كاهن فلسطيني يعالج المرضى مجانا بـ"الطب الشعبي" (فيديو)
القدس المحتلة - الأناضول29-Mar-1511:13 AM
شارك
شاهين تعلم مهنة الطب الشعبي من والده - الأناضول
يمضي الكاهن الفلسطينينيقولا شاهين (62 عاما) يومه بين عمله كاهنا لكنيسة الروم الأرثوذكس ببلدة عين عريك غربي رام الله وسط الضفة الغربية، وممارسة مهنة الطب الشعبي، الذي بات يعرف بها بشكل واسع في الضفة الغربية والقرى والبلدات العربية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
شاهين تعلم مهنة الطب الشعبي من والده، ويقول إنه "الخامس" في عائلته الذي يمارس الطب الشعبي، معتبرا نفسه "خادما للناس"، كما أنه يعالج مرضاه مجانا، على غرار أسلافه.
وبينما يعالج مريضا مستلقيا على سرير بغرفة خاصة اقتطعها شاهين من منزله الواقع ببلدة عين عريك التي يسكنها مسلمون ومسيحيون، إلى الغرب من رام الله، يقول الكاهن الفلسطيني لمراسل الأناضول: "وهبنا الله هذه المهنة لخدمة الناس، والتخفيف عنهم".
ويعالج شاهين أمراضا عديدة، منها الديسك (آلام العمود الفقري) وآلام المعدة والقولون وحالات السرطان، ويعتمد في تشخيص المرض على خبرته التي اكتسبها، مستعينا بتحاليل طبية وصور أشعة، حيث يوضح قائلا: "أمزج الطب الحديث بالطب الشعبي، وأستخدم طرقا شعبية للعلاج كالكي بالنار والمساج الطبيعي، والأعشاب".
يمسك الكاهن بيده مادة خاصة يضعها على ركبة مريضه حسن تيسير (29 عاما)، ويضيف: "تبين لي أن صابونه ركبته تعاني من انفصال (ابتعاد)، نتيجة الإرهاق والتعب، وبالكي يتم بإذن الله لحامها (جمعها)، ويشفى".
ويواصل الكاهن عمله، مبتسما وهو يتابع قائلا، إن "كل مريض يأتي هنا يشفى ويعود مرة أخرى ليقدم الشكر لي، أو لإحضار مريض آخر".
وتحمل ذاكرة الكاهن الفلسطيني مئات القصص والحكايات عن مرضاه، فيروي أنه "ذات مرة حضر مريض أصيب بالعمى إثر انفجار لغم. قمت بمعالجته بواسطة خلطة كنت تعلمتها من والدي، فخرج مبصرا".
زوار عيادة الكاهن هم من المسلمين والمسيحيين من مختلف محافظات الضفة الغربية، والقرى والبلدات العربية في فلسطين المحتلة.
ويعامل الكاهن مرضاه سواسية، لا يفرق بين مسيحي ومسلم، ويرفض الكشف على السيدات، لكنه يقدم لهن العلاج بناء على وصفهن للمرض.
ويقدم الكاهن نصائح لمرضاه مرتبطة بالطعام الصحي والراحة اليومية، قائلا: "الجسد بحاجة إلى أنواع من الشراب والطعام التي تريحه من تعبه وكده طوال اليوم، وغالبية أمراض المفاصل والديسك تنتج عن الجهد اليومي".
ويأمل الطبيب في توريث مهنته لأبنائه قائلا: "أنا الخامس في عائلتي أمارس الطب الشعبي، مجانا، وآمل في تعليمها لأبنائي".
في صباح كل يوم يعمل الكاهن راعيا بكنيسة عين عريك، كما أنه يعمل مدرسا في مدرسة سان جورج للروم الأرثوذكس بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، بينما يتحول بعد منتصف اليوم إلى طبيب.
ويقول تيسير الذي حضر من بلدة حوارة القريبة من مدينة نابلس (شمال الضفة الغربية): "منذ عدة أشهر وأعاني من ألم في الركبة، كنت أظنها قد كسرت، تناولت أنواع مختلفة من الأدوية، ووصفات طبية، دون جدوى".
ويضيف: "كنت أنوي إجراء عملية جراحية في ركبتي، ولكن اليوم أنا هنا للعلاج بالطب الشعبي".
ويقول تيسير، إنه بعد إجراء عملية كي بالنار بعيادة الكاهن نيقولا شاهين: "أشعر أن جزءا من الألم زال فورا".
وعقب يومين من تلقيه العلاج في عيادة نيقولا شاهين أجرت الأناضول اتصالا هاتفيا مع ذات الشاب الذي يقول حينها: "بت لا أشعر بأي ألم".
سامح نصار (34 عاما)، يقول بعد إجراء عملية كي إثر إصابته بمرض "الديسك": "منذ نحو العامين وألم الديسك يصاحبني، لم أجد له علاجا فعالا، وقبل نحو الشهر وصلت للكاهن نيقولا حيث قام بمعالجتي بطريقة الكي بالنار".
ويضيف الرجل: "منذ ذلك الحين بدأ الألم بالانحسار، وبت لا أشعر به نهائيا".
نصار، وهو عامل بناء، يبتسم وهو يقول: "أرشدت ثلاثة من أصدقائي مصابين بأمراض مختلفة للعلاج على يد الكاهن شاهين".