استقال السفير الأردني، منذر الخصاونة، بعدما وجه انتقادات في صفحته على "فيسبوك" الأربعاء، مستخدما عبارات تكررت في خطاب العاهل الأردني، هاجم فيها وزير الخارجية ناصر جودة، متهما إياه بأنه "يميز بين أبناء الوطن، وأنه يتعسف باستخدام الصلاحيات".
وعرضت وزارة الخارجية السفير للتحقيق والمساءلة، ورأت في ما كتبه "خروجا على آداب الوظيفة"، ما دفعه لتقديم استقالته من منصبه.
وجاءت انتقادات الخصاونة بعد ساعات من خطاب الملك عبد الله الثاني، الذي كرر فيه عبارة "ارفع رأسك".
وعلّق السفير بالقول: "ارفع راسك فوق عندما يتساوى الأردنيون في الحقوق والواجبات. ارفع راسك فووق عندما تسود العدالة وتتكافأ الفرص للجميع. ارفع راسك فوق عندما تتجرأ وتقول للكاذب المنافق كذاب بعينك، ولا تحاسب صاحب سلطة. ارفع راسك فووق عندما يميز وزير الخارجية ناصر جودة بين أبناء الوطن في وزارته، ويمنح هذا ويمنع ذاك على أسس واهية. ارفع راسك فوق عندما يكافأ معاليه ويصبح نائب رئيس وزراء".
وقال الخصاونة إن ما كتبه يأتي "بعد عدة سنوات على تولي جودة أمانة مسؤولية وزارة الخارجية، ومعايشتي نتائج قراراتكم الإدارية التي تجاوزتني إلى من هم أقل رتبة وأحدث خدمة، ولا يفضلوني إلا باعتبارات شخصية لديكم، والأمثلة على ذلك كثيرة، وما يمنعني من ذكر الأسماء سوى ما يقتضيه الأدب وحقوق الزمالة".
وأوضح خصاونة في منشوره أنه قابل جودة وعرض عليه "مظلمته" أكثر من مرة، ولكن رده "كان دائما عبارة عن وعود لم يوفيها أبدا".
واتهم جودة بأنه "لا يحترم أبناء الوطن ويميز بينهم بالباطل، ويتعسف باستعمال الصلاحيات الممنوحة له، ويتعامل معهم باستعلاء، واستخفاف، بعيدا عن العدالة والنزاهة والإخلاص، التي أقسمت على الحفاظ عليها وتوخيها في إدارته"، على حد قوله.
وأثارت كتابات الخصاونة انزعاج الوزير وأركان الوزارة، التي استدعته وطلبت منه تقديم تفسيرات لما كتبه، بعد اتهامه بـ"الخروج عن آداب الوظيفة، وغياب المسؤولية".
يذكر أن جودة سجل فترات قياسية وزيرا للخارجية في حكومات متعاقبة.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يوجه فيها سفراء انتقادات لوزير الخارجية
ناصر جودة، الذي تسلم حقيبة الخارجية منذ عام 2008.
فقد شن السفير موفق العجلوني هجوما لاذعا على جودة نهاية العام الماضي.
واتهم العجلوني جودة بالإساءة لحقوق الإنسان، وإهمال السفراء في الخارج، وعدم الأخذ بتقارير السفراء الأمنية والسياسية.
وقال السفير في رسالة بعث بها لرئيس الحكومة الأردنية إن جودة "كان يتخذ قراراته بناء على نصائح سفراء دول أجنبية، الأمر الذي أوقع الأردن في حرج وأضر بالمصالح الأردنية وبسمعة الأردن الإقليمية والدولية.. استغلال سمعة ودور جلالة الملك لمصالحه الشخصية".
وطالب العجلوني بعزل جودة وتقديمه للمحاكمة، مشيرا إلى أن "هناك سفراء من خارج وزارة الخارجية عينوا سفراء ومدراء مكاتب لعلاقاتهم الشخصية بـ جودة من حيث القربى والنسب والمصالح الشخصية لا مصلحة الوطن".