انطلقت الثلاثاء محاكمة الموظف السابق بمعسكر "أوشفيتز" إبان الحقبة النازية، أوسكار كرونينغ، التي من الممكن أن تكون آخر محاكمة كبيرة ترجع لهذه الحقبة.
ويتهم أوسكار كرونينغ البالغ من العمر 93 عاما، بالمساعدة في قتل ما لا يقل عن 300 ألف شخص في معسكر "أوشفيتز-بيركيناو"، وكذلك في جمع أمتعة المحتجزين في المعسكر، وإرسال أموال منها إلى قوات الحماية النازية (إس إس) "شوتسشتافل".
ويوجه إليه الادعاء أيضا تهمة دعم عمليات القتل المنهجي التي قام بها النازيون من خلال أفعاله.
وخلال المحاكمة الأربعاء في مدينة "ونيبورج" أدلى المتهم باعتراف كامل، وقال: "بالنسبة لي، ليس هناك شك أنني مذنب من الناحية الأخلاقية".
وأقر بأنه كان على علم لدى وصوله لمعسكر "أوشفيتز" النازي في عام 1942 بعمليات قتل اليهود بالغاز، ووصف أيضا بعض الفظائع التي وقعت أمام عينيه.
وقال: "أرجو العفو، وفيما يتعلق بمسألة الجرم الجنائي، فإنني أترك الأمر لكم".
وتنطوي محاكمته على أهمية لعدة أسباب. فقد تصبح محاكمته إحدى آخر المحاكمات الكبيرة للمحرقة النازية لأن عددا قليلا من النازيين الذين يشتبه بأنهم ارتكبوا جرائم أثناء الحرب العالمية الثانية ما زالوا على قيد الحياة.
والقضية غير عادية أيضا لأنه وعلى عكس الكثير من الرجال والنساء الآخرين الذين كانوا يعملون في معسكرات الاعتقال، فقد تحدث بصراحة عن الوقت الذي قضاه في "أوشفيتز" في مقابلات أجريت معه وذلك للتصدي لمن ينكرون المحرقة النازية، على حد تعبيره.
وروى الجرائم الرهيبة التي شهدها في المعسكر ووصف نفسه بأنه "ترس صغير في العجلة" فيما أوضح أنه لم يقتل أحدا قط، لذا فهو يعتبر نفسه بريئا.
وتحيي ألمانيا سنويا ذكرى "أوشفيتز"، وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مع مجموعة من الناجين، شاركت في الذكرى السبعين لتحرير معسكر أوشفيتز النازي. وقد لقي في هذا المعسكر أكثر من مليون يهودي حتفه على يد النازيين.
وأكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خلال مشاركتها في إحياء الذكرى السبعين لتحرير معسكر أوشفيتز النازي، أنه "لا يبنغي نسيان الملايين من ضحايا النازية في ألمانيا".
وأضافت المستشارة التي التقت في هذه الفعالية مع بعض الناجيين من معسكر أوشفيتز في برلين أن ما حصل في المعسكر "يحثنا اليوم أيضا على عدم الانصياع للشعارات العدوانية والمحرضة ضد أشخاص يبحثون عن حياة جديدة في ألمانيا".
وتابعت المستشارة الألمانية في حديثها عن معسكرات الاعتقال النازية، أن الاستمرار في إحياء ذكرى ضحايا النازية من واجب ألمانيا.
وقالت إن ما حصل في أوشفيتز "يجعلنا اليوم أيضا نرفض رفضا تاما معاداة السامية أو كل شكل من أشكال التمييز البشري".