رفضت
السعودية، الأحد، دعوات
إيران إلى وقف الضربات الجوية على
اليمن، في حين قال مصدر طبي إن الهجمات التي تقودها السعودية أصابت معسكرا للجيش في مدينة
تعز اليمنية، ما أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين.
وقالت الرياض إن على طهران ألا تتدخل في اليمن.
وبدأت السعودية وحلفاؤها العرب ضربات جوية ضد المقاتلين
الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن منذ أكثر من أسبوعين في محاولة لمنع الحوثيين من تحقيق المزيد من التقدم.
وأشار المصدر الطبي إلى أن الغارات الجوية على تعز استهدفت موقعا يسيطر عليه جنود موالون للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الذي تحالف مع الحوثيين ضد فصائل محلية في الجنوب.
وقال وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، في العاصمة الرياض، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس: "كيف يمكن لإيران أن تدعونا لوقف القتال في اليمن... نحن أتينا إلى اليمن لمساعدة السلطة الشرعية، فإيران ليست مسؤولة عن اليمن".
وكان الزعيم الأعلى الإيراني، علي خامنئي، وصف، الخميس، الضربات الجوية بأنها "جريمة وإبادة". ودعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى وقف لإطلاق النار، وإجراء حوار بين فصائل اليمن.
وتقصف السعودية وحلفاؤها اليمن بسبب مخاوف من أن إيران تسعى للهيمنة من خلال دعم جماعات شيعية مسلحة في المنطقة، وهو اتهام تنفيه الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وكانت احتجاجات حاشدة أجبرت الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، على التخلي عن السلطة في عام 2012، لكن الموالين له في الجيش ما زالوا في أماكنهم ويقاتلون الآن إلى جانب الحوثيين.
وأثارت الحملة العسكرية مخاوف من تحول الصراع إلى حرب بالوكالة بين السعودية وإيران، وأن تساهم بشكل أكبر في زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط.
ضربة بطائرة دون طيار
وفي إشارة إلى ضعف سيطرة الجيش، قال مسؤول محلي إن من يشتبه بأنهم متشددون من تنظيم القاعدة قتلوا عقيدا في الجيش في محافظة شبوة وسط البلاد، الأحد.
من ناحية أخرى، قال سكان إن أحد قادة تنظيم القاعدة قتل في هجوم بطائرة أمريكية بلا طيار -على ما يبدو- على مجموعة من المتشددين غربي مدينة المكلا الساحلية المطلة على بحر العرب.
وهذا هو أول هجوم يعلن عنه بطائرة دون طيار ضد فرع تنظيم القاعدة في اليمن، منذ أن أجلت الولايات المتحدة نحو مئة من القوات الخاصة، التي قدمت المشورة للقوات اليمنية الشهر الماضي.
وعلى الرغم من قلق الولايات المتحدة والدول الخليجية بشأن التهديد الذي يمثله متشددون مثل القاعدة، فإنها تخشى أيضا من أن تزيد الحرب في اليمن من نفوذ إيران.
وتخشى السعودية من امتداد أعمال العنف إلى أراضيها عبر حدودها مع اليمن، كما تخشى من تمدد نفوذ إيران التي تنفي اتهامات السعودية بتقديم الدعم العسكري المباشر للحوثيين.
وعلى الرغم من نفي الحوثيين تلقيهم أي دعم إيراني، وتأكيدهم أن حملتهم العسكرية تهدف إلى اجتثاث الفساد من الدولة وقتال تنظيم القاعدة، غير أن السعودية تصفهم بأنهم يشكلون تهديدا مدعوما من إيران لأمن الخليج.
وذكرت الأمم المتحدة أن النزاع المسلح الذي استولى خلاله الحوثيون على العاصمة صنعاء شمالي اليمن، في أيلول/ سبتمبر الماضي، أسفر عن مقتل 600 شخص، وإصابة 2200، كما شرد نحو مئة ألف.
وجاء في بيان لوزارة الدفاع السعودية أن أكثر من 500 مسلح من الحوثيين قتلوا في العمليات العسكرية على الحدود مع اليمن منذ بدء النزاع، دون أن تذكر كيفية تحديد هذا العدد.