كشف المستشار السياسي الراحل للرئيس المخلوع حسني
مبارك، الدكتور أسامة الباز، في مذكراته، أن أسرة مبارك استعدت لإعلان وفاته منذ عام 2005، ونبهت على مسؤولي التليفزيون
المصري بالاستعداد لإعلان الخبر، في وقت كانت تعمل فيه على سرعة تنصيب نجله جمال في الحكم.
ونقلت جريدة "الوطن"، القريبة من المخابرات المصرية، في الجزء الثاني من المذكرات، الذي نشرته الأربعاء، تحت عنوان: "أسامة الباز 30 سنة في الرئاسة"، عن الباز قوله إنه منذ عام 2005، كانت أسرة مبارك لديها هاجس كبير بأن هذه هي الأيام الأخيرة في حياة الرئيس.
وأضاف أن الخوف الشديد من وفاة مبارك جعل أسرته تدفع بقوة ملف التوريث، واستغلال كل الفرص الممكنة، لدرجة أن مسؤولي التليفزيون كانت لديهم تعليمات بوضع "جاكيتات" سوداء على سبيل الاحتياط، لارتدائها أثناء إعلان خبر الوفاة.
وأوضح الباز أن السيناريو عقب وفاة مبارك كان أن يتولى
جمال مبارك الحكم على الفور، ولم يكن لديهم أدنى شك من إتمام أمر التوريث، لدرجة أن الدكتور مصطفى الفقي حذرهم أكثر من مرة، وتحديدا: مبارك وجمال.
واستطرد الباز بأن الفقي أكد لهم أن الشارع المصري لن يسكت على عملية التوريث، فكان رد مبارك عليه: شارع إيه؟ فرد عليه: الفقي: الناس اللي في الشارع، فقال له مبارك: عرفت الكلام دا منين؟ فقال الفقي: من الجرايد، فرد مبارك: "خلاص ما تقراش جرايد".
وأضاف: "وصلت أسرة مبارك إلى مرحلة من الثقة والغرور الشديد، في إتمام عملية التوريث، وكانوا يعتبرون الموضوع لا جدال فيه، وكان الخلاف داخل الأسرة فحسب في كيفية الوصول للحكم، خاصة أن سوزان لم تكن تريد انتظار وفاة مبارك ليتولى جمال، خلفا له، وكانت ترى أن يتولى الحكم، ومبارك على قيد الحياة".
وكشفت المذكرات عن أن الباز نصح مبارك بعدم قبول هدية "قصور حسين سالم" في شرم الشيخ، وحذره من التورط في فساد كمالي، لكنه لم يستجب، كما أنه حاول إقناع مبارك بتحجيم علاقته بحسين سالم، حتى لا يتورط في فساد مالي، لكن مبارك كان يستاء من تحذيرات الباز له، ويغضب، وبدأ بالتدريج يتجنبه، ولا يستمع له، وفق قوله.
وأكد الباز -في مذكراته- أن شخصيات نسائية كانت تتقرب من سوزان مبارك بـ"المجاملة"، وأن سوزان دفعت "جمال" للزواج ليستكمل الشكل التقليدي للرئيس.
وأضاف أيضا أن سوزان كان لها مكتب وسكرتارية خاصة في الرئاسة، وأنها وضعت بصمتها على اختيار الوزراء، والشخصيات المحيطة بالرئاسة، وتغييرهم وتعيينهم، دون أن تعتمد في اختياراتها على الخبرة، وإنما تعتمد على خفة الظل على قلبها، أو العلاقات الشخصية، على حد تعبيره.
وأسامة الباز من مواليد عام 1931 بمحافظة الشرقية، وهو المستشار السياسي للرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، وهو شقيق عالم الجيولوجيا في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" الدكتور فاروق الباز.
واشتهر بأنه أحد الذين هيأوا مبارك سياسيا للحكم، كما أنه كان في مقدمة أساتذة جمال مبارك، الذين حاولوا تربيته سياسيا.
ومع أنه أحد الذين رفضوا فكرة تعديل الدستور، أو بعض مواده، ورأى تأجيلها، إلا أنه وصف تعديل المادة (76) بأنها الأبرز والأهم في مسيرة الإصلاح السياسي. وذهب في أوائل آذار/ مارس 2005، إلى أن قانون الطوارئ لا يمثل قيدا على ممارسة المواطن العادي لحقوقه السياسية، مشيرا إلى عدم وجود نية لإلغائه.
وعلى المستوى الشخصي، فقد أعلنت الممثلة المصرية نبيلة عبيد، بعد
ثورة 25 يناير 2011، أنها كانت متزوجة بأسامة الباز لمدة 9 سنوات، إلى أن تم الطلاق، وأن الزواج كان معروفا في الأوساط السياسية، وأن رئاسة الجمهورية كانت على علم به.
وقد توفي فجر السبت الموافق 14 أيلول/ سبتمبر 2013، عن عمر يناهز 82 عاما.