ناقشت الصحف التركية في عددها الصادر صباح الثلاثاء،
الانتخابات التركية المقبلة، ما بين أصوات الناخبين الحائرين من الأتراك وسؤال من سينتخبون. ويعود للساحة السياسية في
تركيا سؤال يطرح مطلع كل حدث سياسي ممثل بالانتخابات العامة، وهو: هل سيستمر حزب "
العدالة والتنمية" الحاكم بقيادة تركيا أم سيكون السقوط مصيره؟
الناخبون الحائرون في تركيا.. أي حزب سينتخبون؟
يفيد الصحفي "محمد بارلاس" في مقال بصحيفة "صباح" بأن موعد الانتخابات اقترب، وباتَ المرشّحون يتسابقون على شاشات التلفزة والميادين المختلفة لجذب أصوات الناخبين إليهم. ولا يجهل الكثيرون حقيقة أن هذه الحملات لن تفيد المرشّحين كثيراً في الصناديق. ببساطة، هنالك طبقة قليلة في تركيا يُدرجون في طبقة الناخبين الحائرين في إدلاء أصواتهم في الانتخابات، أو أيّ حزبٍ سينتخبون، لدرجة أن تلك الطبقة تنتخب في كلّ دورة تشريعية، حزباً لم تنتخبه في الانتخابات السابقة، وهكذا فإن هؤلاء في كلّ انتخاب يختارون حزبا مختلفا.
ويلفت الصحفي إلى أنه وبعكس تلك الآراء المتردّدة، فإن طبقة كبيرة حزمت أمرها مُسبقا وتعرف جيدا أي حزبٍ ستصوّت لصالحه في الانتخابات. وعندما نقوم باستطلاعٍ للرأي في الشارع التركي، يكاد الجميع يكون متأكّدا من فوز أحد تلك الأحزاب السياسية. لكن الجدل فقط هو حول ما إذا كان حزب الشعوب الديمقراطي الكردي سيتخطى نسبة 10 في المئة التي تسمح للحزب الدخول في مجلس الشعب (البرلمان).
ويشير الصحفي إلى أنه وفي الجانب الآخر، لا يُخفي الناخبُ التركيّ رأيه السياسي قبل الانتخابات ويصرّح عنه جهرا أمام الجميع. ولهذا السبب، فنحن لا نملك الصوت الخفي في انتخاباتنا. ولا يعلم الكثيرون أن هذا الأمر لا يُعد إيجابيا مقارنة بدول أخرى. فمثلاً، يقول الكاتب: "عندما كنت في إحدى المناطق في بريطانيا، عملت في معمل كان معظم العمال فيه يقرأون صحيفة "ديلي ميرور" ذات التوجه العمالي. وعندما شاهدني العمال أقرأ صحيفة "ذا تايمز" كانوا يسخرون من العائلة الملكية في بريطانيا. لكنهم لم يكونوا يجهرون باسم الحزب الذي سينتخبونه في الانتخابات. وكان لي أن سألت أحد العمال: من ستنتخب في الانتخابات؟ رغم أنني أعلم أن معظمهم سينتخب حزب العمال في البلاد.. فقال لي بوجه متجهّم ونبرة صوت حادة: سأفصح لك عن شيء، إن الشعب البريطاني لا يقول لأحدٍ عن اسم الحزب الذي يناصره، ولا يتكلمون عن مقدار معاشهم الشهري".
وبالعودة إلى الساحة التركية، يقول الصحفي إن لم تسأل عن انتماء صديقك الحزبي، فستكون حتما ممن يخرقون العادات والتقاليد بنظر المجتمع. حتى ذهب الجميع ليُفصح عن اسم الحزب الذي انتخبه أمام صناديق الاقتراع! لذلك، فنحن على علمٍ شبه تام باسم المنتصر في الانتخابات القادمة.
