استدعت
السلطات الأمنية الجزائرية، رسام الكاريكاتور الجزائري،
طاهر جحيش، الذي يواجه تهمة تتعلق بالإساءة لرئيس الجمهورية بالجزائر، عبد العزيز بوتفليقة، و الإهانة عن طريق الوسائط الإلكترونية والتحريض على التجمهر.
ويمثل طاهر جحيش أمام محكمة "المغير" بمحافظة الوادي، جنوب البلاد، من أجل محاكمته يوم 5 آيار/مايو الجاري، بحسب ما جاء في مذكرة التكليف بالحضور لجلسة المحاكمة الممضاة من طرف وكيل الجمهورية لدى المحكمة المذكورة.
ويعتبر جحيش من أشهر رسامي الكاريكاتير بالجزائر، وقد اشتغل بعدة صحف وطنية بالبلاد، وحصد العديد من الجوائز عن رسوماته المعبرة، وحاليا أحيل على التقاعد، حيث يكتفي بنشر رسوماته على شبكات التواصل الاجتماعي، وخاصة "فيسبوك" حيث بلغ عدد أصدقائه بها 2500 صديق.
وقال جحيش في تصريح خاص لصحيفة "
عربي21"، الجمعة "إن الأمر يتعلق بنص مكتوب لم أذكر منه سوى بعض الكلمات، لأن حسابي على (فيسبوك) تم اختراقه عديد المرات".
ويتابع جحيش بتهمة "الإساءة إلى رئيس الجمهورية" بعبارات تتضمن الإهانة، والقذف عن طريق وسائل إلكترونية، والتحريض على التجمهر غير المسلح بالكتابة"، طبقا للمادة 440 من قانون الإجراءات الجزائية في الجزائر.
ويحاكم جحيش يومان فقط على قرب إحياء العالم لليوم العالمي لحرية التعبير المصادف لـ 3 من آيار/مايو من كل سنة.
والقضية المتابع بها رسام الكاريكاتير، تتعلق بنشره قبل أيام قليلة، على صفحته الشخصية، بشبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" رسما كاريكاتوريا، يمثل ساعة رملية تحمل عبارة "لا للغاز الصخري"، بمنزلة إعلان عن تضامنه مع سكان الجنوب ضد استغلال الغاز الصخري بالصحراء.
واعتبرت السلطات الجزائرية، ، تساؤل جحيش "هل سيخرج الشعب الجزائري يوم 24 شباط/فبراير لوقف سم الغاز الصخري؟"، "تحريضا على التجمهر غير المسلح" وقررت متابعته بناء على ذلك.
وأدانت "الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان"، الجمعة، في بيان تتوفر صحيفة "
عربي21" على نسخة منه، ما أسمته "استمرار التضييق على حرية التعبير، ولا تزال قائمة القيود التي تكبل حرية التعبير من طرف السلطة، وإن تعددت الطرق والأساليب الملتوية".
وقال عضو الرابطة، هواري قدور في تصريح لصحيفة "
عربي21" إن "السلطة تتحجج بمبررات واهية في تضييقها على حرية الكلمة، منها مراعاة المصلحة العامة والأمن القومي والحفاظ على النظام العام وواجب التحفظ، وهي كلها بمنزلة ستار تحمي به السلطة نفسها من النقد".
وتابع قدور حديثه بأن "الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، حريصة على دعم حرية الصحافة والتعبير، وأنها تندد بكل التجاوزات والمضايقات".
بالتوازي مع ذلك، نددت "الجبهة الوطنية لحماية الثروة ومكافحة الفساد" في بيان، الجمعة، بما وصفته بـ"محاولة زج العضو رشيد عوين" أطول فترة ممكنة في السجن" بتلفيق قضايا كيدية، الغرض منها تصفيه الحسابات، بعد فضحه للقضية المعروفة بتهريب الغاز إلى تونس دون رقابة جمركية".
ويقبع الناشط الجزائري رشيد عوين بالسجن، حيث أدين بالحبس مدة أربعة شهور بتهمة، تحريض أعوان الشرطة على التظاهر بمحافظة الوادي جنوب الجزائر، من خلال منشور بثه في صفحته بالفيسبوك.
وطالبت الجبهة الوطنية لحماية الثروة ومكافحة الفساد" بالإفراج الفوري عن رشيد عوين، وقالت إنه يدفع ثمن تبليغه عن الفساد".
ومنذ كانون الثاني/يناير، وسكان منطقة عين صالح يحتجون بمحافظة تمنراست، المحاذية لمحافظة الوادي، مسقط رأس الفنان طاهر جحيش، ضد قرار الحكومة استغلال الغاز الصخري، المضر بالبيئة والإنسان.