وصف وزير الأوقاف
المصري، الدكتور محمد مختار جمعة، تاريخ
الخلافة الإسلامية بأنه مليء بالصراعات الدموية بسبب السعي إلى السلطة، على حد زعمه.
وقال جمعة -في حوار مع صحيفة "المصري اليوم" الأربعاء، إن نظام الخلافة الإسلامية عبر التاريخ مليء بقصص الدم والقتل والصراع من أجل السلطة.
وأضاف أن تاريخ الخلافة الإسلامية كله صراعات دموية، مثل صراعات الدولة العباسية، واقتتال الأمين والمأمون ابني الخليفة هارون الرشيد من أجل كرسي السلطة.
وزعم أن "النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يذكر في حديث واحد مصطلح الخلافة الإسلامية، ولا قال إن من الإيمان أن تؤمن بالخلافة، وإنما قال الإيمان بالله واليوم الآخر والقضاء والقدر، والحكم يتغير بتغير الوضع والزمان والمكان، والأصل أن يكون هناك نظام واضح له رأس متمثل في الرئيس والحكومة، والرعية متمثلة في الشعب، أما هذه المسميات فليست لها أهمية".
وتابع بأن "مصطلح الجهاد الذى تردد مؤخرا هو دعوات باطلة، لأن الجهاد حق خاص بولي الأمر فقط، والمخول به الجهاد في سبيل الله هو رئيس الدولة والجيش والقضاء والسلطة، وليس على الرعية أن تدعو من تلقاء نفسها للخروج إلى الجهاد دون موافقة الدولة، وقد أجمع العلماء على أن الجهاد ليس على أفراد المسلمين أو عامتهم، وإنما على رئيس الدولة أو الحاكم، وهذا يمنع الناس من أن يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة"، على حد تعبيره.
تحريض على الإخوان
ولم يخل حديث جمعة مع "المصري اليوم" كالعادة من التحريض على الإخوان المسلمين.
فوصف جمعة "الإخوان" بأنها "تنظيم إرهابي هدفه الاستحواذ على السلطة، وفي سبيل ذلك فإن أعضاءه مستعدون للتحالف مع الشيطان، بدليل تحالفهم الآن مع الدول العميلة التي تعلن حربا صريحة على أمننا القومي"، على حد زعمه.
وأضاف أنه "لطالما طالبت بتتبع مصادر تمويل جماعة الإخوان، وكشف علاقتهم بالجماعات
الإرهابية والتكفيرية، ولطالما أكدت أن جماعة الإخوان الإرهابية تعد الأب الروحي والحاضنة الكبرى لتلك الجماعات، وعلى رأسها "داعش" و"أنصار بيت المقدس" وغيرهما، ولذلك فإن الدفاع عن الوطن صار واجبا شرعيا ووطنيا، لأننا نواجه إرهابا منظما من تلك الجماعات الغاشمة الآثمة العميلة والمأجورة، التي تقتل وتخرب وتفسد وتدمر وتعتدي على الآمنين والمرابطين، وتعيث في الأرض فسادا".
وحول الحرب على الإخوان قال إن: "هناك جهودا حثيثة لتنقية مؤسسات الدولة من الإخوان، ويجب أن نعرف أن هناك عددا غير قليل من الإخوان في مؤسسات مهمة وحيوية في الدولة، مثل وزارة الكهرباء التي من يفجرون أبراج الكهرباء هم من العاملين والموظفين بها، لأنهم يختارون أبراجا معينة يؤثر تفجيرها بشكل بالغ، وتلحق ضررا كبيرا بالدولة، وبالنسبة للأوقاف، فقد حاربت الإخوان منذ وطئت قدماي الوزارة، وهناك حملات تفتيش كبيرة، وطالبنا من قبل بتوقيع إقرارات تبرؤ من الإخوان للخطباء الذين تثار حولهم شكوك".
وأضاف: "بدأنا بدور النشر التي ما زالت تنشر كتب سيد قطب، ويوسف القرضاوي، وحسن البنا، وكانت الخطوة الأولى تجفيف المنابع التي تغذيها، وفي حدود واجبنا وإمكاناتنا نستطيع القول إننا منعنا غير المختصين من اعتلاء المنابر، أو السيطرة على المساجد".
واستطرد: "يجب على كل مؤسسات الدولة، الثقافية والفنية وغيرها، تطهير نفسها من الإخوان وأصحاب الأفكار المتطرفة"، على حد تعبيره.
وقال: "نقوم حاليا بمتابعة عدد من دور النشر والطباعة التي تطبع كتب سيد قطب، والقرضاوي، والبنا، التي تخرب عقول الشاب والمجتمع".
تضييق الخناق على المساجد
وزير الأوقاف المصري قال في حواره أيضا: "نحن في مرحلة منع المتطرفين من اعتلاء المنابر أو السيطرة على المساجد، وكانت هناك مساجد لا يمكن لرجال الوزارة دخولها، منها مسجد أسد بن الفرات الذى كان يسيطر عليه حازم صلاح أبو إسماعيل في الدقي، والمراغي بحلوان، والعزيز بالله بالزيتون، والجمعية الشرعية بأسيوط، حيث تنتشر الجماعة الإسلامية، والقائد إبراهيم حيث الشيخ حنفي المحلاوي بالإسكندرية، وغيرها مئات المساجد التي كان بها جبابرة السلفيين، والإخوان، وتمكنا من تطهير صفوف الوزارة ومساجدها"، على حد تعبيره.
وأضاف أن تضييق الخناق على المتطرفين في المساجد جعلهم يتجهون إلى معاهد الدعاة ودور النشر، وأن تجديد
الخطاب الديني يحتاج إلى عشر سنوات، نافيا سيطرة السلفيين على أي مسجد، أو وجود صفقات بينه وبين السلفيين، لكنه قال في الوقت نفسه إنه أصدر تصاريح خطابة لياسر برهامي، ويونس مخيون، بعد خضوعهما لاختبارات الخطابة، وفق قوله.
وحول الشيعة قال: "لا يوجد بيننا خلاف على المذهب الشيعي، والحرب على الحوثيين هي صراع سياسي، وتعايشنا في الأزهر مع كل المذاهب، وإذا كنا نتعامل مع السيخ والبوذيين وغيرهم في كل العالم، فلا خلافات مع الشيعة، بشرط أن يكون ولاء كل شيعي لدولته ووطنه، ولا خلاف مع شيعة مصر ما داموا لا يريدون نشر التشيع في مصر، ولا يسعون لذلك"، وفق قوله.