سياسة عربية

خسائر كبيرة للقوات العراقية و70% من تكريت بيد "الدولة"

مؤشرات على توقف هجوم المليشيات لاستعادة مدينة تكريت - تويتر
ظهرت مؤشرات على توقف الهجوم الذي تشنه المليشيات بمشاركة القوات العراقية لاستعادة مدينة تكريت العراقية الجمعة، بعد يومين من توغل المليشيات الشيعية في مسقط رأس الرئيس الراحل صدام حسين.

فبعد عدة أسابيع من القتال في المدينة التي تقطنها غالبية سنية، كشف قائد أحد ألوية المتطوعين الشيعة التي تقاتل بجانب الجيش العراقي لـ"بي بي سي"، أن مقاتلي تنظيم الدولة ما زالوا يسيطرون على 70 في المئة من مركز مدينة تكريت.

ونشر تنظيم الدولة القناصة، وملأ الشوارع بالألغام البدائية الصنع، فضلا عن تفخيخ المباني.

وقالت مصادر إعلامية محسوبة على التنظيم، إن مواجهات عنيفة جرت على أطراف مدينة تكريت، التي تحاول القوات العراقية ومليشيات الحشد الشعبي دخولها من جهة الديوم غربي المدينة، مؤكدة أن جميع محاولات التوغل في تكريت باءت بالفشل، وأن المدينة لا تزال تحت سيطرة مقاتلي "الدولة".

مليشيات شيعية تطالب بالتعزيزات

وقال مصدر في قيادة عمليات صلاح الدين لـ"رويترز" إن القوات العراقية لن تتقدم حتى تصل التعزيزات إلى تكريت التي لا يزال تنظيم الدولة يسيطر على نصفها تقريبا.

ويبدو أن قوات موالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر والتي تعرف باسم "كتائب السلام" تتهيأ للانضمام إلى الهجوم الحكومي. وقال مصدر في مكتب الصدر إن زهاء 1500 مقاتل وصلوا إلى مدينة سامراء الشيعية المقدسة إلى الجنوب من تكريت.

وجاء نشر هذه القوات بعد أيام من إعلان الصدر عن "رفع التجميد" عن مشاركة قواته في المعارك ضد المسلحين.

وقال هادي العامري قائد منظمة بدر الشيعية، الذي يعد حاليًا من أكثر الشخصيات نفوذًا في العراق، إن نتيجة المعركة في تكريت ليست محل شك، لكن القوات العراقية في حاجة إلى الوقت.

وأضاف العامري للتلفزيون العراقي من على الجبهة في تكريت، أن مقاتليه ليسوا في عجلة من أمرهم، لكن لديهم خطة يتبعونها. وقال إن المعركة قد تتأجل يومين أو ثلاثة أو أربعة، لكنهم سيحتفلون بتحرير تكريت من "العدو".

وتضم القوات العراقية التي تقاتل حوالي 20 ألفا من المتطوعين الشيعة ثلاثة آلاف من أفراد الجيش العراقي، في مؤشر يوضح أن الجيش يتبع المليشيا وليس العكس.

وقال خالد العبيدي، وزير الدفاع العراقي، إن استعادة تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، قد تكون نقطة تحول في القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".

ووصف المدينة بأنها نقطة انطلاق إلى الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم بما في ذلك الموصل، ثانية كبريات المدن العراقية.




أصابع إيران في العراق

وتعتبر مشاركة إيران التي تدعم بعض الجماعات المسلحة الشيعية التي تتصدر الحملة وتلعب دورا مباشرا أيضا، مصدر قلق لدى بعض السنة في العراق وبالمنطقة أيضا.

وشوهد قاسم سليماني القيادي بالحرس الثوري الإيراني، في ساحة المعركة وهو يشرف على هجوم تكريت الذي تلعب فيه الجماعات المسلحة الشيعية دورا كبيرا منذ انهيار الجيش النظامي في حزيران/ يونيو الماضي.

وكان مقاتلو الدولة اجتاحوا تكريت في حزيران/ يونيو الماضي، في هجوم خاطف توقف على مسافة قريبة من بغداد. ومنذ ذلك الحين، فقد استخدم رجال التنظيم مجمع القصور الرئاسية الذي بني في تكريت في عهد صدام مقرا لهم.

ولا يزال التنظيم يسيطر على المجمع الرئاسي وعلى ثلاث مناطق أخرى على الأقل بوسط تكريت حتى الجمعة.

وهاجمت القوات الخاصة العراقية كلية الطب في جنوب تكريت فجر الجمعة، لكن المسلحين تمكنوا من صدهم وقتلوا ثلاثة جنود. ولقي ستة أشخاص حتفهم عندما صدمت سيارة همفي محملة بالمتفجرات موقعا للقوات العراقية إلى الغرب من المدينة.



توعد من "الدولة"

وقال المتحدث باسم تنظيم الدولة أبو محمد العدناني، في تسجيل صوتي نشر الخميس، إن "الدولة الإسلامية ثابتة.. ولا زال صرحها يعلو وتزداد قوة وصلابة يوما بعد يوم، وما زالت منتصرة وما الانتصارات التي يتحدث عنها الصليبيون والروافض في فضائياتهم ويهولونها سوى انتصارات وهمية مزيفة لا وجود لها، ولا تعدو سوى استرجاع بعض المناطق والقرى في حرب كرّ وفرّ".

وحذر العدناني أتباعه من خطر الشيعة قائلا: "يا أهل السنة في العراق والجزيرة واليمن قد طالما حذرناكم من الروافض الأنجاس.. فها هم اليوم كشروا عن أنيابهم وقد أعلنوا عن إمبراطوريتهم بكل صراحة وعاصمتها بغداد".

وأضاف أن "الروافض قد دخلوا مرحلة جديدة في حربهم على أهل السنة، فقد باتوا يظنون أن يأخذوا مناطق أهل السنة والسيطرة عليها... لقد جاء الروافض يا أهل السنة ليأخذوا بيوتكم وأموالكم. لقد جاءوا لقتل رجالكم وسبي نسائكم".