نشبت
اشتباكات بين أفراد تابعين للشرطة المدنية وعناصر من القوات المسلحة في مدينة شبين الكوم، بمحافظة
المنوفية في دلتا
مصر.
وبدأ الأمر بمشاجرة بين أمين شرطة وطيار في القوات الجوية إثر توقيف سيارته في أحد الأكمنة المرورية، بعدما طلب أمين
الشرطة الإطلاع على رخصة القيادة، فرفض وأبلغه أنه ضابط بالقوات المسلحة ولن يظهر له أوراق السيارة.
لكن أمين الشرطة أصر على الإطلاع على الرخصة، فحدثت مشادة تطورت إلى تشابك بالأيدي، وعلى إثرها تم إلقاء القبض على الطيار واصطحابه لقسم شرطة شبين الكوم، حيث تم الاعتداء عليه من قبل رجال الشرطة.
ومن داخل القسم، أبلغ الطيار القيادة العسكرية بالواقعة، فحضرت قوات من الشرطة العسكرية ومدرعات من قوات
الجيش المتمركزة باستاد شبين الكوم لتحرير الطيار من أيدي الشرطة.
وتكررت هذه الحوادث في الشهور الأخيرة بين الجيش والشرطة بسبب الحساسية بين الطرفين ورغبة كل منهما في إظهار سيطرته على الآخر، ورفض الجانبين الالتزام بالقانون.
وبعد أن جرى تحرير محضر شرطة بالواقعة، رفضت النيابة العامة التحقيق في الأمر بدعوى أنه من اختصاص القضاء العسكري، فحاولت الشرطة العسكرية -التابعة للقوات المسلحة- اعتقال أمين الشرطة لعرضه على النيابة العسكرية، إلا أن العشرات من أمناء الشرطة من إدارة مرور المنوفية تصدوا لهم وتجمهروا أمام قسم الشرطة ورفضوا تسليم زميلهم إلى الشرطة العسكرية.
وقال شهود عيان إن رجال الشرطة رددوا عدد من الهتافات المعادية للجيش أثناء احتجازهم داخل القسم، كان أكثرها غرابة -وطرافة في الوقت نفسه- هتاف "يسقط يسقط حكم العسكر" الذي يردده رافضو الانقلاب العسكري في مظاهراتهم التي تقوم الشرطة دوما بقمعها!.
وعلى إثر تلك الاشتباكات، تم إغلاق قسم شرطة شبين الكوم ومركز شرطة شبين الكوم، بينما حاصرت قوات الشرطة العسكرية المنطقة بالكامل والتي تضم مديرية الأمن ومبنى المحافظة.
تصالح مؤقت
وفي محاولة لحل الأزمة، أكد هشام عبدالباسط، محافظ المنوفية، أنه يسعى هو وقيادات مديرية أمن المنوفية والمستشار العسكري للمحافظة لحل الأزمة ومنع حدوث أي تطورات جديدة نظرا لما تمثله الواقعة من خطورة على الأوضاع في المحافظة، كما انتقل قائد المنطقة المركزية اللواء توحيد توفيق إلى شبين الكوم لمتابعة الأحداث والتوصل إلى حل للأزمة منعا لتفاقم الأمور.
وبعد عدة ساعات من التوتر، أكد مصدر أمني بمديرية أمن المنوفية أن قيادات رفيعة تدخلت لإنهاء الأزمة، وتم التوصل إلى حل يرضي الطرفين، نظرا لحساسية الموقف وصعوبة المرحلة التي تتطلب تعاون الجيش والشرطة في مواجهة الإرهاب.
وأشار إلى أنه تم الاتفاق على إنهاء الأزمة مقابل تحرير محضر في الشرطة العسكرية بالواقعة شريطة أن يتم استكمال التحقيقات والإجراءات القانونية دون ضبط أمين الشرطة من جانب الشرطة العسكرية.
وأضاف المصدر -في تصريحات صحفية- أن تحرير محضر في الشرطة العسكرية بالواقعة يجيز للقوات المسلحة القبض على أمين الشرطة في وقت لاحق وتحويله إلى محاكمة عسكرية، موضحا أن أمين الشرطة غادر مبنى نيابة شبين الكوم بصحبة زملائه إلى منزله، كما غادر الطيار الى منزله بصحبة الشرطة العسكرية.
اللهم سدد رميهم
وأثارت الواقعة تعليقات غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال محمد أبوهريرة المتحدث باسم التنسيقية المصرية للحقوق والحريات "حينما تحكم الدولة عصابة فهذه هي النتيجة الطبيعية. خناقة بين الشرطة والجيش وحصار وغلق للأقسام، هذا لا يحدث إلا في جمهوريات الموز".
وأصدر تحالف القوى الثورية بالمنوفية بيانا حول الأزمة أدان فيه تجاوزات المسئولين الذين من المفترض أن يلتزموا بالقانون، وليس استغلال نفوذهم بهذا الشكل المتدني، وأشار إلى إن الشرطة العسكرية حاصرت مديرية أمن المنوفية وتعمدت إذلال مدير الأمن واحتجزته مع كبار الضباط داخل مكاتبهم، ما تسبب في تمرد في صفوف الجنود وأمناء الشرطة الغاضبين من عجز قياداتهم عن حمايتهم.
ولم يخل الأمر من تعليقات طريفة -كعادة المصريين- فقال حسام حبشي: "يا جماعة عيب كده، ده انتو واكلين سارقين قاتلين مع بعض، ولا بيتمر فيهم اللقمة الحرام يا جدع".
من جانبه تمنى شادي الحلو أن تتزايد الاشتباكات بين الجيش والشرطة، ودعا للطرفين قائلا "اللهم سدد رميهم".