد الأمني والفوضى الأمنية، لم تكن كما هي عليه اليوم"، موضحاً أن "أجهزة الحكم الحالية لديها اضطراب وعدم تحكم في المعطيات الأمنية، ربما بسبب الأحداث الإرهابية التي عرفتها تونس في الفترة الأخيرة".
وتابع محاولاً فهم منعه من دخول تونس لأول مرة، منذ اندلاع الثورة التونسية، قبل أربع سنوات: "ربما أن مرحلة الانتقال إلى الحكم الجديد قد تستدعي هذا النوع من التعامل، لكن هذا كله يبقى احتمالات بالنسبة لي لا أكثر، فأنا لا أستطيع الجزم لأني لم أطلع على خلفيات القرار".
وشدد على أن "الشيء الوحيد الأكيد هو أنني منعت من دخول تونس لأول مرة بعد مغادرة
حركة النهضة الحكم في تونس، فلقد سبق لي ودخلت تونس مرتين قبل هذا المنع".
وعن موقف السفير التونسي، قال أبو حفص: "وخوفاً من حصول أي عرقلة عند ولوج تونس كما حدث مرة سابقة، قمت برفقة الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة، محمد خليدي، بزيارة سفير دولة تونس بالرباط، الذي طمأننا على إمكانية السفر وعلى معرفته بمواقفي واختياراتي".
وأفاد أن "سفير تونس بالرباط شدد على أن أوضاع تونس متوترة أمنياً، لكنه أكد لي أن لا شيء يمنعني من زيارة تونس، وأضاف أنه سيرسل تقريراً في الموضوع إلى سلطات بلاده، وطمأنني على أن الأمور ستكون بخير، وحتى في حالة وقوع طارئ أعطاني رقمه الشخصي للاتصال به".
وقال: "لقد تبين لي أن هناك أجهزة مختلفة تدخلت في الأمر، ولم يكن هناك طرف واحد يدبر الموضوع الأمني والموضوع السياسي، ولذلك أسجل أن موقف السفير كان مسانداً واستقبلنا أحسن استقبال وهو الذي شجعني على السفر".
نائب أمين عام حزب النهضة والفضيلة، أوضح أنه بعد أول اتصال بالسفير قال بأنه سيدبر الأمر خلال مدة وجيزة جداً، لكن لما حاولت تجديد الاتصال به أغلق هاتفه، مما يعني أن الأمر أكبر منه".
وأوضح أبو حفص في بيانه، "وبعد ليلة دون نوم بسبب المرض اتجهت فجراً لتونس، وعند ولوجي نقطة الحدود سلم الشرطي جوازي لأحد المسؤولين الذي طلب مني الانتظار، وبعد مدة طويلة، جاء ليخبرني بأن هناك تشابهاً بين اسمي واسم أحد الموضوعين على لائحة الإرهاب، وأنه على اتصال مع الداخلية لحل الموضوع".
وتابع: "بعد طول انتظار يطلب مني مرافقة أحد المسؤولين لمكتب الشرطة، لأخضع لتحقيق مطول عرضت فيه حيثيات زيارتي وزياراتي السابقة ومشاركتي في برامج إذاعية وتلفزية وندوات علمية وفكرية، ومساهماتي في مواجهة التطرف والإرهاب، وعلاقتي بعدد من المفكرين والفاعلين بتونس".
وتابع أبو حفص "لقد طلب مني الانتظار مرة أخرى، وبعد ساعات حضر المسؤول ليخبرني أنني -للأسف- أنا المقصود بالمنع من دخول تونس، والموضوع على لائحة الإرهاب، وأنه سيتم احتجازي لحين إرجاعي إلى المغرب".
وروى القيادي المعارض، تفاصيل اعتقاله، قائلاً "وهكذا تم اقتيادي إلى غرفة أخرى في حالة من الإنهاك والتعب، وأمضيت بها يوماً كاملاً على كرسي دون نوم أو أكل، حاولت فيها الاتصال بسفير تونس بالمغرب فامتنع عن الإجابة على كل الاتصالات الواردة عليه".
وسجل و"بعدها تم اقتيادي برفقة بعض المهاجرين السريين الأفارقة محروماً من جوازي في مؤخرة الطائرة، في ظروف سيئة، زادت من تدهور حالتي الصحية وتضاعف تداعياتها، ويتم تسليمي للشرطة المغربية التي عاملتني بإكرام واستقبلتني أحسن استقبال، لأعود لبيتي في حالة صحية سيئة".
ويشار إلى أن محمد عبد الوهاب رفيقي "أبو حفص" اعتقل على خلفية أحداث 2003 الإرهابية وأدين بالسجن لمدة 30 سنة لتخفف إلى 25 سنة، قبل أن يتزعم حركة مراجعات فكرية من داخل السجون، وأفرج عنه بعفو ملكي سنة 2012، ليلتحق عاماً بعد ذلك بحزب النهضة والفضيلة المعارض، ويصبح نائب أمينه العام.