قال المركز
الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" إن عام 2014 يعد الأسوأ والأكثر دموية فيما يتعلق بالانتهاكات
الإسرائيلية المرتكبة بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في الضفة وقطاع غزة.
وقال رئيس مجلس إدارة "مدى" غازي حنانيا، خلال مؤتمر صحفي عقده المركز في رام الله الأحد استعرض خلاله تقريره السنوي حول واقع الإعلام والحريات الإعلامية في فلسطين لعام 2014، إن "عام 2014 هو الأسوأ على الصحفيين والحريات الإعلامية في فلسطين، من حيث نوعية ودرجة العنف الذي تعرضوا له، ومن حيث عدد الجرائم والانتهاكات التي ارتفعت بوتيرة قياسية وغير مسبوقة"، مشيرا إلى استشهاد 17 صحفيا أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأضاف أن
الاحتلال ارتكب 351 جريمة وانتهاكا، 239 في الضفة الغربية بما فيها القدس، و112 في قطاع غزة.
واعتبر حنانيا أن "جرائم قتل 17 صحفيا وعاملا في الإعلام من قبل قوات الاحتلال تصدرت جملة الجرائم والانتهاكات التي تعرضت لها الحريات الإعلامية في فلسطين"، حيث سجل ارتفاع بلغت نسبته 132 في المائة على عدد الانتهاكات والاعتداءات التي تم رصدها وتوثيقها عام 2014 مقارنة بالعام 2013 الذي سبقه.
وأشار حنانيا إلى أن "عدد شهداء
الصحافة الذين قتلوا خلال العام 2014 في فلسطين، يمثل 77 في المائة من مجمل اعداد شهداء الصحافة الذي سقطوا طوال الـ14 عاما ونصف التي سبقت ذلك (منذ عام 2000) ما يظهر أن الاحتلال وحكوماته المتعاقبة وجدت تشجيعا غير مباشر لقمع الصحافة والصحفيين في فلسطين.
وأشار مدير عام مركز "مدى" موسى الريماوي، إلى أن انتهاكات الاحتلال جاءت ضمن 15 نوعا، يندرج القسم الأكبر منها ضمن الاعتداءات والجرائم الجسيمة كالقتل، والاعتداءات الجسدية والإصابة، وقصف وتدمير مؤسسات إعلامية، وقصف وتدمير منازل صحفيين، والاعتقال، واستخدام صحفيين كدروع بشرية، موضحا أن عدد الاعتداءات الجسدية التي ارتكبها الاحتلال عام 2014 ارتفع بأكثر من 201 في المائة مقارنة بالعام الذي سبقه.
وذكر أن الانتهاكات الفلسطينية للحريات الإعلامية شهدت خلال العام 2014 ارتفاعا ليس بسيطاً مقارنة بالعام 2013 الذي سبقه، وقفزت من 78 انتهاكا واعتداء إلى 114 انتهاكا، أي بزيادة تبلغ نسبتها 46 في المائة، مشيرا إلى أن "معظم الانتهاكات الفلسطينية للحريات الإعلامية بالضفة الغربية وقطاع غزة تركزت ضمن أربعة أشكال منها؛ الاعتداءات، والاستدعاء والتحقيق، والتهديد والمنع من التغطية، والاعتقالات".
وأعرب "مدى" عن إدانته لكافة الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية في فلسطين، مؤكدا على ضرورة العمل على ملاحقة ومحاسبة مرتكبي جميع هذه الانتهاكات، وفي المقدمة منها جرائم القتل التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي وطالت 17 صحفيا وعاملا في الإعلام، ووضع حد لإفلات مرتكبي هذه الجرائم وغيرها من العقاب، وتقديمهم للعدالة كمدخل ومفتاح لكبح الاعتداءات المتصاعدة ضد الحريات الإعلامية في فلسطين.
ودعا المركز الحكومات الغربية والمنظمات الدولية المختلفة لممارسة ضغط حقيقي على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإجبارها على الالتزام بالمواثيق الدولية التي تكفل حرية الصحافة والتعبير ووقف اعتداءاتها وجرائمها.