"العدالة والتنمية" في انتخابات تركيا
تلفت الكاتبة "تولو قوموش تكين" في مقال لها بصحيفة "صباح" إلى أنه في السنوات الأخيرة قيلت وكُتبت أشياء كثيرة عن اقتصاد تركيا، وقسم كبير كتبوا في مقالاتهم أنه "إن لم يكن هناك استقرار اقتصادي، فإنه من الممكن أن يسقط حكم العدالة والتنمية. وقد تبيّن مع الزمن كم هم سطحيون، ويستندون إلى تحليلاتٍ خاطئة".
وتقول الكاتبة إن ما كتبوه وإن كان بنية سيئة، إلا أن هذه التأكيدات كان لها وجه من الحقيقة، ويجب أن نخطّ تحتها: الاستقرار السياسي في تركيا، مع أنه يستند بشكل كبير إلى العطاءات والفرص المطروحة والمستثمرين، فإنه يتغذى على الاستقرار السياسي، وأساس هذا الاستقرار السياسي هو وجود رئيس الوزراء السابق من 2002، ورئيس الجمهورية الحالي رجب طيب أردوغان وإدارته.
وتشير الكاتبة إلى أن استمرار الاستقرار، والقيام بالانتخابات بشكل شفاف وبنسبة مشاركة عالية، وإمكانية تمثيل الشعب نفسه بشكل ديمقراطي، كلها أمور تفتح المجال أمام التطوّر الاقتصادي. وأخيرا فإن البنك المركزي، وتضييق عجز التجارة الخارجية، وضعف ضغوط التضخم، وإمكانية الاستمرار في التطوّر الاقتصادي بشكلٍ مستقر.. هذه الأمور كلها خفّضت من قيمة الفائدة السياسية 50 مرتبة، والأسواق تأثّرت إيجابيا بشكل كبير من هذا النزول، وتبيّن أن تنبيهات رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان كانت محقّة في هذا المجال، بحسب قولها.
إبادة الأرمن هراء.. والتاريخ الغربي لا يسجل إبادة المسلمين
يشير الصحفي "رسول توسون" في مقال له بصحيفة "ستار" إلى الدول التي تُحاسب تركيا على أحداث 1915.. هل تحرّكُ شعرةً حين يكون المظلوم مسلما؟
ويقول الكاتب إنه وحين يكون المظلوم مسيحيا أو يهوديا تقوم قيامتهم. يكفيهم أن يكون المظلوم منهم ليتكلّموا بطلاقة عن الديمقراطية والتنظيمات المدنية والحريّات وحقوق الإنسان. أما نحن فيجب أن ننسى الإبادات الجماعية التي قامت بها الجيوش الصليبية وعلينا أن نقول إنها أصبحت تاريخا فقط!
ويورد الصحفي في مقاله أمثلة عن إبادات تعرض لها المسلمون في مناطق مختلفة، ويلفت إلى أن فرنسا قامت بقتل مئات آلاف المسلمين في شمال أفريقيا، ونقول إن هذا أصبح ماضيا. ونتغاضى عن قتل روسيا 500 قيرغيزيّ تركيّ في أوائل القرن العشرين ولا نتذكّر جرائمهم في القرم. ونقول إن إبادة الإيغور في تركستان (الصين) كانت بعيدة عنا فلم نرَها. ونتغاضى عن احتلال أرمينيا لـ5 في المئة من أراضي أذربيجان وإجبار مليون منهم على الهجرة من وطنهم قبل 24 سنة.
