أكدت منظمة
العفو الدولية أن السلطات
المصرية تستخدم
المحاكم لكبت الصحافة، وأدرجت المنظمة في تقرير الأحد أسماء 18 صحفيا وإعلاميا سجنوا وعشرات آخرين يواجهون تحقيقات جنائية.
وقالت المنظمة، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها: "إن عدة صحفيين احتجزوا منذ فترات طويلة، دون توجيه اتهامات لهم أو إجراء محاكمات لهم، ومن بينهم مصور مصري، محمود أبو زيد، الذي يعرف باسم شوكان، محتجز منذ أكثر من 600 يوم".
وتقول جماعات حقوقية إن حملة شنتها حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد الإطاحة بمحمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في منتصف 2013 كممت حرية التعبير.
وأضافت: "في مصر اليوم، أي شخص يتحدى الرواية التي تروج لها السلطات رسميا، أو ينتقد الحكومة، أو يكشف انتهاكات حقوق الإنسان، معرض لخطر الزج به في
السجن، وغالبا ما يحتجز لأجل غير مسمى، دون اتهام أو محاكمة، أو إحالته للقضاء بتهم ملفقة."
وردت وزارة الخارجية المصرية على التقرير بقولها إن الصحفيين يلقى القبض عليهم بناء على إذن من النائب العام، وتتم مراعاة الإجراءات القانونية بشكل كامل.
وقال المتحدث باسم الخارجية، بدر عبد العاطي، إنه لا يتم استهداف أحد لكونه صحفيا، وإن مثل هذه الاتهامات هراء مسيس.
وعزز وجهة نظر الجماعات الحقوقية، بأن الحكومة تحد من الحريات التي تم اكتسابها بعد انتفاضة 2011، حكم صدر العام الماضي بالسجن ما بين سبع سنوات وعشر سنوات على ثلاثة من صحفيي قناة الجزيرة بتهمة نشر أكاذيب.
وتم ترحيل الأسترالي بيتر جريست في شباط/ فبراير، في حين تجري إعادة محاكمة المصري الكندي محمد فهمي والمصري باهر محمد، بعد أن وجدت محكمة عيوبا إجرائية في القضية الأصلية.
ومن بين الحالات الأخرى التي أشار إليها تقرير منظمة العفو حكم صدر بالسجن 25 عاما على 14 صحفيا وإعلاميا الشهر الماضي، بتهمة نشر معلومات كاذبة، والتحريض على العنف. ويمكن الطعن في هذا الحكم.
وفي قضية منفصلة، يواجه خمسة صحفيين من صحيفة المصري اليوم، ذات الملكية الخاصة، تحقيقا جنائيا، بعد اتهامهم قوات الأمن بالفساد وانتهاك حقوق الإنسان.
واعتقل مصور صحفي آخر خلال احتجاج بالقاهرة في كانون الأول/ ديسمبر 2013 أكثر من 18 شهرا، قبل توجيه اتهامات له ثم تبرئته في نهاية الأمر الأسبوع الماضي.
وقالت منظمة العفو إن معظم الإدانات تفتقر إلى الأدلة، واعتمدت فقط على شهادات قوات الأمن.
وأضافت أنه منذ منتصف 2013 قُتل ما لا يقل عن ستة صحفيين أثناء تغطيتهم احتجاجات في مصر بيد قوات الأمن أو خلال اشتباكات بين المتظاهرين.