ما إن تحل عطلة نهاية الأسبوع، حتى يهرب الخبير العقاري محمد إقسان من غابة الأسمنت في
دبي باتجاه
الصحراء بحثا عن
الهدوء والصفاء، بعيدا عن زحمة الحياة في مدينة أصبحت عاصمة إقليمية للمال والأعمال.
وتطغى ناطحات السحاب على الأفق في
المدينة الساحلية، ويعلوها برج خليفة الأطول في العالم، إلا أن الصحراء بفضائها الشاسع لا تبعد كثيرا.
وفيما ينجذب السياح إلى الفخامة المترفة للمراكز التجارية والفنادق الكبرى، يفضل الكثير من الأجانب المقيمين في الإمارة هدوء الصحراء لتمضية أوقات فراغهم.
وقال إقسان لوكالة فرانس برس، في مخيم بالقرب من واحة سويحان "إن سحر الصحراء لا يقاوم".
للوصول إلى الصحراء، يلتحق محمد إقسان بمجموعة من السيارات الرباعية الدفع، الضرورية للقيادة في الرمال الناعمة.
وبعد الرحلة الممتعة صعودا ونزولا على الكثبان الرملية، يصل الموكب إلى نقطة مرتفعة توفر إطلالة ساحرة، في ظل هدوء شبه مطلق ومشهد يتعارض تماما مع الحياة الصاخبة لمدينة دبي.
إلا أن المغامرة في الصحراء لا بد أن تترافق مع بعض التدابير الاحترازية.
فما أن تغادر سيارات الدفع الرباعي الطرقات المعبدة، حتى يجتمع المشاركون في الرحلة الصحراوية لتبادل الآراء وتنسيق الرحلة.
ويتم اختيار موقع كل مركبة في الموكب، كما أنه يتم خفض ضغط الهواء داخل العجلات إلى النصف لتحسين الآداء على الرمال، ويتم التأكيد على استخدام أحزمة السلامة.
وإذا ما علقت إحدى السيارات في الرمال، تأتي السيارات الأخرى لمساعدتها بإزالة الرمال من حول العجلات أو بسحبها بالحبال بواسطة سيارة أخرى.
ولا يثني هذا الأمر هواة القيادة في الصحراء، بل إنهم يعتبرونه جزءا من متعة الرحلة.
وقال المهندس الأمريكي العامل في مجال الطيران إنتوني ألان لوكالة فرانس برس، إن
الرحلات إلى الصحراء "تشكل فرصة للهروب من صخب المدينة وازدحام الطرقات.. إنها مكان رائع".
أما الأوكرانية ليودميلا بيختينا المعتادة على البرد القارس في بلادها، فرأت أن درجات الحرارة هنا ممتازة بكل بساطة.
وقالت بينما كان نسيم الصحراء البارد ينساب بلطف عبر المخيم إن "الطقس جميل جدا.. كما أنه يمكننا أن نرى النجوم" في وقت تحجب فيه غمامة من الغبار والرطوبة المقرونة بالإشعاع الضوئي القوي، نور النجوم الخافت في دبي.
وتقدم شركات سياحية كثيرة خدمة التجول في الصحراء مع الاستمتاع بالكثبان الرملية على متن سيارات رباعية الدفع، إلا أن عشاق الصحراء الحقيقيين يفضلون أن يخوضوا المغامرة بأنفسهم ويستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم رحلاتهم.