أفاد مصدر من داخل مدينة
إدلب (شمال غرب
سوريا) الخاضعة لسيطرة النظام السوري؛ أن النظام استقدم إلى داخل المدينة، في الأسبوع الأخير، عددا كبيرا من عناصر حزب الله والميليشيات الشيعية والإيرانية التي تقاتل في سوريا، رغم أن المدينة لا تزال تحت سيطرة النظام منذ بداية الثورة وحتى الآن.
وأكد المصدر لـ"عربي21" أن هذه هي المرة الأولى التي يستعين بها النظام بعناصر من
الميليشيات الشيعية داخل مدينة إدلب، حيث إن المدينة يسيطر عليها النظام بقوة، وفيها من التحصينات والجند والترسانة العسكرية ما يغني النظام عن استقدام عناصر جدد. إضافة إلى ذلك، فإن عدداً كبيراً من أبناء المدينة الذين تجندوا في صفوف النظام، كما أن عدداً كبيراً من "الشبيحة"، فروا من مناطق ريف إدلب بعد سيطرة الثوار عليها إلى داخل مدينة إدلب.
وأوضح المصدر أن "هذا الأمر زرع الشك والريبة في نفوس العديد من أبناء المدينة، وأوصلهم إلى حالة من الخوف والهلع، وخاصة العائلات التي لها ارتباط مع الثورة ويقاتل أبناؤها في صفوف الثوار والجيش الحر، فعمد العديد منهم إلى مغادرة المدينة في بداية الأمر".
وأضاف المصدر لـ"عربي21": "لكن ما لبث النظام أن قطع إلى الطرق والمداخل المؤدية إلى المدينة وأغلقها بشكل كامل، ومنع الناس من مغادرة المدينة تحت أي ظرف كان، الأمر الذي زاد من توتر الناس"، مشيراً إلى أنه "لم يستطع أحد حتى الآن معرفة السبب الذي دفع النظام لمثل هذا العمل (استقدام الميليشيات)".
وختم المصدر بأن معلومات تتحدث عن أن النظام يعمل على نقل بنك الدم والهجرة والجوازات والعديد من الإدارات التابعة له من مدينة إدلب إلى مدينة جسر الشغور، في ريف المحافظة، في خطوة قد يكون الهدف منها انسحاب النظام بشكل كامل من مدينة إدلب خشية من عملية عسكرية جديدة يقوم بها الثوار، تؤدي إلى السيطرة على المدينة آخر معاقل النظام في المنطقة، وبالتالي وقوع كل المؤسسات والموارد المادية في يدهم.
من جهته، يرى صالح، وهو أحد أبناء مدينة إدلب، أنه على الرغم من وجود الناس في المدينة، إلا أنهم لا يثقون بالنظام بأي شكل من الأشكال، لكن حرص النظام بالفترات السابقة على أن تبقى له "حاضنة شعبية" يحمي نفسه من خلالها، كان سبباً في عدم تعرضه لأهالي المدينة بشكل عام، باستثناء الانتهاكات القليلة التي لا زالت تتكرر حتى الآن.
ويضيف صالح في حديثه لـ"عربي21: "لكن استقدام الميليشيات الشيعية التي أتت من أجل الذبح والحرق، وانتهاك الأعراض والقتل الممنهج الذي لا يميز بين كبير ولا صغير، ولا سيما بعد المجازر والمذابح التي لا تزال تقوم بها هذه الميليشيات بحق الشعب السوري، بما فيه النساء والأطفال والشيوخ بطريقة وحشية، لم يُر لها مثيل حتى الآن، جعل الناس تتخوف من قيامهم بجرائم مماثلة داخل المدينة"، حسب قوله.
ويشار إلى أن قريتي الفوعة وكفريا اللتين تقعان على تخوم مدينة إدلب من الجهة الشمالية، والخاضعتين لسيطرة النظام، قد دخلتهما الميليشيات الشيعية منذ بداية العمل العسكري في محافظة إدلب، بعد أن بدأ الثوار بتحرير مناطق كبيرة من ريف المحافظة. ولا تزال البلدتان حتى اليوم معقلاً للميليشيات الشيعية التي ما برحت تستهدف المدن والقرى المجاورة.