ويتساءل الصحفي مستغربا: لماذا يحاسب الغرب تركيا على أحداث حدثت قبل 100 سنة ولا يرى سوريا التي يُظلم فيها المسلمون الآن؟ دعكم من احتلال فلسطين والإبادات الجماعية التي تحدث فيها، لماذا ما زالوا يحمون الديكتاتور الذي تسبّب بمقتل مئات الآلاف وتهجير ملايين المواطنين في سوريا؟ لماذا ما زالوا يمنحونه الشرعية؟
ويقول الكاتب: فلنتغاض عن سوريا أيضا. لماذا لا ترى هذه الدول التي تدّعي الدفاع عن الديمقراطية ما يحدثُ في مصر؟ لقد حدث هناك انقلاب وأسقطوا أوّل رئيسِ جمهوريّة منتخب فيها، وقتلوا آلاف المواطنين على الهواء مباشرة في ميداني رابعة والنهضة، وأعلنوا التنظيمات المشروعة تنظيماتٍ إرهابية وبدأوا باعتقال منتسبيها. فلماذا لا يصدر صوت عن الدول التي تُحاسب تركيا على أحداثٍ مضت عليها 100 سنة أمام الجرائم التي تحدث ضد الشرعية في مصر اليوم؟
ويلفت الكاتب إلى أنه في مصر يُعدم من قبل القضاء الانقلابيّ مئات المواطنين وليس واحدا أو خمسة! وقد حُكم على الرئيس المنتخب بالسجن لمدة 20 عاما، وهناك احتمال بالحكم عليه هو أيضا بالإعدام.
ويتساءل الكاتب: أين هم مؤيدو الديمقراطية في أوروبا؟ وأين هم المدافعون عن السياسة الديمقراطية في أمريكا من كلّ هذا؟ فلنقل إن عداوتكم للإسلام تدفعكم للتغاضي عن المظالم التي تحدث للمسلمين ولننس هذا أيضا. لنقل إننا لن نحاسبكم على كلّ هذا، ولكن ماذا ستقولون عن دعمكم للمحتلين والانقلابين والظالمين؟ بماذا ستفسّرون مصافحة رئيس الاستخبارات الأمريكية للسيسي أثناء إصدار المحكمة حكما بالسجن لعشرين سنة ضدّ أوّل رئيسٍ شرعي منتخبٍ في مصر؟ أين ستضعون هذه الصورة؟
ويضيف: أيُعقل أن تتغاضوا عن جرائم تحدث أمام أعينكم وتدعمون المجرمين ثم تحاسبون تركيا على أحداث مضى عليها 100 عام لا تعرفون تفاصيلها وحقيقتها؟ فبئس ما تدّعون.
سامسون- بولامان.. القطار السريع المنتظر
نقلت صحيفة "يني شفق" في خبر لها عن أنور يلماز، رئيس بلدية مدينة أوردو التركية، تصريحه الذي جاء فيه أنه تم البدء للتحضير لدراسة جدوى بالتعاون مع وزارة النقل والمواصلات من أجل إعمال تطبيق خطة القطار السريع بمدينة أوردو.
وبحسب الصحيفة، فإن مدينة أوردو التركية ذات أهمية بالغة، ولكنها لم تجد فرصتها للتطور بشكل كاف، وذلك بسبب وقوعها بين مدينتي سامسون وطرابزون. وفي الفترة الأخيرة وبفضل الاستثمارات الخاصة بالنقل والمواصلات بالمدينة، بدأت أوردو بالتقدم شيئا فشيئا، حيث تطورت حركة النقل والمواصلات داخل مدينة أوردو على مدار السنوات العشر الأخيرة. وتتمثل تلك التطورات في إنشاء مطار محلي للمدينة، وتعبيد الطرق بين أردو وسيواس، أي بين البحر الأبيض والبحر الأسود.
وتشير الصحيفة إلى أنه، وبجانب مشاريع الحكومة التركية تلك، هناك أيضا مشاريع تهيئة الطرق وإصلاحها في عموم المدينة.
وعن أهمية القطار للمدينة، تفيد الصحيفة بأن وجهات نظر جميع الأطراف، سواء أكانت مؤسسات سياسية أم مجتمع مدني، فقد تحدثت عن أن المدينة بحاجة بالغة إلى القطار السريع.
وحول ذات الموضوع نقلت الصحيفة عن أنور يلماز، أن هناك احتمالا كبيرا في البدء بأعمال مشروع القطار السريع الذى سيربط كلا من أنقرة وسامسون خلال ساعتين بحلول عام 2018- 2019.
وأشار يلماز إلى أن دراسة الجدوى الخاصة بالقطار السريع بين سامسون وبولامان متواصلة، مؤكدا أن إنشاء خط القطار السريع بين المدينتين سوف يخدم مدينة أوردو بشكل كبير.