شنَّت قوات النظام السوري خلال الأسابيع الأخيرة حملة اعتقالات واسعة، طالت الشبان الذين يمرون عبر الحواجز العسكرية التابعة لها وتقطّع أوصال الريف الدمشقي الغربي، بهدف تشغيلهم لمدة ساعات متواصلة في حفر
الأنفاق باتجاه المناطق التي يسيطر عليها الثوار.
وتجري الاعتقالات خصوصاً على حواجز مدينة الكسوة، أكبر معاقل النظام في
الغوطة الغربية.
وقال الناشط الإعلامي أحمد لـ"عربي21" إنّ حملة اعتقالات كبيرة، طالت عشرات الشبان في المنطقة، جميعهم من طلاب الجامعات، والموظفين في الدوائر الحكومية، وعمال العاصمة
السورية دمشق من المضطرين إلى الخروج والدخول يومياً عبر الحواجز العسكرية، .
ويوضح أحمد، وهو من سكان إحدى مدن الغوطة الغربية، أنه تمّ تسخيرهم للعمل الإجباري في تعبئة أكياس الرمل لتجهيز سواتر لعناصر حواجز قوات النظام، وحفر الأنفاق على أطراف مدينة الكسوة، وفي محيط القرى التي يسطر عليها الثوار، مثل محيط مدينة
داريا ومعضمية الشام.
ويأتي اعتقال الشبان من عناصر المخابرات الجوية التي تتنقل بين الحواجز العسكرية، عبر دوريات منظمة، مجهزة بسيارات خاصة بالاعتقالات، ليتم نقلهم إلى أماكن الحفر، التي تتطلب مجهوداً ويداً عاملة، حيث يعملون هناك بشكل إجباري ودون أي مقابل.
ويُعد حاجز "الكبري" على مدخل مدينة الكسوة، أكبر ثكنة عسكرية للنظام في الغوطة الغربية، ويُعرف بأنه أخطر حاجز يهدد الشبان بالاعتقال، أو التشغيل في أعمال السخرة، ويقسم إلى ثـلاث نقاط عسـكرية، تضم حوالي المـئة عسـكري، بينهم عناصر المخابرات.
يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه مصدر في الفصائل المقاتلة من داخل مدينة معضمية الشام، بالريف الغربي للعاصمة دمشق، بأنهم كشفوا عن تجهيز قوات النظام عشرات الأنفاق أسفل المدينة من جهاتها الأربع، والمخصصة للأفراد والآليات الثقيلة، وتصل إلى نقاط كانوا قد عجزوا عن دخلوها خلال المعارك التي جرت سابقاً، وقبل توقيع اتفاق الهدنة.
وأضاف المصدر لـ"عربي21": "خلال تمركزنا على أطراف المدينة بشكل دوري على مدار الساعة، سمعنا كثيراً في الشهور الخمسة الأخيرة أصوات حفريات تحت الأرض، لنتأكد بعدها من قيام عناصر الفرقة الرابعة واللجان الشعبية بتجهيز أنفاق للمشاة في الجهة الشرقية والجنوبية الشرقية من المدينة، بطول بات يشارف على 200 متر، من وجود اللجان الشعبية في الحي الشرقي الموالي للنظام".
وقد تجاوزت الحفريات في بلدات الغوطة الغربية نقاط تمركز الثوار، بحسب مصادر مطلعة، وتتجه نحو الأحياء السكنية، إلى مراكز سيطرة المقاتلين ووجود المدنيين.