اختتمت الجمعة أعمال المهرجان الدولي لبلدان البحر الأبيض المتوسط الذي ينعقد في مدينة تطوان (شمال
المغرب)، والذي سيعلن عن نتائجه في
حفل جماهيري مساء اليوم السبت.
وكانت
تركيا قد افتتحت المسابقة الرسمية يوم الأحد الماضي بفيلم "
سيفاكس"، لتكون تركيا حاضرة إذن بفيلمين في المسابقة الرسمية، حيث إنها فتحت باب المسابقة وأغلقته.
وغاب الفيلم التركي القصير من مسابقة الأفلام القصيرة في هذه الدورة؛ فآخر فيلم شاهده الجمهور بمدينة تطوان وبالضبط في القاعة الرسمية المخصصة لأفلام المسابقة، هو الفيلم التركي "اتبع صوتي" للمخرج حسين كرابي، ابن مدينة إسطنبول وصاحب مجموعة أفلام أثارت الانتباه إليه لأسلوبه في الحكي السينمائي المتفرد الذي يجمع فيه بين الأسطورة والحاضر وأفق المستقبل.
يحكي فيلم "اتبع صوتي" رحلة الطفلة "جيهان" يتيمة الأم التي تبحث عن أبيها المعتقل لتحريره، وتقوم بهذه الرحلة بصحبة جدتها. ووالدها تم اعتقاله بسبب أنشطته السياسية مع عدد من رجال وشباب قريته.
ومن خلالهما نكتشف كثيرا من تفاصيل الحياة في تركيا والعلاقات البشرية وأنماطها، خاصة في منطقة الأكراد، وهي رحلة ذاتية وجماعية وثقافية في آن واحد في بلد متعدد ومختلف.
الفيلم من إنتاج سنة 2014 ومدته ساعة و41 دقيقة، وقد أبدع مدير التصوير في ربط الفضاءات الغنية طبيعيا بالشخصيتين الرئيستين (الطفلة والجدة). وأضافت الموسيقى إيقاعها الدرامي لتبين لنا مدى عزلة الطفلة والجدة وتحمّلهما معا صعوبات كبيرة.
وإذا كان جزء من الجمهور قد استحسن الفيلم وتعاطف معه واعتبره واحدا من أهم الأفلام المدرجة في المسابقة الرسمية، ويرشحه البعض لنيل بعض الجوائز، فإن جزءا آخر وجد صعوبة في التعامل معه والغوص فيه نظرا لأسلوبه الذي لم يعتده.
الصحفي يوسف الإدريسي يقول إنه يجد مثل هذه الأفلام التركية كبيرة الشبه بالأفلام الإيرانية في أسلوبها وطريقة تناولها للمواضيع وأنها تلتجئ إلى الأطفال لمراوغة الرقابة في بلدانها.
وكانت قاعة إسبانيول التاريخية قد شهدت بدورها عرض فيلم تركي آخر، لكن خارج المسابقة، بل ضمن العروض الخاصة، وهو فيلم "الجرح" لفاتح أكين (آخر إنتاج له)، إلا أن الجمهور لم يهتم كثيرا بالأفلام الخارجة عن المسابقة.
فيلم "الجرح" يعود به المخرج فاتح أكين إلى فترة من تاريخ تركيا التي ما زالت تثير النقاش وردود الفعل المختلفة حول الأرمن.