تنامت العلاقات
المصرية الإسرائيلية بشكل كبير في عهد المشير عبدالفتاح
السيسي، "الأمر الذي شجع
الاحتلال على انتهاك حقوق الفلسطينيين، في الوقت الذي باتت فيه
القضية الفلسطينية في ذيل اهتمامات الجانب المصري الرسمي"، بحسب خبراء في الشأن الإسرائيلي.
وكان السيسي قد كشف لصحيفة "واشنطن بوست" الشهر الماضي، أنه "يتحدث كثيرا مع بنيامين نتنياهو" رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، المكلف بتشكيل الحكومة القادمة.
وقال الخبير في الأمن القومي، إبراهيم حبيب، إن دولة الاحتلال "تستخدم الدولة المصرية وجيشها لتحقيق أهدافها في محاربة المقاومة الفلسطينية، ومنع حصول الفلسطينيين على حقوقهم السياسية؛ لأنها لا تؤمن إلا بالحل الأمني".
انحدار خطير
وأضاف لـ
"عربي21" أن الرؤى المصرية الإسرائيلية "تطابقت تجاه المقاومة الفلسطينية، إلى الحد الذي يعرض فيه الجنرال السيسي على الاحتلال إرسال قوات مصرية لمحاربة ما سماه بالإرهاب في الأراضي الفلسطينية"، واصفا ذلك بـ"الانحدار الخطير في الدور المصري بحق أكبر القضايا العربية".
وكان السيسي قد صرح لصحيفة إيطالية في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، أنه مستعد لإرسال قوة عسكرية مصرية إلى الأراضي الفلسطينية.
وأشار حبيب إلى أن السيسي عندما سئل عن المنطقة العازلة التي يقيمها الجيش المصري على الحدود مع قطاع
غزة؛ قال: "لن أسمح بتهديد إسرائيل"، مستشهداً بذلك على أن "عملية هدم المنازل في منطقة رفح المصرية على الحدود مع غزة؛ ما هي إلا لحماية دولة الاحتلال بشكل مباشر".
وأضاف: "من الشواهد الأخرى على تنامي علاقة الاحتلال مع السيسي؛ ما تقوم به الطائرات الإسرائيلية بدون طيار من قصف للمواطنين المصريين في
سيناء؛ بحجة محاربة الإرهاب، وهو أمر خطير أكدته مصادر إسرائيلية".
وقال حبيب إن دولة الاحتلال "لم تعد تصنف كعدو في مصر، بل أصبحت دولة شريكة في المنطقة، يتم التعاون والتنسيق معها في كل وقت وحين"، مؤكدا أن السيسي "لم يعد يعير أي اهتمام لقضايا الأمة الكبرى، وأصبحت مصر في حالة تناغم تام مع المصالح الإسرائيلية".
صمت وتواطؤ
من جانبه؛ أكد الخبير في الشأن الإسرائيلي، إنطوان شلحت، أن "هناك تنسيقا أمنيا كبيرا بين الاحتلال الإسرائيلي، وبين مصر، تعزز في ضوء المستجدات الأخيرة المتعلقة بالإشكالية القائمة بين مصر وحماس، والحالة الأمنية المتأزمة في شبه جزيرة سيناء.
وقال لـ
"عربي21" إن العلاقة المصرية الإسرائيلية تركز حاليا على "الملف الأمني"، مشيرا إلى أن دور مصر بقيادتها الحالية في الملف السياسي هو في أدنى حالاته، "ما يؤكد انحسار الدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية".
وأضاف أن مصر "لم يكن لها أي دور في تغيير السياسة الإسرائيلية، أو في فرض إجراءات عقابية على الاحتلال، باستثناء ما يتعلق بفترة حكم الرئيس محمد مرسي، الذي اتخذ موقف ضاغطا على الاحتلال خلال حرب (عامود السحاب) في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، التي شنها الاحتلال على غزة، ما أدى إلى توقفها بعد سبعة أيام من بدئها".
وقارن شلحت بين موقف الرئيس مرسي السابق، وبين موقف القيادة المصرية إبان حرب "الجرف الصامد" في تموز/ يوليو 2014، التي استغرقت 51 يوما، "ولم يكن هناك أي دور لمصر في كبح جماحها، باستثناء أنها تدخلت كوسيط بدا أنه محايد إلى حد ما".
وأوضح أن "سياسة الصمت" التي تمارسها القيادة المصرية الحالية؛ تشجع الاحتلال على مزيد من الانتهاكات ضد الفلسطينيين، موضحا أن "الصمت يكون في أحيان كثيرة؛ أقرب إلى التواطؤ".